حكم الأكل بعد فجر عيد الأضحى للمضحي وغير المضحي

كتب – سيد حسن
أجاب الدكتور أحمد المالكي، عالم أزهري، عن حكم الأكل بعد فجر أول أيام عيد الأضحى وحتى صلاة العيد، مشيرًا إلى أن هذا اليوم يحمل مجموعة من السنن والآداب التي يجب على المسلم الالتزام بها.
366 ساحة في محافظة القاهرة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك
ووضح المالكي أن عيد الأضحى من أعظم أيام المسلمين، وله شعائر مميزة تشمل التكبير والاغتسال والتزين، والخروج إلى المصلى لأداء صلاة العيد، بالإضافة إلى ذبح الأضحية.
ناقش المالكي مسألة الأكل قبل صلاة العيد، وأوضح أن هناك اختلافًا في الفقه الإسلامي بشأن الأكل في يوم عيد الأضحى قبل الصلاة والذبح.
وأشار إلى أن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة يفضلون الامتناع عن الأكل حتى أداء الصلاة وذبح الأضحية، استنادًا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان لا يأكل في يوم العيد إلا بعد أن يذبح أضحيته.
وأوضح أن هذه السنة تهدف إلى تعظيم شعيرة الذبح والاقتداء بالنبي، كما استشهد بأحاديث نبوية من بينها حديث بُرَيْدة رضي الله عنه، الذي يبين أن النبي ﷺ لا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي.
على الجانب الآخر، ذكر المالكي أن المذهب الحنفي يختلف في هذا الأمر، حيث يرى أن الأكل قبل الصلاة في يوم عيد الأضحى ليس ممنوعًا أو مكروهًا، وإن كان من الأفضل لمن ينوي الذبح أن يؤخر الأكل إلى ما بعد الذبح، لكن الأمر يظل مسألة اختيارية لا تلزم المسلم بالامتناع الكامل.
تطرق المالكي إلى حكم الأكل لغير المضحي، حيث أوضح أن الإمساك عن الأكل قبل الذبح يخص فقط من يملك أضحية وينوي ذبحها، أما من لا يملك أضحية فيجوز له الأكل بعد الفجر قبل صلاة العيد، ولا يلزم الانتظار، واستشهد بفتاوى لابن حجر الهيتمي التي تؤكد أن عدم الأكل حتى الذبح هو سنة للمضحي فقط، ولا يلزم غيره بذلك.
في التطبيق العملي، نصح المالكي المضحي بالامتناع عن الأكل بعد الفجر حتى يؤدي صلاة العيد ثم يذبح أضحيته ويأكل منها، وذلك لتقوية الشعور الروحي والالتزام بالسنة النبوية، أما غير المضحي، فلا حرج عليه في تناول الطعام بعد الفجر، لكنه يُستحب له التأنّي واتباع الأفضل من السنة.
ختم المالكي بأن الأكل بعد الفجر في يوم عيد الأضحى ليس محرمًا، لكنه يظل مخالفًا للسنة إذا كان المضحي يفعل ذلك، بينما يتمتع غير المضحي بحرية الاختيار، مع التأكيد على أهمية اتباع الهدي النبوي في كل الأوقات، خاصة في أيام الخير والطاعة.