تقرير إسرائيلى: القوة الجوية الفضائية للحرس الثوري الإسلامي

كتب: أشرف التهامي

لأكثر من عقدين، دار الصراع بين إيران وإسرائيل خلف ستار من العمليات السرية وحروب الظل، في توازن هش كان يسمح للطرفين بتبادل الضربات دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة. إلا أن التطورات المتسارعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشير إلى أن هذا التوازن بدأ ينهار، مع تحول المواجهة إلى اشتباك مباشر أخذ منحى تصاعدياً قد يغيّر وجه المنطقة برمتها.

من “المعركة بين الحروب” إلى المواجهة العلنية

وحسب تقرير نشره مركز “ألما” الإسرائيلى المقرب من دوائر الأمن والاستخبارات الإسرائيلية فأن سياسة إسرائيل لعقدين تقريباً اتسمت بما يُعرف بـ”المعركة بين الحروب” (MABAM)، وهي استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات نوعية ضد مشاريع إيران وأذرعها في المنطقة، خاصة في سوريا ولبنان والعراق، مع الحفاظ على مستوى إنكار يسمح بعدم جرّ المنطقة إلى حرب مفتوحة.

خلال تلك المرحلة، كانت الضربات الإسرائيلية تركز على استهداف شحنات الأسلحة الدقيقة لحزب الله، أو مواقع تطوير الصواريخ الإيرانية، أو علماء مرتبطين ببرامج الصواريخ والطاقة النووية الإيرانية. ورغم توجيه الاتهامات لطهران بتدبير عمليات اغتيال واختراقات أمنية ضد مصالح إسرائيلية حول العالم، إلا أن الجانبين التزما بضبط النفس والابتعاد عن إشعال مواجهة مباشرة.

لكن مع اندلاع حرب “السيوف الحديدية” بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، بدأت ملامح هذا التوازن في التآكل. أدّت المواجهة إلى تصعيد ميداني أوسع شمل أيضاً حزب الله على الجبهة الشمالية، ما استدعى تدخلاً غير مباشر من إيران عبر أذرعها المختلفة، لكنه في الوقت ذاته كشف هشاشة خطوط الدفاع الإيرانية المحيطة بإسرائيل، خاصة مع الضربات الإسرائيلية المتلاحقة التي استهدفت البنية التحتية للحرس الثوري وفيلق القدس وحزب الله في سوريا ولبنان.

نقطة التحول: اغتيال زاهادي وتبدل قواعد الاشتباك

جاءت الضربة الكبرى في أبريل 2024 عندما اغتالت إسرائيل قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، اللواء محمد رضا زاهادي، في غارة استهدفت مبنى محصناً قرب السفارة الإيرانية في دمشق. هذه العملية العلنية شكلت ضربة مزدوجة لطهران: سيادية باعتبارها تمت على مقربة من بعثتها الدبلوماسية، وأمنية بفقدانها أحد أبرز قادتها في الإقليم.

في سابقة لم تحدث منذ عقود، قررت إيران كسر سياسة “ضبط النفس”، وردّت بإطلاق موجة من الصواريخ والطائرات المسيرة مباشرة من أراضيها على أهداف داخل إسرائيل ليلة 13-14 أبريل 2024، معلنة دخولها العلني على خط المواجهة.

هذا التحول مثّل انقلاباً حاداً على سياسة إيران التقليدية التي كانت تفضّل إدارة الصراع عبر حلفائها الإقليميين لتجنب مواجهة مباشرة قد تجر البلاد إلى حرب شاملة تفوق قدرتها على تحمل تبعاتها.

التصعيد المتدحرج: اغتيالات نوعية وضربات مركزة

بعد الرد الإيراني الأول، دخل الصراع مرحلة “الحرب المركبة”، حيث لم تعد إسرائيل تكتفي باستهداف الوكلاء، بل اتجهت نحو بنية القيادة المركزية لمحور المقاومة ذاته:

  • في يوليو 2024، شنت إسرائيل غارات على مواقع الحوثيين في اليمن.

  • بعد أيام، جرى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية داخل منشأة تابعة للحرس الثوري في طهران، في عملية عدّها مراقبون ضربة استخباراتية موجعة للنظام الإيراني.

  • في سبتمبر 2024، وجهت إسرائيل ضربة مدوية أخرى باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت، إلى جانب اغتيال قائد العمليات الخاصة في الحرس الثوري الجنرال عباس نلفروشان وعدد من قيادات الصف الأول في الحزب.

هذه السلسلة من العمليات الهجومية المتقدمة ضربت عمق المشروع الإيراني في المنطقة، وفرضت على طهران تحدياً غير مسبوق في قدرتها على الحفاظ على منظومة الردع التي بنتها عبر سنوات طويلة.

الهجوم الصاروخي الإيراني الثاني: رسائل مزدوجة

لم تجد إيران بداً من محاولة استعادة جزء من التوازن عبر تصعيد هجومي أكبر في الأول من أكتوبر 2024، عندما أطلقت أكثر من 200 صاروخ باليستي دفعة واحدة نحو إسرائيل، في محاولة لإثبات امتلاكها القدرة على توجيه ضربة مؤلمة رغم التآكل المتواصل في مواقعها الإقليمية.

لكن الرد الإسرائيلي جاء سريعاً وحاسماً، إذ شنت غارات جوية في 26 أكتوبر 2024 على 20 موقعاً عسكرياً حساساً داخل إيران، استهدفت مواقع لإنتاج وتطوير الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، مما زاد من الضغط العسكري والداخلي على طهران.

القوة الجوفضائية للحرس الثوري: الذراع الاستراتيجية تحت المجهر

في خضم هذا التصعيد، برزت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني كأحد أبرز أذرع المواجهة المباشرة مع إسرائيل. إذ تتولى هذه القوة إدارة أنظمة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، إضافة إلى وحدات الدفاع الجوي والرادارات والقيادة الجوية الخاصة بالحرس الثوري.

وبحسب تقارير عديدة، فقد لعبت هذه القوة الدور الرئيسي في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في الهجومين الإيرانيين المباشرين ضد إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024، مما جعلها على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية في الضربات الأخيرة.

وتخضع القوة الجوفضائية لهيكل معقد يضم:

  • وحدات إطلاق الصواريخ الباليستية متعددة المدى.

  • أنظمة المسيّرات الانتحارية والموجهة.

  • برامج بحث وتطوير مستقلة مثل (RSSJO).

  • منظومات رادارية متقدمة وشبكات دفاع جوي متعددة الطبقات.

  • مشروع الفضاء الإيراني الذي يشكل غطاءً جزئياً لتطوير تقنيات الصواريخ العابرة للقارات.

نحو مواجهة شاملة أم العودة إلى الحرب الرمادية؟

مع تسارع هذه الدورة التصعيدية غير المسبوقة، يجد الطرفان نفسيهما أمام مفترق طرق بالغ الخطورة. إذ يشير البعض إلى أن استمرار عمليات الاغتيال وشن هجمات جوية في عمق إيران يرفع من احتمال انفجار مواجهة عسكرية أوسع، بينما يراهن آخرون على أن كلا الطرفين رغم كل التصعيد يدركان أن الذهاب إلى حرب شاملة سيتجاوز حدود قدراتهما الذاتية، وسيدفع الإقليم إلى مسار تفكيك جيوسياسي قد لا ينجو منه أحد.

إلا أن المؤكد حتى الآن أن قواعد الاشتباك القديمة لم تعد قائمة، وأن إيران وإسرائيل قد دخلا عملياً مرحلة صراع مفتوح جزئياً لم يعد مقتصراً على الأطراف بالوكالة، بل بات يطال عمق الأمن القومي لكل منهما بشكل مباشر، مع ما يحمله ذلك من تداعيات أمنية واقتصادية وسياسية على الشرق الأوسط بأسره.

شاهد  الفيديو التالى:

 

 طالع التقرير الإسرائيلى كاملا عبر الرابط التالى:

file:///C:/Users/bayan/Downloads/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%AE%D8%A7%D8%B5%20%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7-%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A.pdf

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى