الإفتاء توضح حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج

كتب – محمد سيد

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي المتعلق بصيام يوم عرفة، مؤكدة أن صيام هذا اليوم يعد من السنن المؤكدة لغير الحجاج، واستشهدت في بيانها بما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي صامه وحث المسلمين على صيامه، كما جاء في حديث رواه أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده”، وهو حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم.

دار الإفتاء توضح 21 قاعدة مهمة للأضحية

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الفقهاء من مختلف المذاهب قد أجمعوا على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وذلك لما فيه من أجر عظيم وتكفير للذنوب.

وبيّنت أن هذا اليوم يُعد من الأيام الفضيلة التي يُكثِر فيها الله من العتق من النار، مستشهدة بحديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم رواه الإمام مسلم: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”.

وبيّنت دار الإفتاء أن هذا الحكم يخص غير الحاج فقط، أما بالنسبة للحجاج، فقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم استحباب صيامه، بل اعتبر المالكية والحنابلة أن صيامه مكروه، بينما رآه الشافعية مخالفًا للأَولى، واستندوا في ذلك إلى ما روي عن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من اللبن وهو واقف بعرفة فشربه، وقد أخرجه البخاري، وهو ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في هذا اليوم أثناء الحج.

كما روى الإمام الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم مع أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ولم يصم أحد منهم يوم عرفة، ما يدل على أن ترك الصيام كان فعلًا متبعًا في مناسك الحج.

ورأت دار الإفتاء أن الحكمة في عدم استحباب صيام يوم عرفة للحاج تعود إلى ما قد يسببه من ضعف بدني يؤثر على عبادة الوقوف بعرفة والدعاء، وهذا ما يجعل الفطر أولى وأفضل، خاصة أن الحجاج يُعدّون ضيوف الله، ويُسن لهم التفرغ لعبادته دون مشقة إضافية.

وفي المقابل، ذكر مذهب الشافعية أن المسافر والمريض يُستحب لهما الفطر يوم عرفة مطلقًا، ويُستحب الصيام لحاج لم يصل عرفة إلا ليلًا، لأن علة الكراهة تنتفي حينها، أما الحنفية فرأوا أن الحاج يُستحب له الصيام إذا لم يتسبب له بضعف أو خلل في أدائه للعبادات، وفي حال أدى الصيام إلى ذلك فيُكره له.

زر الذهاب إلى الأعلى