باحثة مصرية تشارك في اكتشاف علاج جديد للسرطان

كتب: ياسين عبد العزيز
أعلنت دراسة طبية حديثة عن تقدم علمي مهم في مجال مكافحة السرطان باستخدام مركب طبيعي مستخرج من خيار البحر.
بالأسماء.. الصحة تغلق 10 مراكز لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام
وكشفت مروة فراج، الباحثة المصرية من مدينة أسيوط، أن الفريق البحثي الذي تعمل ضمنه في جامعة ميسيسيبي وجامعة جورج تاون توصل إلى نتائج واعدة بشأن استخدام إنزيم طبيعي في وقف انتشار الخلايا السرطانية.
وأكدت فراج أن الحياة البحرية تحتوي على مركبات نادرة لا توجد عادة في الكائنات البرية، مشيرة إلى أن مركبات السكر المستخرجة من خيار البحر تحمل تركيبة فريدة.
وأوضحت أن هذا المركب الجديد يستهدف إنزيم “سلف-2” المسؤول عن تعديل بنية الجليكانات التي تغطي سطح الخلايا البشرية، حيث تلعب الجليكانات دورًا حيويًا في التواصل بين الخلايا وفي تنظيم الاستجابة المناعية، لكن في حالة السرطان يتغير نشاط هذا الإنزيم، ما يسهم في تسهيل انتشار المرض داخل الجسم.
وركزت الدراسة على أن تثبيط إنزيم “سلف-2” قد يمثل مدخلًا فعالًا لمنع نمو الخلايا السرطانية، وبعد تجارب معملية دقيقة واستخدام نماذج حاسوبية، أثبت الفريق البحثي أن مركب السكر المشتق من خيار البحر من نوع Holothuria floridana قادر على تثبيط هذا الإنزيم بكفاءة.
وأشارت فراج إلى أن أحد أبرز مزايا هذا المركب مقارنة بالأدوية التقليدية هو أنه لا يؤثر على تجلط الدم، وأوضحت أن معظم الأدوية التي تثبط “سلف-2” قد تؤدي إلى حدوث نزيف غير متحكم فيه وهو أثر جانبي خطير يهدد حياة المرضى، لكن المركب الجديد المستخرج من خيار البحر أثبت فاعلية دون إحداث هذا الخطر.
وبيّنت الدراسة أن هذا النوع من العلاجات الطبيعية يمثل بديلاً آمنًا وأسهل في التصنيع مقارنة بالأدوية الأخرى التي تعتمد على استخراج المركبات من الخنازير أو الثدييات الأخرى، والتي تحمل معها مخاطر محتملة لنقل الأمراض أو الفيروسات.
وأكد الفريق البحثي أن استخراج المركب من خيار البحر يقدم فرصة لإنتاج دواء مستقبلي أكثر نقاءً وأقل تكلفة، لكنه يواجه تحدي توفر خيار البحر بكميات كافية لدعم عملية تصنيع الدواء على نطاق واسع.
وأوضح الباحثون أن الأنواع المستخدمة ليست متاحة بكثرة في البيئات الطبيعية، ما يدفعهم حاليًا إلى البحث عن طرق صناعية لإنتاج هذا المركب في المختبر.
ويُذكر أن مركبات مشابهة يتم الاعتماد عليها منذ عقود طويلة بعد استخلاصها من مصادر حيوانية، لكن التوجه الجديد نحو مصادر بحرية مثل خيار البحر قد يفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات فعالة وآمنة لمكافحة السرطان دون آثار جانبية خطيرة.