د. فارس حامد: زيارة السيسي للإمارات تفتح آفاقًا لتحالف إقليمي يعيد التوازن للمنطقة

كتب: هدى الفقى
قال الدكتور فارس حامد، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية إلى دولة الإمارات تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط تطورات إقليمية متسارعة تتطلب تحركًا عربيًا منسقًا لإعادة الاستقرار، مشددًا على أن العلاقات المصرية الإماراتية تقوم على “الاستثمار في الاستقرار”، وتشكل ركيزة أساسية لصياغة رؤية واقعية لصناعة السلام في الشرق الأوسط.

وأكد د. حامد فى تصريحات إعلامية أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال هذه الزيارة، مشيرًا إلى تطابق وتنسيق كامل في الرؤى بين القاهرة وأبوظبي بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها، قائلاً: “القاهرة والإمارات تبذلان جهودًا ممنهجة لدفع مسار السلام، وإيجاد وقف شامل وعادل لإطلاق النار في القطاع”.
وأضاف أن التنسيق المصري الإماراتي يسير ضمن مظلة عربية أوسع، تشمل عضويتهما في اللجنة الوزارية العربية المنبثقة عن القمة الاستثنائية، والتي تهدف إلى خلق ظهير داعم للقضية الفلسطينية إقليميًا ودوليًا.
وفي السياق ذاته، لفت د. حامد إلى أن الدور الإماراتي لا يقل أهمية عن الدور المصري، خاصة بالنظر إلى علاقات أبوظبي القوية والثابتة مع واشنطن، ما يمكّنها من المساهمة في دفع الإدارة الأمريكية نحو تحرك فعّال لوقف الحرب في غزة، خصوصًا بعد زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة للإمارات وتوقيع اتفاقيات اقتصادية هامة، يمكن توظيفها سياسيًا لدعم قضايا المنطقة.
تحالفات عربية جديدة
أوضح د. حامد أن القاهرة تسعى لتشكيل “دوائر أمن قومي عربي”، تشمل تحالفات استراتيجية مع الإمارات والسعودية والأردن والعراق، من أجل خلق توازن إقليمي قادر على مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار العربي، قائلاً: “هناك عبث إسرائيلي ممنهج لضرب الدول الوطنية العربية، ويتجلى ذلك في الضربات المتكررة في سوريا ولبنان واليمن، مما يستدعي رؤية عربية موحدة لوقف التصعيد”.
وشدد د. حامد على أن حل الأزمة في غزة هو مفتاح تهدئة باقي الجبهات المشتعلة، داعيًا إلى تحرك عربي موحد لمعالجة جذور الأزمة، وعلى رأسها استمرار الاحتلال وغياب أي تقدم في مسار حل الدولتين.
البُعد الاقتصادي حاضر بقوة
أما على الصعيد الاقتصادي، فأكد >ز حامد أن العلاقات بين القاهرة وأبوظبي تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل العربي، مشيرًا إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لم تأت من فراغ، بل نتيجة سياسات مصرية ناجحة في جذب الاستثمارات، وتوفير بيئة قانونية ومؤسسية محفّزة، مما جعل مصر وجهة مفضلة للمستثمرين العرب والأجانب.
وذكر أن مشروع “رأس الحكمة” يمثل أحد أبرز ثمار هذا التعاون، مضيفًا: “العلاقات الاقتصادية مرآة لقوة العلاقات السياسية، ولدينا الآن إرادة سياسية مشتركة لدفع هذه الشراكة إلى آفاق جديدة”.