عبد الغنى: مصر تتحرك بحذر لتقريب وجهات النظر مع إيران ومنع انفجار إقليمي

كتبت: هدى الفقى

علّق الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني على زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة، مؤكدًا أنها تأتي في توقيت “حساس ومهم”، وتُعبّر عن نزوع إيراني حقيقي نحو تطوير العلاقات مع مصر، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.

جاء ذلك في مداخلة هاتفية لقناة “مى سات” من خلال حلقة “مساء الخير” ليوم الإثنين من تقديم الإعلامي إيهاب الطيب.

زيارة “ليست الأولى”

أشار عبد الغني إلى أن هذه الزيارة تُعد الثالثة خلال ثمانية أشهر فقط، ما يدل على وجود اتجاه واضح من طهران لكسر الجمود مع القاهرة، ومصر – من جانبها – لا تمانع، بل تدرس الرد بإيجابية.

واعتبر أن نتائج هذه الزيارات قد تمهّد لتطور العلاقات إلى مرحلة التمثيل الدبلوماسي الكامل، بما يشمل فتح سفارات متبادلة بين البلدين، بعد سنوات طويلة من القطيعة، أو شبه القطيعة.

أهمية التقارب في ظل التهديدات

أكد عبد الغني أن إيران تسعى من خلال تحركاتها الإقليمية – التي شملت السعودية، والبحرين، ولبنان – إلى كسب دعم عربي لمواجهة التهديدات، خصوصًا التهديدات الإسرائيلية المباشرة ضد منشآتها النووية.

ويرى أن هذا النشاط الدبلوماسي يعكس حرص طهران على تأمين موقف إقليمي داعم، أو على الأقل محايد، في وجه التصعيد الإسرائيلي-الأميركي المحتمل.

دور مصر المحوري

شدد الكاتب الصحفي على أن مصر تملك دورًا إقليميًا بالغ الأهمية في منع انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة. وذكّر بأن موقف القاهرة المعلن والثابت هو مع نزع السلاح النووي من الشرق الأوسط، وهو موقف يتوافق مع مبادئ الأمن الجماعي والاستقرار الإقليمي.

ولفت إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس المصري بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية – والمتزامن مع زيارة المسؤول الإيراني – قد لا يكون صدفة، وربما يحمل رسائل سياسية تتعلق بالملف النووي الإيراني، ودور مصر كوسيط موثوق دوليًا.

فرص التعاون

أوضح عبد الغني أن كافة مجالات التعاون مفتوحة، سواء اقتصادية أو دبلوماسية أو حتى سياحية، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى الحساسية المصرية تجاه “المشروع الإسلامي الإيراني”، خاصة فيما يتعلق بالسياحة الدينية المرتبطة بآل البيت، والتي قد تُثير تخوفات داخلية تتعلق بالهوية والمذهب.

 القاهرة لا تغلق أبوابها

خلص عبد الغني إلى أن مصر، رغم تحفظاتها، لا تُغلق أبواب الحوار، بل تسعى للحفاظ على توازن إقليمي، وتحاول منع اندلاع حرب واسعة قد تجرّ المنطقة بأسرها نحو المجهول، مؤكدًا أن الدور المصري في هذا التوقيت محوري ومحسوب بعناية.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى