المعركة الجوية بين الهند وباكستان 6/7 مايو 2025: أبعادها.. خفاياها.. ونتائجها

سردية يكتبها: أحمد أبوبيبرس
مقدمة سياسية مختصرة
بدأ الخلاف الهندي الباكستاني بعد انسحاب بريطانيا من جنوب أسيا عام 1947 وما إتبعه من إتفاق لتقسيم شبه القارة الهندية إلى باكستان المسلمة والهند الهندوسية
إستتبع ذلك سلسلة من الحروب ما بين البلدين الهند وباكستانلسنوات طويلة بسبب النزاع على إقليم كشمير
فى نهاية شهر إبريل من العام الجارى وقعت أزمة دبلوماسية بين الهند وباكستان
وإتهمت الهند باكستان بدعم الإرهاب بدعم الإرهاب عبر الحدود، وبدأت عمليات طرد دبلوماسي وتعليق التأشيرات وإغلاق الحدود والانسحاب من معاهدة مياه نهر السند بينما أنكرت باكستان هذه الاتهامات وردت بطرد دبلوماسي وتعليق التأشيرات وقيود تجارية وإغلاق المجال الجوي والمعابر الحدودية
وبدأ التصعيد في 22 أبريل2025 عندما قتل مسلحون 26 شخصاً في الشطر الذي تديره الهند من كشمير، فيما اتهمت نيودلهي إسلام أباد بالوقوف وراءه وهو ما نفته الأخيرة ودعت إلى إجراء تحقيق محايد
شنت الهند هجوماً على مواقع في باكستان وصفتها بـ”بنى تحتية إرهابية”، ، فيما أعلن الجيش الباكستاني الرد على الهجوم الصاروخي الهندي بضربات “انتقامية”.
وقالت الهند في بيان، إنها أطلقت “عملية سيندور”، لـ”استهداف البنى التحتية للإرهابيين في باكستان، وإقليم جامو وكشمير في باكستان”، مشيرة إلى أنها قصفت 9 مواقع. وأضافت: “لم نستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية”.
القدرات العسكرية لكلا من البلدين المتنازعتين فى مجال الأسلحة التقليدية .
قــــدرات الجـــيش الهنـــدى
أولاً … فى مجال القوات الجوية
تمتلك الهند 2229 طائرة، من بينها 513 مقاتلة. وتشمل طرازات SU-30 الروسية، وRafale M الفرنسية، التي تعتبرها منافساً قوياً لمقاتلات الجيل الخامس. والميراج 2000 القديمة
تعتبر الطائرة الرافال الفرنسية درة المقاتلات الهندية
وأبرز المعدات الإلكترونية الرئيسية هي رادار إيسا الإسرائيلى وأجهزة البصريات في القطاع الأمامي، ونظام التحذير الشامل المنفصل، ونظام الحرب الإلكترونية المتقدم إسبكترا للتشويش الإلكترونى
وتحتوي طائرات Rafale التابعة للقوات الجوية الهندية على 13 تحسيناً لتلبية متطلبات الهند، بما في ذلك أوضاع الرادار، وأجهزة التشويش منخفضة النطاق، والخوذات، وما إلى ذلك.

ثانيا ًفى مجال القوات البرية
تمتلك الهند 4201 دبابة، ونحو 149 ألف مركبة عسكرية، إضافة إلى 100 مدفع ذاتي الحركة، و3975 مدفع مقطور، و264 راجمة صواريخ.
قـــدرات الجــيـش البــاكستــــانى
أولاً فى مجال القوات الجوية
تتنوع القوى الجوية في باكستان بين المقاتلات والطائرات الاعتراضية والمسيّرة، والتفوق الجوي، بإجمالي 1399 طائرة، من بينها 328 مقاتلة. الكثير منها صينى من طراز جى 10 و جى 17

ثانيا ً فى مجال القوات البرية
في المقابل، تمتلك باكستان 2627 دبابة، وأكثر من 17 ألف مركبة عسكرية، و662 مدفع ذاتي الحركة، و2629 مدفع مقطور، و600 راجمة صواريخ.
تنويه لابد منه بخصوص الطيارين المقاتلين الباكستانيين
ما لا يعرفه البعض، أن لدى طيارى باكستان الحربيين، خبرة قتالية مخضرمة تكونت عبر عقود من المواجهات والمشاركة فى مسرح عمليات عسكرية بعيدة عن باكستان ،بما فى ذلك حربى 1967 وأكتوبر 1973. ولم يكن تفوقهم الواضح على حساب نظرائهم فى سلاح الجو الهندى ،فى المواجهات التى جرت خلال الإشتباك الأخير من فراغ . من أبرز هؤلاء ، الطيار الباكستاني سيف الأعظم، الذى شارك فى حرب 1967 على الجبهة العراقية ،حيث شارك ضمن صفوف سلاح الجوين العراقي والاردني وأسقط ثلاث مقاتلات إسرائيلية
كما أن الطيارين الحربيين الباكستانيين يتمتعون ببراعة قتالية شهد بها العرب والإسرائيليون وقد إستحدثوا مناورات قتالية جديدة بطائرات الميج 21 إستفاد منها الطيارين المصريون فى إسقاط الطائرات الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973
حيثيـــات المعــركـــة الجـــويـــة
كانت مع ليلة 6 مايو 2025 والتي شهدت نقطة تحول في تاريخ المواجهة العسكرية والسياسية في جنوب آسيا. فقد نفذت القوات الجوية الهندية طلعة جوية ضد 9 مواقع فى الجزء الباكستانى من إقليم كشمير المتنازع عليه ..
راهنت نيودلهي على طائرات “رافال” كرمز للتفوق التكنولوجي وضمان للهيمنة الجوية. لأن الرفال تمتلك منظومة إسبكترا للتشويش الإلكترونى وهذه المنظومة تشوش على ردارات العدو الباكستانى وتؤخر من إكتشاف الطائرات الهندية المغيرة حتى مدى أفل من 100 كلم وفى هذه المسافة وقصر الزمن يصعب على الدفاعات الباكستانية التصدى لها
وجدير بالذكر أن الهند إستلمت من فرنسا طائرات الرافال بدون تحفظات أو تخفيضات على قدراتها فى مجال الحرب الإليكترونية
كذلك فإن الرافال مزودة بصاروخ جو / جو من طراز ميدتور بمدى 200 كلم وموجه برادار إيسا الإسرائيلى وبسرعة 3.5 ماخ أفضل من صاروخ ميكا الأقل كفاءة الذى تصدره فرنسا للدول الأخرى
كما صاحبت طائرات الرافال الهندية طائرات أخرى روسية من طراز ميج 29 و سوخوى 30 وطائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع
كانت الهند شديدة الثقة بقدرات سلاحها الجوى المتطور وعلى قمته الرافال أيقونة الحرب الإليكترونية الجوية
القادرة على التخفى ومفاجأة باكستان
إلا أن المفاجأة كانت من نصيب الطائرات الهندية المغيرة.. كيف حدث ذلك ؟؟؟.
نجحت أجهزة الرصد الباكستانية فى إكتشاف الطائرات الهندية المتسللة . ليس ذلك فقط وإنما من على مسافة مناسبة سمحت بإعتراضها فوق كشمير الهندية نفسها.
يعود ذلك إلى أن باكستان إمتلكت منظومات ردارية صينية وإنذار مبكر متطورة حصلت عليها من الصين مجهزة برادار إنذار مبكر بمدى يبلغ 400 كلم مجهز لمقاومة التشويش الإليكترونى المعادى نجحت فى رصد الطائرات الهندية المهاجمة ومن ثم وفرت وقتا كافيا لتخرج الطائرات الباكستانية من طراز جى 10 لتفاجىء الطائرات الهندية المتفوقة …
صحيح أن الهند إمتلكت طائرة متفوقة مثل الرافال تتفوق على الجى 10 الصينية لكن الباكستانيون عوضوا ذلك بردارات الإنذار المبكر وأنظمة التغلب على التشويش كما سلف القول وإستخدام الطائرات الباكستانية لصاروح صينى بالغ التطور جو / جو من طراز PL/15 بمدى 300 كلم أكبر من مدى الصاروخ الفرنسى ميديتور ذو المدى 200 كلم وتبلغ سرعة الصاروخ الصينى 5 ماخ لحظة إطلاقه من تحت جناح الطائرة الباكستانية ثم تتناقص سرعته لتصل إلى 3.5 ماخ عند وصوله لهدفه وضربه وفى تلك التقنية أيضا يتفوق الصاروخ الصينى أيضا فى بدء سرعة الإطلاق عن نظيره الصاروخ الفرنسى ذو السرعة الثابتة 3.5 ماخ من لحظة إطلاقه حتى لحظة وصوله للهدف.

وبترجمة ذلك فى سماء المعركة تعرضت الطائرات الهندية لمفاجأتين فى آن واحد كالتالى:
المفاجأة الأولى هى تعرضها للإكتشاف أولا من قبل منظومات الحرب الإليكترونية الباكستانية المتفوقة بعد أن ظن الطرف الهندى أنه هو الذى سيحقق المفاجاة الإستراتيجية فى سماء المعركة
والمفاجاة الثانية كانت تعرض الطائرات الهندية المغيرة للصاروخ الجو / جو الصينى المتطور PL/15 ذى المدى الأبعد من الصواريخ الفرنسية والسرعة الفائقة فى إصابة الهدف
يحمل صاروخ بي إل – 15 رأسًا حربيًا متشظيًا (يُقدر وزنه بنحو 20-22 كيلوجراما) مصممًا لتدمير الطائرات المقاتلة باستخدام فتيل تفجير قريب، بمعنى أنه لا يتطلب الاشتباك مع الطائرة مباشرة، بل يمكنه الانفجار على مقربة منها وتدميرها. وبحسب عدد من المحللين العسكريين، فإن هذه الصواريخ بالتحديد هي التي منحت الطيارين الباكستانيين التفوق الجوي، وكسرت أسطورة الهيمنة التكنولوجية لسلاح الجو الهندي
وفى خلال ساعتين خسر سلاح الجو الهندى 9 طائرات مقاتلة، وثلاثة طائرات فرنسية من طراز رافال + طائرة ميج 29 + طائرة سوخوى + 3 طائرات بدون طيار، فى المقابل لم تخسر باكستان ولا طائرة واحدة !.
تجد الإشارة بأن الباكستانيين يملكون طائرات صينية من طراز جى 17 أكثر تطورا من الطائرة جى 10 التى خاضت معركة يوم 6 مايو 2025 إلا أنهم لم يشاؤوا الزج بها فى أتون المعركة لحداثة تدريب الطيارين الباكستانيين عليها وفضلوا الإعتماد على الجى 10 الأقدم نظرا لبراعة الطيارين الباكستانيين فى سلاح الجو الباكستانى فى إستخدامها منذ سنوات طويلة وحفاظا على سمعة الطائرة جى 17 من جهة أخرى وفى ذلك ميزة تكتيكية تحسب لهم
وإستمرت المناوشات بين البلدين خلال الأيام التالية ليوم 6 مايو أسفرت عن تدمير منظومات داع جوى هندية روسية متطورة من طراز إس 400 وإسقاط عدد من الطائرات الهندية الأخرى المسيرة وغير ذلك لكن تلك الأحداث تخرج عن نطاق المقال فى الوقت الراهن
أبرز الدروس الإستراتيجية المستلهمة من تلك المعركة
أول معركة تدور بين طرفين متكافئين:
ورغم أن التاريخ العسكري الحديث عرف مواجهات جوية واسعة النطاق — كتلك التي خاضتها إسرائيل ضد مصر
وسوريا، أو الولايات المتحدة ضد العراق — إلا أن هذه الحالات كانت في معظمها غير متكافئة من حيث الإمكانات والتقنيات.
أما المواجهة الأخيرة، فتميّزت بتكافؤ نسبي بين الطرفين، ما يعزز من أهميتها التحليلية في ميزان القوى الإقليمية.
أول معركة تدار بالكامل بتقنيات ماوراء الأفق ( خارج مجال رؤية الطيارون الأعداء بعضهم البعض )
ما حدث في هذه المعركة قد يدفع العديد من الدول إلى مراجعة عقيدتها القتالية، وتطوير منظوماتها
الرادارية والصاروخية، خصوصًا في ظل بروز مفاهيم الاشتباك من خارج مدى الرؤية إلا أن (BVR).
المعركة كشفت عن قصور في منظومة الدفاع الجوي الهندية، وليس في أداء الرافال فقط
أثبت التصعيد الحالي بين باكستان والهند أن النجاح في النزاعات المسلحة الحديثة لا يعتمد فقط على امتلاك معدات باهظة الثمن، بل على إتقان استخدامها، وفهم نقاط ضعف العدو، وتدريب الكوادر بشكل فعال، وبناء تحالفات إستراتيجية ذكية مثل التحالف الإستراتيجى بين الصين وباكستان الذى أمد باكستان بـ 80% من إحتياجاتها من الأسلحة خلال السنوات الأخيرة الماضية وكانت بمثابة إستثمار عسكرى صينى فى باكستان
فمن خلال توظيف التجارب المكتسبة في المناورات الدولية ودمج أحدث التطورات التكنولوجية، تمكنت باكستان من فرض رؤيتها الخاصة للتوازن العسكري في المنطقة.
أما الهند، وعلى الرغم من استثماراتها الضخمة في قطاع الدفاع، فقد وجدت نفسها في موقف بالغ الإحراج. إذ شكلت خسارة الطائرات، وضربة المكانة التي لحقت بسلاحها الجوي، وفشل استراتيجيتها المعلنة في ردع باكستان، مع إقالة نائب قائد القوات الجوية الهندية عوامل أضعفت مصداقية تخطيطها الدفاعي لسنوات قادمة.
الخـــلاصــــــة
من الناحية الاستراتيجية، هى حرب بالوكالة بين القوى العظمى والصين من خلال وكلاء محليون مثل الهند وباكستان وستبقى الحرب الجوية بين الطرفين محدودة النطاق، نظرًا لعدم امتلاك باكستان ما يكفي من الطائرات لشن هجمات عميقة داخل الهند. لكن في المقابل، قد تواجه الهند صعوبة في تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية داخل باكستان، بسبب قوة الدفاعات الجوية وصعوبة التخفي.