إسرائيل مرعوبة: هل يمكن أن يتكرر هجوم “خيط العنكبوت” علينا؟

مصادر – بيان
في صباح الأول من يونيو 2025، شهدت الأجواء الروسية مشهدًا غير مألوف. لم تكن صواريخ أو قاذفات ثقيلة تحلق فوق القواعد العسكرية، بل 117 طائرة مسيّرة صغيرة، حلّقت بصمت فوق أربع قواعد جوية استراتيجية.
وخلال دقائق، اشتعلت النيران، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من قلب ما كان يُعتبر العمود الفقري للردع الجوي الروسي.
الهجوم الذي نفذته أوكرانيا تحت اسم “خيط العنكبوت” (Spiderweb) اعتُبر أحد أجرأ العمليات في تاريخ الحروب الجوية، لا بسبب ضخامته، بل ببساطته وعبقريته.
فقد نجحت أوكرانيا في تهريب حاويات شحن متنكرة إلى عمق الأراضي الروسية، أُطلقت منها أسراب من الطائرات المسيّرة زهيدة التكلفة، والتي هاجمت الأهداف من مسافات قصيرة، بعدما تم تمويهها داخل ما يبدو شحنًا مدنيًا عاديًا.
هل يمكن أن يحدث هذا عندنا؟
وبينما انشغلت وسائل الإعلام بصور القاذفات المحترقة والدفاعات الروسية المشتتة، كان العسكريون في مناطق أخرى، لا سيما إسرائيل، يتساءلون بقلق: “هل يمكن أن يحدث هذا عندنا؟”.
إسرائيل.. تشابهات مقلقة
تعتمد القوات الجوية الإسرائيلية، مثل نظيرتها الروسية، على عدد محدود من القواعد الجوية، تشكل حجر الأساس في أي تحرك عسكري أو دفاعي. ورغم مرونة هذه المنظومة وسرعتها، إلا أن الطائرات الأحدث لا تعني شيئًا إذا لم تتمكن من الإقلاع.
وهذا ما كشفت عنه تجربة 7 أكتوبر 2023، حين استهدفت حركة حماس القواعد الجوية في الجنوب برشقات مكثفة من الصواريخ، بهدف تعطيل الرد الإسرائيلي. وقد نجحت جزئيًا، لكن ماذا لو كانت الهجمات بطائرات مسيّرة ذكية من الداخل؟ ربما كانت النتيجة أشد وقعًا.
الطائرات المستخدمة في “خيط العنكبوت” لم تكن متقدمة تكنولوجيًا، بل اعتمدت على ألغام صغيرة تزن أقل من 3 كغم، وقادت نفسها ذاتيًا نحو الأهداف. في اللحظات الأخيرة، تلقت تعليمات عبر شبكات الاتصال المدني، واستهدفت فقط الطائرات المُفعّلة. لم تحتج للطيران بعيدًا، لأنها انطلقت من قرب القواعد نفسها، مخفية داخل الحاويات.
التهديد ليس ناريًا بل زمنيًا
تكمن خطورة مثل هذه الهجمات ليس في القدرة التدميرية، بل في تعطيل القدرة التشغيلية. فاستهداف طائرة واحدة على مدرج كافٍ لتعطيل قاعدة كاملة. بل حتى تناثر الحطام فقط قد يجبر سلاح الجو على إجراء فحوص مطوّلة ووقف العمليات مؤقتًا.
ومع أن تنفيذ عملية مماثلة داخل إسرائيل يبدو صعبًا بسبب الرقابة الأمنية المشددة وكثافة البنية التحتية، إلا أن الرسالة أوضح من أن تُتجاهل:
المعركة الجوية دخلت مرحلة جديدة، حيث تُقاس القوة بالدقة والابتكار والتوقيت، لا فقط بعدد الطائرات والصواريخ.
لا تركنوا إلى التكنولوجيا وحدها
في مواجهة هذا النمط الجديد من الحروب، التكنولوجيا وحدها لا تكف، المطلوب هو التيقّظ المستمر، والقدرة على التكيف، والاستخبارات الدقيقة. ففي عصر المسيّرات، قد يكون أزيز المراوح أخطر من هدير المحركات.
نعم، يمكن تكرار هذا السيناريو.
لا، ليس سهل التنفيذ.
لكن بعد الأول من يونيو، لم يعد بمقدور أي جيش في العالم تجاهل هذا النوع من التهديدات.