دولة إفريقية تذبح عشرات الأفيال وتوزع لحومها على السكان لمواجهة الجفاف وتجاوز الطاقة الاستيعابية

وكالات:
أعلنت هيئة المتنزهات والحياة البرية في زيمبابوي عن بدء عملية ذبح لعشرات الأفيال في إحدى محمياتها الطبيعية، بهدف السيطرة على الزيادة المفرطة في أعدادها والتخفيف من تداعيات الجفاف الذي يعصف بالبلاد، في خطوة أثارت موجة من الانتقادات المحلية والدولية.
ووفقًا لما نقلته إذاعة أل أف أم السويسرية، فإن الهيئة تعتزم في المرحلة الأولى ذبح 50 فيلًا في محمية “وادي الحفظ” جنوب شرق البلاد، دون أن تحدد العدد الإجمالي المتوقع أو المدة الزمنية للعملية.
وتشير بيانات “زيمباركس” (هيئة المتنزهات والحياة البرية) إلى أن المحمية، التي تبلغ قدرتها الاستيعابية 800 فيل فقط، باتت تحتضن أكثر من 2550 فيلًا، بحسب أحدث مسح جوي نُفذ في عام 2024. وأوضحت الهيئة أن هذا الاكتظاظ يشكل خطرًا على النظام البيئي في المنطقة، ويؤدي إلى تدهور الموارد الطبيعية مثل الماء والغذاء.
وقالت الهيئة في بيانها:
“سيتم توزيع لحوم الأفيال على المجتمعات المحلية المتضررة، في حين يُسلم العاج إلى الدولة ويخزّن لدى زيمباركس، تماشيًا مع الحظر العالمي المفروض على تجارة العاج”.
وبين عامي 2019 و2024، نقلت السلطات حوالي 200 فيل إلى محميات أخرى في محاولة لتقليل الكثافة الحيوانية، غير أن استمرار الجفاف وانعدام الموارد دفعها إلى تبني خيار الذبح كإجراء “إدارة ضروري”، بحسب تعبير المسؤولين.
وكانت زيمبابوي قد قامت بعملية مماثلة في عام 2024، حيث ذبحت 200 فيل بسبب موجة جفاف غير مسبوقة، في أول خطوة من نوعها منذ عام 1988.
ورغم تبريرات الحكومة، قوبل القرار بانتقادات حادة من منظمات بيئية وناشطين في مجال حماية الحيوانات، معتبرين أن الأفيال تمثل أحد أعمدة التنوع البيولوجي ومصادر الجذب السياحي في البلاد، ويجب إيجاد حلول بديلة عن الذبح.
يُذكر أن زيمبابوي تحتل المرتبة الثانية عالميًا في أعداد الأفيال بعد بوتسوانا، حيث تضم أراضيها عددًا كبيرًا من هذه الحيوانات التي باتت تواجه تهديدًا متزايدًا بسبب الجفاف وتغير المناخ وتقلص المواطن الطبيعية.
وفي تطور مشابه، أعلنت ناميبيا المجاورة في سبتمبر 2024 عن ذبح أكثر من 700 حيوان بري، من بينها أفراس النهر والفيلة، بهدف مواجهة الجوع الناتج عن أسوأ موجة جفاف منذ عقود.