حامد محمود يكتب: تساولات ما بعد الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتسييس المساعدات فى غزة

بيان

مع سقوط العشرات من لشهداء الفلسطسينيين فى قطاع غزة بسبب التدافع للحصول على كميات ضئيلة من المساعدات لسد جوعهم , وبالتاكيد غان التدافع ناجم عن اخطاء جسيمة فى منهجية الخطة الامريكية الاسرائيلية لتوزيع المساعدات وافتقادهم لقاعدة بيانات تعمل عليها منظمات الاغاثة الدولية بالقطاع وهو ما يدغع للتساؤل حول طبيعة الخطة إلاسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة؟ ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

وهل رفض الأمم المتحدة للمشاركة في هذه الالية إلاسرائيلية الاميركية ال جديدة لتوزيع المساعدات في غزة ناجم عن اسباب حقيقية ؟ ام بسبب عدم اشراك المنظمة الدولية فى مناقشات وضع الخطة ؟

فمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة تهدف إلى العمل في قطاع غزة للإشراف على خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها.

ولا يُعرف الكثير عن “مؤسسة غزة الإنسانية” المسجل مقرها الرئيسي منذ فبراير في جنيف، لكن الولايات المتحدة أيدت هذه المؤسسة من دون أن تكشف عما إذا كانت تساهم فيها بشكل مباشر.

أما المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة فهو جيك وود الذي عمل ضابطا سابقا في قوات المارينز وخدم في العراق وأفغانستان، وله عدة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيها تعاطفه مع إسرائيل.

وأوائل أبريل الماضي، اقترحت إسرائيل “آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات” إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها، وقال إنها تهدد “بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق”.

ووفقا للخطة الإسرائيلية، ستتولى الشركة الأميركية مسؤولية المساعدات الإنسانية في غزة، وإدارة ما أصبحت تُعرف بـ”الفقاعات الإنسانية” التي ستخصص لمن تبقى من الفلسطينيين في “أحياء محمية بأسوار ومحاطة بحواجز”، وتديرها فرق أمنية خاصة، ولن يسمح بدخولها إلا لمن يتخطى تحقق “الهوية البيومترية”.

طبيعة عمل مؤسسة إغاثة غزة

أُنشئت “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة في فبراير الماضي بسويسرا، بهدف العمل على توصيل المساعدات في غزة، و تعمل مع شركتين أميركيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، وهما “يو جي سوليوشنز” و”سيف ريتش سوليوشنز”.

مصادر أميركية مطلعة على الخطة قالت إن “مؤسسة إغاثة غزة” تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار.

كيف ستعمل الخطة الجديدة؟

وطبقا للمعلومات المتوفرة فقد أظهرت وثيقة لـ”مؤسسة إغاثة غزة” -تداولتها منظمات الإغاثة في وقت سابق هذا الشهر- أن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من 4 “مواقع توزيع آمنة” جنوب قطاع غزة يمكن لكل منها تزويد 300 ألف شخص بالغذاء والماء وحقائب أدوات النظافة.

ومن تابع فى الايام الماضية فإن الشركتين الأميركيتين الخاصتين ادخلاتا المساعدات إلى غزة لنقلها إلى المواقع، حيث تتولى منظمات إغاثة بعد ذلك توزيعها، وليس الشركتين.

لماذا لا تعمل الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟

من المؤك ان المنطمة الاممية لها خبرو كبيرة فى توزيع المساعدات ولذلك لتقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية. وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل.

وفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي طرحتها إسرائيل هي أنها “تفرض مزيدا من النزوح. وتعرض آلاف الأشخاص للأذى، وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة”.

فلماذا إذن طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟

يمكن القول ان إسرائيل منعت دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، متهمة حركة المقاومة الإسلامية حماس بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة، وطالبت إسرائيل كذلك بإطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين في القطاع.

ومنذ ذلك الحين، تزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات. وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، وهو ما يعادل ربع سكان القطاع.

في حين أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن “كثيرا من الناس يتضورون جوعا في غزة”.

ووسط جمود بشأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن “مؤسسة إغاثة غزة” المنشأة حديثا للإشراف على توزيع المساعدات. وبدات المؤسسة قبل أيام العمل في غزة وهو ما اوصلن اللكارثة التى نحن بصددها .

وفى التحليل النهائى يمكن القول ان تسييس المساعدات هو هدف مشترك امريكى اسرائيلى لاضعاف حركة حماس من جهة واجبار الفلسطينيين فى القطاع من جهة اخرى وهو الهدف الاهم على ترك شمالى القطاع والتمركز بين الوسط وجنوبى القطاع وهو ما يخدم اهداف نتياهو باقامة منطقة اكمنهة فى شمالى القطاع وانشاء مستوطنات اخرى بهذه المنطقة ومن ثم دفع منات االاف من الفلسطينيين للهجرة خارج غزة.

………………………………………………………………………………………….

كاتب المقال: مستشار مركز يافا للدراسات الفلسطينية

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى