هل الحديث عن داعش في سوريا ولبنان ذريعة للتدخل الإسرائيلي؟.. ما تكشفه التقارير الإسرائيلية 

كتب: أشرف التهامي

مع سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأت المراكز البحثية الإسرائيلية تسوّق لتقديرات استراتيجية تقول إن تنظيم داعش بصدد استعادة نفوذه في سوريا ولبنان، ما قد يُبرر – من وجهة نظر إسرائيلية – تدخلاً عسكريًا أو أمنيًا متزايدًا في هاتين الساحتين، بدعوى مواجهة خطر الإرهاب.

  تهديد حقيقي أم تهويل مبرمج؟

التقارير الإسرائيلية تشير إلى “مؤشرات مقلقة” عن نشاط متزايد لتنظيم داعش، خاصة في جنوب سوريا ولبنان. ففي 30 مايو/أيار 2025، أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف قوات الأمن في السويداء، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص.

في الوقت ذاته، تقول الاستخبارات اللبنانية إنها كشفت شبكة تُدعى “ولاية لبنان”، وهي فرع محلي لداعش خطط لتنفيذ هجمات على مؤسسات رسمية، بينها السجون.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن خلايا التنظيم تنشط في شمال لبنان ومنطقة البقاع، وكذلك في مخيم عين الحلوة، مع تأكيد أن “السكان السنة واللاجئين الفلسطينيين والسوريين” يشكّلون بيئة خصبة لعودة داعش، وهو توصيف يكرّس مقاربة أمنية طائفية تتكرر في الخطاب الإسرائيلي.

 الرابط بين الإرهاب والتدخل

في سياق موازٍ، سلطت التقارير الإسرائيلية الضوء على عملية نفذتها قوات النظام السوري في بلدة تلكلخ الحدودية في 7 يونيو/حزيران 2025، حيث تم إحباط محاولة تهريب 200 صاروخ إيراني إلى حزب الله.

ووفقًا للجانب الإسرائيلي، فإن هذه الصواريخ من طراز 107 ملم سبق أن استُخدمت في مواجهات الجنوب اللبناني، وعُرضت لاحقًا ضمن معرض أقامه جيش الاحتلال.

كما تحذر التقارير من وجود أكثر من 130 مسارًا للتهريب على طول الحدود السورية اللبنانية، في محاولة لربط تهريب الأسلحة بالإرهاب العابر للحدود، في سياق تبريري لأي تحرك أمني أو عسكري إسرائيلي.

بين التهديدات والمصالح

الربط الإسرائيلي المتكرر بين نشاط داعش وتهريب الأسلحة لحزب الله يبدو وكأنه يرسم سيناريو معدًّا مسبقًا لتوسيع هامش التحرك في سوريا ولبنان تحت مظلة “الحرب على الإرهاب”.

والحديث عن “ولاية لبنان” ومخاطرها، والتضخيم الممنهج لنشاط داعش في الجنوب السوري، قد يكونان أداة لتأمين غطاء سياسي وإعلامي لأي تدخل أو تصعيد، لا سيما في ظل التوتر القائم على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وبالتالي، فإن السؤال المطروح: هل تُمثل تقارير داعش مدخلًا أمنيًا لصياغة واقع جديد على الحدود؟ أم أنها ذريعة لشرعنة التدخل في ساحات ترى إسرائيل أنها تهدد أمنها الاستراتيجي؟.

…………………………………………………………………………………………………………………….

نموذج للتقارير الإسرائيلية المغرضة:

https://israel-alma.org/isis-revival-in-syria-new-threats-in-lebanon/https://israel-alma.org/syrian-forces-stop-hezbollah-rocket-smuggling/

طالع المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى