إسرائيل وإيران والصراع بالعملاء: صناعة الجواسيس تحت مسمى المعارضة والنشطاء السياسيين

- الخلايا النائمة أخطر من العدو ذاتة لذلك أمر الله بقتالهم - لولا الخونة ما وقعت أحداث العراق ومصر روسيا وايران

تقرير يكتبه: عادل أبوطالب المعازي

أصبحت أعمال الجاسوسية والعمالة وخيانة الأوطان مثار فخر وإعجاب وتباهي من السفهاء , وظهرت فضائحها معلنة ويروج لها بلا وازع دين أو ضمير, بل ويتهافت المغيبين لنشاطها و يدعوا لها ناشطيها مثل الدعاية لبيع وشراء (كلاب الحراسة البوليسية ) المنتشرة مؤخراً صارت مكشوفة عيانا بيانا على الملئ من خلال منظمات وأكاديميات علنية, وبدون خجلٍ أو وجل, تحت مسمى ومن خلال أكشاك (عقوق الإنسان).. !!.

وأصبح المرتزقة (العاملين المأجورين) في مجالها يعاملون معاملة الأبطال الفاتحين, وتدفع لهم وتدافع عنهم الدول راعيتهم بكل قوة وصلف, وأصبح العمل بالخيانة والجاسوسية (ضد) البلد محل فخر وتباهي ممن يقومون بها , وهؤلاء هم من يطلق عليهم الخلايا النائمة من أبناء الدولة والمجتمع المراد هدمه وتفتيته تحت اسم حروب الجيل الرابع والخامس بتفكيك المجتمع من الداخل, بنظام الجمرة الخبيثة التي يأكل فيها الجسد نفسه !!.

فى كل زمان ومكان

وهؤلاء موجودين في كل زمان ومكان وكان يطلق عليهم في السابق في عصر الاسلام المنافقين الذين يتعاملون مع الأعداء وفق ما يحقق مصالحهم الشخصية , وهو ماغرف سياسياً منذ عهد قريب مسمي (الطابور الخامس) وقد سماهم الله تعالي (المرجفين) وهى من الرجف أي الاهتزاز الشديد ، وقد أمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم إخراجهم حتي لا يكونوا سبباً في ضلال غيرهم أو تخريب البلاد لصالح الأعداء بأفعالهم والاستقواء بالاعداء علي بلادهم ، وهو ما يفعله عملاء الداخل في إثارة الفتن والشقاق وزعزعة استقرار البلاد ، فقال تعالي { لَّئِن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ الأحزاب: 60 مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾61.. سورة الأحزاب:
(ومن ضمن مهام المرجفين (الخلايا النائمة ) التجسس بغرض جمع المعلومات سواء العسكرية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها لمصلحة الجهة المنتمية إليها، أو القيام بأعمال تجريبية كنشر الفتن وممارسة العنف وزعزعة الأمن والاستقرار وتكوين ميليشيات مسلحة والإضرار بالاقتصاد الوطني لمصلحة الجهة نفسها).
وتعريفي الشخصي وبحسب دراستى لعلم الاجتماع.. فإن المصطلح العصري الحديث اللائق هو أن ” الخلايا النائمة، هى مجموعات تعمل في الخفاء تحت مسميات وشعارات مختلفة, حيث تدين بالولاء الفكري أو العقائدي أو الأيديولوجي للعدو, للقيام بمهام تخريبية معينة داخل مجتمعها, بسبب منافسات وصراعات سياسية على السلطات والحكم, حين لا يستطيعون تحقيق أهدافهم, فيقوموا بالأعمال السرية ضد السلطة, كإجراء عقابي انتقامي , غير مبالين بما يحدث للوطن والمواطن من أضرار”.

