شهيد الشهامة.. خالد شوقي واجه النيران ليمنع انفجار محطة وقود

كتبت: هدى الفقى
في مشهد بطولي يُجسد أسمى معاني التضحية والفداء، ودّعت قرية مبارك بمحافظة الدقهلية أحد أبنائها الشجعان، السائق خالد محمد شوقي، الذي توفي متأثرًا بإصابته بعد أن أنقذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة.
الواقعة التي هزّت الشارع المصري بدأت حين اندلع حريق هائل داخل محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، بعد انفجار تانك شاحنة مواد بترولية نتيجة ارتفاع حرارته.
ومع تصاعد ألسنة اللهب وخطر امتداد الحريق إلى خزانات الوقود أو الأحياء السكنية المجاورة، كان شبح الكارثة يهدد مئات الأرواح.
لكن خالد، السائق الخمسيني وأب لأربعة أبناء، لم يتردد. في لحظة لم تحتمل التفكير، قفز إلى مقعد القيادة بينما النيران تلتهم جسد الشاحنة، وانطلق بها خارج المحطة، وسط ذهول وذعر الحضور.
لم يفكر في نفسه، فقط في إنقاذ من حوله. بفضل شجاعته، خرجت الشاحنة المشتعلة من نطاق الخطر، وتوقفت المأساة قبل أن تتفاقم.
الجهات الأمنية دفعت بأربع سيارات إطفاء إلى الموقع وتمت السيطرة على الحريق، فيما أُصيب أربعة أشخاص، كان خالد أكثرهم تضررًا، حيث نُقل في حالة حرجة إلى مستشفى “أهل مصر للحروق” بالقاهرة، ليدخل العناية المركزة ويخوض معركة صعبة مع الحروق، انتهت صباح اليوم بوفاته متأثرًا بجراحه.
مواقع التواصل ضجّت بقصة خالد، وانتشرت مقاطع الفيديو وصوره وسط تعليقات تزهو بالإعجاب وتترحم عليه. كثيرون اعتبروه “شهيد الشهامة”، وراية من رايات الشجاعة التي لا تُنسى.
وتجلت المأساة أكثر حين كشف أهالي قريته أن خالد كان يستعد لزفاف نجله الأكبر خلال أيام، يوم 19 يونيو، لكن القدر اختار له وداعًا مختلفًا… وداع الأبطال.
وفيما لا يزال جثمانه داخل المستشفى بالقاهرة بانتظار تصريح الدفن، تتهيأ قرية مبارك لاستقبال ابنها الذي ارتقى بطلًا، وترك درسًا خالدًا في معنى أن تكون إنسانًا لا يُفكر إلا بالنجاة للجميع، ولو على حساب حياته.