دعوة لرؤية إنسانية مشتركة.. روما تحتفل بيوم اللاجئين بتنظيم ندوة حول الهجرة

رسالة إيطاليا من: إكرامى هاشم

شهد مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة الإيطالية روما ندوة فكرية وثقافية متعددة الجنسيات والثقافات، تناولت موضوع الهجرة والمهاجرين، إحدى أكثر القضايا تعقيدًا وحساسية في القارة الأوروبية.

نُظّمت الندوة من قبل جمعية كايروز بالتعاون مع جمعية لا فاتوريا ديلا باشي، وبدعم علمي من معهد EURISPES، وبمشاركة مؤسسات إيطالية ودولية. حضر الندوة شخصيات فاعلة ومؤثرة من خلفيات دولية متنوعة، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، وخبراء قانونيون، ومهتمون بقضايا الاندماج وحقوق الإنسان، وذلك بهدف رسم معالم رؤية مستقبلية مشتركة لقضية الهجرة.

أدارت فعاليات الندوة والحوار الدكتورة كيارا كافلييري، رئيسة جمعية الصداقة المصرية الإيطالية، التي افتتحت اللقاء بتأكيدها على أهمية تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح على الآخر كشرط أساسي لتحقيق التماسك المجتمعي في أوروبا.

الهجرة بين الواقع والتحديات

إيطاليا، التي تُعد بوابة أوروبا الجنوبية، تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة تدفق المهاجرين من دول الجنوب، خصوصًا عبر البحر المتوسط. وقد طغت هذه الإشكالية على النقاشات الأوروبية، في ظل توجهات سياسية متشددة ترفض في كثير من الأحيان دمج هؤلاء الوافدين.

تم خلال الندوة استعراض بيانات وإحصاءات حديثة حول أعداد المهاجرين في السنوات الأخيرة، مع تسليط الضوء على قصص إنسانية مؤثرة، خاصة لأولئك الذين يغامرون بحياتهم في “رحلات الموت”، أملاً في حياة أفضل.

أصوات مؤثرة من الجالية العربية والأفريقية

من أبرز المشاركين في الحوار كان الدكتور عبد العزيز بن أحمد سرحان، رئيس مكتب رابطة العالم الإسلامي في إيطاليا، الذي تناول مفهوم الهجرة في الإسلام، مؤكدًا على أن الأرض تسع الجميع، داعيًا إلى دعم جهود الدمج والتعايش، ومعربًا عن استعداد الرابطة لتنظيم مؤتمر موسّع حول الهجرة بالتعاون مع الجهات الإيطالية المعنية.

كما كان لحديث السيد حسن بطل، رئيس الجمعية الثقافية من أجل الاندماج، أثر بالغ، حيث استعرض المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون، خاصة القُصّر، في رحلات الهجرة غير النظامية، محذرًا من تركهم فريسة لعصابات التهريب والجريمة المنظمة. كما شدد على أهمية منح أبناء المهاجرين الجنسية الإيطالية، باعتبارها حقًا أساسيًا لهم.

مداخلات ونداءات للتغيير

تحدثت أيضًا الدكتورة لورا ماتسي، رئيسة اتحاد التدريب (Federformazione) ورئيسة العلاقات المؤسسية بسفارة جمهورية الكونغو، مؤكدة على دور المؤسسات في تسهيل اندماج المهاجرين، كما شارك السفير الكونغولي في روما هنري أوكيمبا، والدكتورة سيسيليا باني، منسقة الممرات الإنسانية بجمعية سانت إيدچيديو، اللذان أكدا على أهمية التعاون الدولي في دعم قضايا المهاجرين.

وقدّم كلٌّ من:
• فيليكس أدادو – رئيس جمعية لا فاتوريا ديلا باشي
• أركانجيلو ماييتا – مدير وحدة السكان والهجرة والصحة في ASL Latina
• إليانورا ماتزوكّو – المساعدة الاجتماعية بنفس المؤسسة
• سوزانا توسي – محامية متخصصة بشؤون الجنسية والمواطنة
• ماريو كاليجيوري – منسق مختبر EURISPES للسياسات الثقافية والتعليمية
• أنجيلو كالييندو – عضو المجلس التنفيذي لمعهد EURISPES

مداخلات مهمة عكست مدى تعقيد ملف الهجرة، والحاجة الملحّة لمقاربات تراعي الجوانب القانونية، والإنسانية، والصحية، والاجتماعية.

صوت الفن.. رسالة أمل

وشهدت الندوة أيضًا فقرة فنية مؤثرة للفنانة هابيْنِس إيبوركا، المغنية النيجيرية ومهاجرة سابقة، التي قدمت رسالة أمل من خلال موسيقى الإنجيل، متحدثة عن تجربتها ومعاناة الآلاف ممن خاطروا بحياتهم للوصول إلى شاطئ الأمان.

نداء للتكافل والعمل المشترك

أجمعت المداخلات على ضرورة تجاوز النظرة الضيقة للهجرة باعتبارها “أزمة”، إلى اعتبارها فرصة للتنوع والتجديد في المجتمعات الأوروبية، داعين إلى مقاربات إنسانية شاملة تحفظ الكرامة وتراعي الحقوق.

اختُتمت الندوة بالدعوة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، وبناء سياسات إدماج فعالة، تستند إلى رؤية مستقبلية عادلة، تضمن الكرامة الإنسانية وتحقق الاستفادة المشتركة لكل الأطراف.

الندوة شهدت حضورًا متنوعًا من شخصيات أكاديمية وحقوقية، وممثلين عن مؤسسات ثقافية ودينية، في مشهد يعكس تنوع النسيج الأوروبي وثراءه الثقافي.

الصور:

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى