البرتغال تكتب التاريخ: أول من يعتلي عرش دورى الأمم مرتين

كتب: هشام علام
في ليلة كروية لا تُنسى على أرضية “ميونيخ فوتبول أرينا”، توّج المنتخب البرتغالي بلقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه، بعد مواجهة مثيرة أمام الجارة اللدودة إسبانيا، انتهت بالتعادل 2-2، قبل أن يُحسم اللقاء بركلات الترجيح بنتيجة 5-3.
نهائي بطابع ملحمي: أهداف، إثارة ودموع
منذ صافرة البداية، بدا أن الجمهور على موعد مع عرض استثنائي. افتتحت إسبانيا التسجيل في الدقيقة 21 عن طريق مارتن زوبيميندي، مستغلة ارتباك الدفاع البرتغالي. لكن الرد لم يتأخر، فبعد خمس دقائق فقط، أطلق نونو مينديز تسديدة منخفضة خدعت أوناي سيمون وسكنت الزاوية البعيدة.
قبل نهاية الشوط الأول، أعاد ميكيل أويارزابال التقدم للماتادور الإسباني، لكن في الدقيقة 61، كان كريستيانو رونالدو على الموعد، ليخطف التعادل من عرضية مينديز المرتدة، ويمنح البرتغال فرصة العودة.
دموع رونالدو… قبل الفرح
قبل انطلاق الأشواط الإضافية، خرج القائد رونالدو مستبدلاً، في مشهد لم يخلو من العاطفة. تابع اللقاء من الدكة، متوترًا، مختبئًا خلف الجهاز الفني أثناء ركلات الترجيح. لكن اللحظة الكبرى جاءت عندما تصدى ديوغو كوستا لركلة موراتا، ثم سدد روبن نيفيس الركلة الحاسمة… لينهار رونالدو باكيًا، قبل أن يمسح دموعه ويشارك في الاحتفالات.
ركلات ترجيح بلا رحمة
سجل كل من غونسالو راموس، فيتينيا، برونو فرنانديز، ونونو مينديز ركلاتهم بثقة، فيما أضاع موراتا الركلة الإسبانية الأهم، لتُمهّد الطريق أمام نيفيس لحسم البطولة. بركلة واحدة، أصبحت البرتغال أول فريق يحقق اللقب مرتين، ومنعت إسبانيا من معادلتها.
جيل جديد في مواجهة أسطورة
رُوّج للنهائي بوصفه أول صدام مباشر بين الأسطورة رونالدو والموهبة الصاعدة لامين يامال. لكن الواقع كان مختلفًا. لم يترك يامال بصمته في اللقاء، وخرج في الوقت الإضافي دون تأثير يُذكر، فيما خطف لاعبو الوسط والدفاع الأضواء، إلى جانب لحظة رونالدو الحاسمة.
نهاية على طريقة الأبطال
بينما تساقطت قصاصات الورق الملونة في أليانز أرينا، رفع رونالدو الكأس عاليًا، محاطًا بزملائه الذين قاتلوا حتى الرمق الأخير. ليلة أخرى تُضاف إلى أرشيف المجد البرتغالي، وتُثبت أن الروح والإصرار يصنعان الفرق في كرة القدم.