تحركات موسعة لتحالف الأحزاب المصرية لرسم خريطة المنافسة في انتخابات مجلس الشيوخ

كتب: على طه
أكد النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، رئيس حزب إرادة جيل ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، أن الاجتماع الأخير لتحالف الأحزاب المصرية يمثل نقطة انطلاق جديدة في مسار العمل الحزبي المشترك، وبداية لمرحلة دقيقة تتطلب تقدير أبعادها وأهميتها في ضوء المتغيرات السياسية المقبلة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الدستورية التي تستدعي أعلى درجات الجاهزية والاستعداد.
وأشار مطر إلى أن التحالف حريص على أن يظهر بصورة تليق بمكانته السياسية وبثقل الأحزاب المنضوية تحت مظلته، مؤكدًا أن المرحلة القادمة تفرض على الجميع مسؤوليات كبيرة للعمل على تعزيز التواجد الحزبي الفاعل في المشهد السياسي والمشاركة المؤثرة في صياغة المستقبل السياسي للبلاد.
التحضيرات للانتخابات المقبلة
وفيما يتعلق بالتحضيرات الخاصة بالانتخابات المقبلة، أوضح الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية أن التحالف اتخذ قراراً جماعياً بدعم نظام القائمة المغلقة المطلقة بشكل كامل، باعتبارها الأنسب في هذه المرحلة لضمان تمثيل متوازن ومنضبط يعكس الواقع السياسي للأحزاب ويتيح الفرصة لتمثيل كوادر حزبية مؤهلة.
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن التحالف لن يغفل نظام الترشح الفردي، حيث سيتم الدفع بعدد من الكوادر المتميزة في عدد من الدوائر الفردية لتحقيق حضور فاعل على كل المستويات.
التنسيق والتواصل
كما شدد مطر على أهمية استمرار التنسيق والتواصل مع الأحزاب السياسية الأخرى لتوسيع قاعدة المشاركة في الانتخابات المقبلة، معرباً عن تطلع تحالف الأحزاب المصرية إلى تعزيز التعاون المشترك من أجل دعم الاستقرار السياسي وتوسيع المشاركة الحزبية في الحياة النيابية.
وأوضح رئيس حزب إرادة جيل أن الاتحادات النوعية التي تأسست تحت مظلة التحالف سيكون لها أيضاً كوادر مرشحة في الانتخابات، مشيراً إلى أن التحالف أصبح له حضور فعلي ومنظم في مختلف محافظات الجمهورية، ما يعكس قدرته على المنافسة القوية على امتداد الجغرافيا السياسية المصرية.
وحول ما تردد في الآونة الأخيرة بشأن وجود قائمة وطنية يجري إعدادها من بعض الأحزاب، أكد مطر أن التحالف لم يتلقَ أي تواصل رسمي بشأن هذا الأمر، مشيراً إلى أن كل ما يتردد في هذا السياق ما هو إلا اجتهادات شخصية لأصحابها، ولا تعبر عن مشاورات أو توافقات تمت مع تحالف الأحزاب المصرية حتى الآن.
واختتم مطر تصريحاته بالتأكيد على أن تحالف الأحزاب المصرية يضع في مقدمة أولوياته تعزيز وحدة الصف الوطني والعمل من أجل تحقيق المصلحة العليا للدولة المصرية، من خلال مشاركة سياسية فاعلة ومدروسة تعكس الوعي الوطني والمسؤولية الحزبية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن.
اجتماع لجنة تلقي طلبات الترشح
وفى سياق قريب عقدت لجنة تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس الشيوخ على المقاعد الفردية اجتماعًا موسعًا، ضم نخبة من رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في تحالف الأحزاب المصرية وعدد من القوى السياسية الأخرى، وذلك بهدف مناقشة ورسم الخريطة السياسية للدوائر الانتخابية على مستوى الجمهورية.
جاء هذا الاجتماع في خطوة تعكس حالة من الحراك السياسي والاستعداد المبكر للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وضمن سلسلة من الاجتماعات التنسيقية التي تهدف إلى وضع رؤية استراتيجية شاملة لتوزيع المرشحين على مختلف الدوائر الفردية، في إطار من التعاون والتنسيق المشترك بين الأحزاب، بما يعزز من فرص الفوز ويضمن تغطية جميع الدوائر وفقًا لمعادلة توازن دقيقة، تراعي الأوزان النسبية لكل حزب وقاعدته الجماهيرية في مختلف المحافظات.
حضور قيادات الأحزاب
وشهد الاجتماع حضور عدد من الشخصيات الحزبية والبرلمانية البارزة، في مقدمتهم النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، والذي يعد أحد أبرز الوجوه النشطة في تنسيق الجهود الحزبية استعدادًا للانتخابات المقبلة.
كما شارك في اللقاء المستشار أحمد جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، والأستاذ كمال حسنين، رئيس حزب الريادة، والأستاذ خالد فؤاد، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، والأستاذ رضا أبو حجي، رئيس حزب مصر المستقبل، إلى جانب المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، وهو ما يعكس حالة من الاصطفاف الحزبي حول هدف مشترك يتمثل في تعزيز الحضور السياسي داخل مجلس الشيوخ.
اتفاق على أهمية التنسيق
وخلال الاجتماع، أكد الحضور أهمية تكثيف التنسيق بين الأحزاب والعمل في إطار من الشفافية والتفاهم المشترك، بما يضمن حسن إدارة ملف الترشح وتوزيع المرشحين على المقاعد الفردية بشكل مدروس، لتجنب تشتت الأصوات وضمان المنافسة بقوائم قوية في جميع الدوائر.
وشدد المجتمعون على أن وحدة الصف بين الأحزاب المكونة للتحالف تعد حجر الزاوية لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها طبيعة المنافسة الفردية وتعدد القوى السياسية الطامحة لحصد أكبر عدد من المقاعد.
استكمال الاجتماعات لوضع اللمسات النهائية
وأشار المشاركون إلى أن الاجتماعات ستتواصل خلال الفترة المقبلة بشكل دوري، حتى يتم الانتهاء بشكل كامل من تغطية جميع الدوائر الفردية في مختلف المحافظات، وذلك وفقًا لخطة مدروسة توازن بين متطلبات المنافسة والعدالة في توزيع الفرص بين الأحزاب المشاركة.
دعم للعملية الديمقراطية
يأتي هذا التحرك في سياق أوسع يعكس حرص تحالف الأحزاب المصرية وبقية القوى السياسية على الإسهام الفاعل في إثراء الحياة السياسية المصرية، والمشاركة الإيجابية في الاستحقاقات الديمقراطية، بما يضمن دعم مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار السياسي، وترسيخ ثقافة الحوار والتنسيق الحزبي كأحد روافد العمل الوطني المشترك.
وبحسب متابعين، فإن هذا التنسيق المبكر بين الأحزاب يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية وحدة الجهود السياسية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الدولة المصرية، في ظل متغيرات إقليمية ودولية تفرض ضرورة تحصين الداخل السياسي بمزيد من العمل المشترك والمشاركة الفاعلة في بناء مؤسسات الدولة التشريعية.