الاحتلال يصعّد فى القدس: منع موظفي الأوقاف من دخول الأقصى ويواصل إغلاقه لليوم الثاني

بيان
في تصعيد خطير ضمن سياسته المتواصلة ضد المقدسات الإسلامية، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة للأردن، من دخول المسجد الأقصى المبارك، وذلك لليوم الثاني على التوالي بعد أن أغلقت أبوابه بالكامل في وجه المصلين يوم أمس الجمعة.
وأفاد شهود عيان لـ”قدس برس” أن قوات الاحتلال المنتشرة على أبواب المسجد الأقصى منعت عدداً من موظفي الأوقاف من الدخول لأداء صلاة الظهر، وسط حالة من التوتر والغضب في محيط المسجد المبارك.
ويأتي هذا الإجراء امتداداً لسلسلة من الانتهاكات المتواصلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تستغل حكومة الاحتلال ومنظمات “الهيكل” المتطرفة الوضع الراهن لفرض واقع تهويدي جديد في المسجد الأقصى، في محاولة لانتزاع سيادة الأمر الواقع على الحرم القدسي الشريف.
وكانت سلطات الاحتلال قد أقدمت أمس الجمعة على إغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه، وهو أمر غير مسبوق منذ جائحة كورونا عام 2021.
وفي تعليقه على هذا التصعيد، أكد أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف في تصريح خاص لـ”قدس برس” أن ما يجري في الأقصى لا يمكن فصله عن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير ضد إيران والمنطقة. وقال:
“الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتكريس سيادته الكاملة على المسجد الأقصى، ويعامله كما يتعامل مع المناطق المحتلة منذ عام 1948، في خطوة خطيرة تنزع عن الأقصى أي وضعية خاصة وتحوله في نظر الاحتلال إلى جزء من دولة إسرائيل”.
وأضاف معروف أن هذه الإجراءات تحمل رسائل خطيرة للعالم الإسلامي، إذ يحاول الاحتلال من خلالها فرض وقائع جديدة على الأرض وإلغاء الوضع القانوني والتاريخي القائم، الذي يعترف بإشراف الأوقاف الإسلامية الأردنية على المسجد الأقصى.
ويحذر مراقبون من أن هذا التصعيد المتواصل على المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل يندرج ضمن سياسات تهويدية أوسع تسعى حكومة الاحتلال من خلالها لتثبيت وقائع جديدة تمس بالحقوق الدينية والتاريخية للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.
وتؤكد المؤسسات الفلسطينية أن هذه الاعتداءات المتكررة تُعد استفزازاً خطيراً وانتهاكاً صارخاً لحرمة الأماكن المقدسة، ومحاولة بائسة لفرض شرعية زائفة على استمرار الاحتلال، في مخالفة واضحة للقانون الدولي الذي يحظر المساس بالأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة.