انتهاء موعد ذبح الأضاحي خلال 24 ساعة

كتب – محمد سيد
يقترب الموعد النهائي لذبح الأضاحي مع دخول ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يواصل المسلمون أداء هذه الشعيرة التي تعد من أبرز مظاهر العيد.
مجازر القاهرة تستقبل الأضاحي طوال أيام العيد بالمجان
وتشير دار الإفتاء المصرية إلى أن المهلة الشرعية للذبح تنتهي مع غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي بنهاية آخر أيام التشريق، ما يعني بقاء أقل من 24 ساعة لمن لم يذبح بعد.
حددت دار الإفتاء هذا الموعد استنادًا إلى ما جاء في أقوال عدد من الصحابة والتابعين، وهو ما أقره جمهور العلماء من الشافعية وبعض الحنابلة واختاره ابن تيمية، استنادًا إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “كل أيام التشريق ذبح”، بالإضافة إلى ما روي عن علي بن أبي طالب: “أيام النحر يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده”، ويفضل العديد من الفقهاء التعجيل بالذبح قبل غروب شمس ثاني أيام التشريق تجنبًا للخلاف الفقهي وللتيسير في توزيع اللحم.
تشجع السنة النبوية على تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، جزء يأكله صاحب الأضحية، وجزء يوزعه على الفقراء، وجزء يدخره أو يقدمه كهدية، وفقًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “كلوا وتزودوا وادخروا”، وما جاء عن ابن عباس أن النبي كان يطعم أهل بيته ثلثًا، وجيرانه ثلثًا، ويخصص الثلث الأخير للسائلين، وتوضح دار الإفتاء أن التصدق بجميع الأضحية جائز، كما يجوز الاحتفاظ بها كاملة، غير أن توزيعها يعظم الأجر ويحقق مقصد النسك.
تحث الإفتاء على أن يقوم المضحي بالذبح بنفسه إن استطاع، لما فيه من تعظيم للشعيرة، ويستثنى من ذلك المرأة أو الأعمى، فالتوكيل أولى لهما، ويفضل أن يذكر اسم الله عند الذبح مع التكبير والصلاة على النبي والدعاء: “اللهم منك ولك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له”، ومن المستحب أيضًا شراء أضحية سمينة، وربطها قبل النحر بأيام، لما في ذلك من إظهار النية والاحتساب.
يُكره الذبح في الليل إلا عند الحاجة، ويُنهى عن أي تصرف يضر بالأضحية مثل الركوب أو حلب اللبن إذا أضعفها أو جز صوفها، ويحظر إعطاء الجزار أجرته من لحم الأضحية أو جلدها، بل يجب دفع الأجرة من مال خارجي.
ويجوز توكيل الغير في الذبح، بما في ذلك الجزار، ولو كان من أهل الكتاب عند جمهور العلماء مع وجود الكراهة، غير أن الأفضل للمسلم القادر أن يذبح بيده.