إيران ترد بـ 150 صاروخا وإسرائيل تعترف: أضرار كبيرة تصيب تل أبيب
التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل يدخل مرحلة "حرب الاستنزاف الصاروخية"

مصادر – بيان
في أحدث فصول المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وإيران، أطلقت طهران موجة صاروخية جديدة استهدفت العمق الإسرائيلي، شملت مناطق متعددة وعلى رأسها منطقة تل أبيب الكبرى، بينما تواصل إسرائيل بدورها شن ضربات في العمق الإيراني وسط حالة تأهب قصوى وفرض تعتيم إعلامي صارم.
وفي حديث خاص من تل أبيب، قال علي واكد المختص في الشأن الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي أكد تعرض البلاد لرشقة صاروخية من نحو 150 صاروخاً، استهدفت وسط إسرائيل ومناطق واسعة أخرى، دون صدور معلومات دقيقة حتى الآن عن عدد الإصابات أو الخسائر البشرية، مع استمرار فرض الرقابة العسكرية على تداول المعلومات.
استراتيجية التعتيم: الأبعاد العسكرية والنفسية
أوضح واكد أن إسرائيل تتعمد في هذه المرحلة حجب تفاصيل دقيقة عن المواقع المستهدفة أو حجم الخسائر، سواء أمام الرأي العام الإسرائيلي أو أمام طهران وحلفائها. ويخدم هذا التعتيم هدفين رئيسيين:
-
حماية الجبهة الداخلية ورفع المعنويات: خاصة بعد حالة “نشوة النصر” التي عاشها الإسرائيليون عقب الضربات العميقة ضد المنشآت الإيرانية خلال الأيام الماضية.
-
منع إيران من تحسين دقة استهدافها: حيث تخشى تل أبيب أن تمنح الصور المنشورة الإيرانيين فرصة لتحليل مواقع سقوط الصواريخ ومدى إصابة الأهداف، وبالتالي تحسين الإحداثيات في الرشقات القادمة.
وأشار إلى أن تعليمات واضحة صدرت للمواطنين بعدم نشر صور الانفجارات أو آثار الدمار على وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار الحرب النفسية والمعلوماتية بين الطرفين.
خلاف حول استهداف المدنيين
وفيما تقول إسرائيل إن أهدافها تقتصر على منشآت عسكرية وعلماء مرتبطين بالمشروع النووي الإيراني، تتهم طهران تل أبيب باستهداف مناطق مأهولة، حيث أعلن السفير الإيراني في الأمم المتحدة عن سقوط 78 قتيلاً و320 جريحاً في الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
من جهتها، ترى إسرائيل أن العلماء المستهدفين جزء لا يتجزأ من المشروع العسكري الإيراني، ولا يمكن اعتبارهم مدنيين بالمعنى التقليدي.
مخزون إيران الصاروخي: الرهان الإسرائيلي
بحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية التي نقلها واكد، تمتلك إيران مخزوناً يقدر بين 1500 إلى 2500 صاروخ باليستي. وإذا استمرت طهران في إطلاق رشقات تتراوح بين 100 إلى 150 صاروخاً في كل موجة، فإنها ستجد نفسها مضطرة قريباً للانتقال إلى “اقتصاد الحرب” عبر تقليص حجم الرشقات للحفاظ على قدرتها الصاروخية لفترة أطول.
وترى القيادة الإسرائيلية أن هذا الاستنزاف التدريجي قد يُضعف فعالية الهجمات الإيرانية مع مرور الوقت، رغم اعترافهم بوجود تحديات في اعتراض هذه الكثافة من الصواريخ، بسبب محدودية عدد بطاريات الدفاع الجوي المتقدمة مثل “حيتس” (Arrow) مقارنة بعدد الصواريخ الإيرانية.
رسائل متبادلة فوق تل أبيب وطهران
وفي مشهد متزامن، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على العمق الإيراني، بينما تتعرض تل أبيب بدورها لمزيد من الصواريخ الإيرانية في موجات متتالية، مما يعكس دخول الطرفين في دائرة من “الحرب المركبة” تجمع بين الضربات الجوية المتبادلة والهجمات الصاروخية المتواصلة، مع احتمالات مفتوحة نحو تصعيد أوسع في حال فشل أي من الجانبين في فرض معادلة ردع جديدة.
الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت الضغط
على صعيد الاستعدادات الداخلية، قال واكد إن السلطات الإسرائيلية فرضت إجراءات طوارئ واسعة النطاق شملت تعليق حركة الطيران، منع التجمعات، إلغاء حفلات الأعراس حتى في البلدات العربية، وتوجيه المواطنين للبقاء قريبين من الملاجئ والغرف المحصنة، تجنباً لسقوط مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.
إنكار سقوط طائرات إسرائيلية
وعن إعلان إيران إسقاط طائرتين إسرائيليتين وأسر طيارين، نفى علي واكد صحة هذه الرواية، معتبراً أنه لو كانت طهران تمتلك أسرى من سلاح الجو الإسرائيلي لبادرت إلى استعراضهم فوراً ضمن حربها النفسية ضد تل أبيب. واعتبر أن ما يروج في هذا الإطار جزء من المعركة الإعلامية بين الطرفين.
حرب بالستية قد تطول
في ختام حديثه، حذّر واكد من أن قيادة الجيش والحكومة الإسرائيلية تدرك أن المواجهة قد تمتد لأسابيع، وأنها مستعدة لإدارة هذه الحرب الطويلة طالما أن إيران تحتفظ بقدرات هجومية، وهو ما قد يدفع طهران لمراجعة حساباتها بشأن وتيرة الهجمات ومدى تحملها للاستنزاف العسكري والاقتصادي المتواصل.