والأمثلة على ذلك كثيرة ومتكررة , وتحظى المنطقة العربية تحديداً بصنوف وألوان من هؤلاء الخونة والعملاء ومنهم قادة كبار مثال عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري (حافظ الأسد).. وكانت الخيانة علي نطاق أوسع مع من سماها البريطانيين (المعارضة العراقية) بقيادة الخونة: أحمد الجلبي، وموفق الربيعي، وإبراهيم علاوي, الذين دخلوا العراق مع دبابات الاحتلال الأمريكي الانجليزى من أجل حكم العراق كما وعدهم الاحتلال, وبعد سقوط صدام كان أو معتقل واوا بيت تنتهك حرمتة هو (احمد الجلبي).
وقبل أن نترك العراق .. نضرب هنا مثالين خطيرين شاء الله أن يحدثا في وقت متقارب جداً لعل المغيبين والمتعاطفين يقتنعون ويفهمون , كيف يقوم الإستعمار بتجنيد العملاء ثم تصفيتهم بعد انتهاء دورهم .. , وإن كان الكثير لا يزال غير مصدق أن اسرائيل هي من صنعت “حركة حماس” في بداية التسعينات , وأوصلتها لتصبح حكومة عام 1997 لضرب السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.

وهناك أمثلة أخرى على صنع الجواسيس جماعات وليسوا افراد , فها هي أمريكا تصنع (داعش) من جسد (تنظيم القاعدة) وتنصب السجين بمعتقل أبو غريب العراقي (إبراهيم عواد) والذي اصبح (أبو بكر البغدادي) بعد أن أفرجت عنه أمريكا بعد اعتقاله بشهر واحد، مع أن سجناء أبو غريب لا يخرجون منه غير جثث هامدة سواء أكانوا أحياءا أو أموات !!.. ومنحته المخابرات الأمريكية مبلغ 25 مليون دولار لتكوين (تنظيم داعش).

الجولانى وأبو بكر البغدادى

وحكى لي الشيخ (نبيل نعيم) مؤسس تنظيم الجهاد أنه حذر (أيمن الظواهري) من (أبو بكر البغدادي)، وقال له: يا أخ أيمن، نهايتك والقاعدة على يد (إبراهيم عواد)، وقد كان. ثم عندما تخطى داعش الدور المرسوم له من الأمريكيين تمت شيطنته وقتاله، وكان أحدث العملاء وليس آخرهم (محمد الجولاني) قبل رئاسة سوريا أو (أحمد الشرع) بعد الرئاسة!! وسيتم التخلص منه يوماً طال أم قصر الزمن!

وعلى نفس النهج الذي سار عليه هؤلاء كان (جراند) التنظيمات الإرهابية أو جدّها، فهو أقدمهم، وهو تنظيم الإخوان الذي صنعه الاستعمار الإنجليزي في مصر عام 1928، كما صنعت تنظيمات وجماعات أخرى في كل البلاد التي كانت تحتلها في العالم. وظل التنظيم يموت ويحيا حسب المواءمات السياسية لكل نظام مصري!!
حتى عاد بقوة مرة أخرى في آخر عهد مبارك وزاد طغيانه من عام 2011. ولم يكن تنظيم الإخوان وحده عميل الأجندات الأجنبية، بل شمل هذا التجمع مجموعات أخرى من أحزاب وشخصيات ذات أفكار وأيديولوجيات مختلفة تماماً، ولكن جمعهم الهدف وهو الانتقام من السلطة التي كانوا يطمحون أن يسرقوا منها السلطة رغماً عن الشعب، مثال اتحاد جماعة الإخوان مع بعض عناصر الجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية والاشتراكيين والليبراليين، رغم الفوارق المتباينة بينهم فكراً واعتقاداً، ولكنهم جميعاً جمعهم الهدف على التخريب باليد فعلاً وقولاً. وبعد إظهار قوة الدولة لهم ولفظهم من الشعب، أصبح الهدف الدولة والشعب معاً عن طريق التعاون الواضح مع الأعداء بإنشاء وتشغيل منابر إعلامية، لتشويه صورة الدولة والشعب المصري.

وقبل أسبوعين فقط، وتحديداً في يوم ١ يونيو هذا الشهر، شهد العالم ضربة شبكة العنكبوت الأوكرانية المفاجئة على روسيا، وقد تحدثنا عنها في التقرير السابق. ولم ينقضِ الأسبوع الثاني من الشهر إلا ووجدنا أنفسنا أمام عملية “الأسد الصاعد” الإسرائيلية على إيران، وبنفس الإعداد والتحضير لما حدث في عملية “شبكة العنكبوت” الأوكرانية، وقد تحمل الأيام مفاجآت عن دور الموساد الإسرائيلي في عملية شبكة العنكبوت.

عملاء إيران سبب الضربة الموجعة 

إن الصراع المخابراتي بين إسرائيل وكافة دول المنطقة، وأهمهم مصر وإيران، لن يهدأ أبداً حتى يفني أحدهم الآخر، ولكن لإيران خصوصية واهتمام كبير لما يحتويه ملفها من البرنامج النووي، و”سبوبة” أمريكا من حماية الخليج العربي!!

وكما جاء بـ (الإندبندنت) عن محمد الغندور كبير المراسلين:
{إن عملية التجسس التي قامت بها (الخلايا النائمة) في طهران، كشفت أن عملية “الأسد الصاعد” – وهو اسم توراتي يرمز ليهوذا المنتصر في آخر الزمان!! – قد نفذتها إسرائيل على إيران بواسطة (الخلايا النائمة) داخلها}.
ورغم أن إسرائيل قد أعلنت عن هذه العملية في عمل (فني درامي)، إلا أن المخابرات الإيرانية لم تنتبه لها، لتواجه فاجعة لم تحدث في تاريخ الدول، بعملية مؤكدة استغرق الإعداد لها ما لا يقل عن عامين من داخل إيران، ليتم اغتيال قادة الصف الأول من الجيش، وصفوة علماء البرنامج النووي، ثم تدمير المنشآت النووية في نفس الساعة. علماً أن ذلك سبقته عمليات اغتيال لقادة كبار، ففي 2022 تم اغتيال (قاسم سليماني) قائد الحرس الثوري، ومنذ شهور تم اغتيال رئيس الجمهورية نفسه (إبراهيم ميقاتي)، واغتيال قائد حركة حماس “إسماعيل هنية”، وعملية تصفية جماعية لقيادات حزب الله شملت 3000 عنصر واغتيال “حسن نصرالله” قائد الحزب، والذي لو كان موجودًا الآن لكانت تساوي دمار تل أبيب بدمار غزة. ولا أعطي “نصرالله” أكثر من حقه، لكنه كان رجل بعقيدة المقاتل القوي والمفاوض العظيم.

ويضيف المحرر:
(ما حصل أخيراً يشبه إلى حد كبير الأحداث التي تناولها العمل الدرامي، حيث كان الهدف أن تمنع “تل أبيب” حصول طهران على قنبلة نووية).

وقال الغندور: إن (البومة)، وهو اسم يرمز إلى (الخلية النائمة) التي كانت في طهران في العمل الدرامي، ظلت نائمة وحين حان دورها لتنفيذ الخطة الإسرائيلية استيقظت، وعاثت في الأرض فساداً واغتيالات. والخلايا الإسرائيلية النائمة في طهران كثيرة، ومن السهل تجنيد عملاء لها لأسباب عدة، أهمها الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون بسبب العقوبات الأجنبية على البلاد، وقبول العمل لإسقاط النظام الشيعي القمعي. انتهى كلامه.

وتوضح الضربة التي نفذتها إسرائيل أخيراً في طهران حجم التوغل الاستخباراتي لـ”الموساد” في العاصمة الإيرانية. ويبدو أن الخرق الأمني الذي حصل في لبنان خلال الحرب الأخيرة، وأدى إلى اغتيال كل قيادات الصف الأول في “حزب الله”، هو استراتيجية متبعة أيضاً في طهران.

وتظهر دقة عملية اغتيال قائد الحرس الثوري “حسين سلامي”، وهو نائم في فراشه، بسبب دقة المعلومات الاستخباراتية ونجاح العملية بسهولة.

أحداث عملية الأسد الصاعد 

ووفقاً لمصادر مختلفة، فقد قامت فرقة كوماندوز من الموساد بنشر أنظمة تشغيلية لأسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة قرب أنظمة صواريخ أرض-جو الإيرانية. وأشار إلى أنه “مع بداية الهجوم الإسرائيلي، وبالتوازي مع هجمات سلاح الجو في جميع أنحاء إيران، فُعلت الأنظمة، وأُطلقت الصواريخ الدقيقة مباشرة على الأهداف دفعة واحدة وبدقة عالية”.

ثم تم تحييد قدرات الدفاع الجوي الإيرانية التي تهدد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية؛ إذ زرع الموساد أنظمة وتقنيات هجومية متطورة على المركبات في عمليات سرية، لافتاً إلى أنه “مع بدء الهجوم المفاجئ، أُطلقت الأسلحة ودمرت أنظمة الدفاع الإيرانية بالكامل”.

وقد “أنشأ الموساد قاعدة لطائرات مسيرة متفجرة تسللت إلى قلب إيران قبل وقت طويل من الهجوم بواسطة عملاء الموساد”. ولفت إلى أنه “خلال الهجوم، فُعِّلت طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات وأُطلقت على منصات إطلاق الصواريخ أرض-أرض الموجودة في قاعدة أشفق آباد قرب طهران”.

التضليل الجيد من أسباب نجاح العملية ويمكن اختصاره في نقاط:

  • اجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل، مساء الخميس 12 مايو، وهو من أعطى الضوء الأخضر النهائي للهجوم.

  • خداع ترامب ونتنياهو بوقوع خلافات بينهما، في الأيام التي سبقت الضربات، كحيلة لخلق انطباع بأن الهجوم ليس وشيكاً، وهو الأمر الذي تحدث عنه كتاب وصحفيون أن هذا الخلاف مصطنع لحدث ما.
    وقال المصدر إنه لم يتم نفي التقارير الكاذبة التي تشير إلى ظهور خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب يوم الاثنين.

  • روجت إسرائيل عن زيارة (لكن لم تتم) وزير الشؤون الاستراتيجية (رون ديرمر) ومدير الموساد (ديفيد بارنيا) إلى واشنطن قبل الجولة القادمة من المحادثات النووية يوم الأحد في سلطنة عُمان.

هل تسعى إسرائيل لتدمير البرنامج النووي أم تدمير النظام الإيراني ككل؟

لقد ظلت التوترات الإسرائيلية الإيرانية محل شد وجذب، لكنها لم تصل إلى المواجهة العسكرية المباشرة مكتفين بحروب الأذرع بالوكالة.
وتحملت إيران إهانات كبرى تؤثر على وضعها الإقليمي كقوة كبرى مؤثرة في الشرق الأوسط، وذلك لتفويت الدور على إسرائيل في مواجهة مباشرة، حتى جاءت الحرب لإيران عند بابها، وليس كما يُروج أنه من أجل منع إيران من امتلاك القنبلة النووية فقط، بل من أجل تغيير النظام الإيراني ككل، وإنهاء وجود ما تسمى الثورة الإسلامية ونظام الملالي، وهو ما يعني أنه صراع وجود لكلا الطرفين، لن تقبل به إيران حتى آخر نفس وآخر فرد في النظام، لأن الشعب لن ينتظر ليرى ما يحدث له مثل ما حدث في السُنّة العراقيين!!، أو كما حدث مع أنظمة الشرق الأوسط صدام والقذافي وصالح والأسد.

أماكن الاستهداف العسكرية فى إيران التي أبلغ عنها العملاء..
أماكن الاستهداف العسكرية فى إيران التي أبلغ عنها العملاء..

دور الشائعات حول دعم أصدقاء إيران

مع ثاني يوم للحرب خرجت قناة جزائرية منفردة عن جميع إعلام العالم لتعلن عن تصريح مكذوب لوزير الدفاع الباكستاني قوله، إنه سيدعم إيران في حربها مع إسرائيل، وخرج علينا مجاهدو الحناجر… بتوع (تكبير).. الله أكبر سنسحق إسرائيل!! قالوا سنسحق مع أن المفترض أن الذي صرح هو وزير دفاع باكستان!! فهم مع الرائجة وكل من يلعب لعبة ترضيهم ينسبون أنفسهم له شاء أم أبى.. كما نصّبوا الشيخ أحمد ياسين أبا روحياً لهم بالقوة!!
لكن المهم أن ما أعلنته “باكستان” هو حالة الطوارئ ونشرت القوات الجوية حول المنشآت النووية تحسباً لأي غدر إسرائيلي أو هندي أو من غيرهما.. و”باكستان” ليست بهذه السذاجة لتقحم نفسها في صراع لا دخل لها فيه وبدون اعتداء واضح عليها، فيكفيها صراعها مع الهند الذي يشغلها عن أي شيء آخر، ولن تترك ظهرها مكشوفاً للهند من أجل إيران، خاصة أن هناك بعض التوترات والاختلافات الدينية في المناطق الحدودية بين البلدين.

ما هي ردود الفعل الدولية

الولايات المتحدة هي وحدها المتحكمة في العالم سواء دول أو أفراد وجماعات حتى المنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن والأمم المتحدة، ولعلنا لم ننسَ كيف قامت بفرض عقوبات على قضاة المحكمة الدولية، وهي تعتبر إسرائيل ولاية أمريكية خارج الحدود، ولن تتخلى عنها حتى إذا دخلت في حرب نووية، وهي تقدم لها كل شيء وبدون شروط، وأمريكا تحاول منع تدهور الأوضاع نحو حرب إقليمية لكن على الأطراف الأخرى المعادية لإسرائيل أن تقدم التنازلات.

وقد أجرى كلٌّ من “بوتين” و”ترامب” مكالمة مساء السبت 14 مايو الجاري لتأكيد أن روسيا موجودة، ولكن هذا لا يعني ترامب في شيء فهو يرى نفسه رئيساً للعالم وكلهم مجانين وأطفال يلعبون في الحديقة كما وصف “بوتين” و”زيلينسكي”، والمهم هو ما تريده إسرائيل. أما الصين، فمثل روسيا، دعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية والعودة إلى الدبلوماسية، محذرة من عواقب وخيمة على الاستقرار العالمي. فيما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وهذا كله رهن إشارة أمريكا التي هي إشارة نتنياهو وخلفه الحاخامات اليهود، ولعلنا نتذكر أن نتنياهو بدأ الضرب على إيران بعد حل مشكلة تجنيد الحريديم في الجيش على دفعات وسنوات.

التداعيات المحتملة

هذه الحرب المفتوحة تهدد بإعادة رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، وقد تؤدي إلى تدخلات دولية أوسع بسبب المصالح وليس إرضاءً لأمريكا. حتى الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا أجلت موضوع إعلان الدولة الفلسطينية لأجل غير مسمى، وهو من أهم أسباب قيام نتنياهو باتخاذ قرار ضرب إيران قبل انتهاء المفاوضات دون صدور أي قرار دولي، ويبقى السؤال الأهم:

إلى أي مدى يمكن احتواء هذا الصراع، وهل ستتمكن الدبلوماسية من فرض هدنة قبل أن تتسع رقعة الاشتباكات لتشمل دولاً أخرى في المنطقة خلال الأيام والأسابيع القادمة أم ستكون حرباً مفتوحة بسبب الخسائر الاقتصادية للدول، خاصة أن هناك احتمالات إغلاق مضيق هرمز الذي يخرج منه ثلث النفط والغاز للعالم، كذلك التجارة العالمية من خلال جبل علي في الإمارات؟ هل ستتحمل الدول مسؤولياتها وتحسم موقفها ضد نتنياهو الذي يقود أمريكا وخلفها العالم الغربي؟ المؤكد أن مسار هذه المواجهة خطير، وقد تنتهي بأيسر السبل وقد تتطور إلى ما لا يعلم عقباها إلا الله.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى