روما تنتفض ضد الحرب على غزة وتواطؤ حكومة ميلوني.. فيديو وصور

رسالة إيطاليا من: إكرامى هاشم
في مشهدٍ جماهيري حاشد يؤكد يقظة الضمير العالمي تجاه ما يجري في قطاع غزة، شهدت العاصمة الإيطالية روما يوم السبت الموافق 21 يونيو مظاهرة وطنية ضخمة شارك فيها أكثر من ثلاثين ألف متظاهر، جاؤوا من مختلف المدن الإيطالية تلبيةً لدعوة أطلقها التجمع الوطني الفلسطيني في إيطاليا.
المظاهرة جاءت للتنديد بـ”الإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة”، ولإدانة تواطؤ الحكومة الإيطالية بقيادة جورجيا ميلوني مع الكيان الإسرائيلي.
انطلقت المظاهرة من ساحة فيتوريو إمانويلي عند الساعة الثانية بعد الظهر، وسط زخم شعبي حاشد ورفع لافتات وشعارات تستنكر الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وطالبت اللافتات بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي، فيما حمل المتظاهرون صورًا لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ووزير البنية التحتية ماتيو سالفيني وقد وُضعت عليها علامات حمراء ترمز لـ”التورط في دماء أطفال غزة”، بحسب وصف المحتجين.
الشباب الإيطالي فى كتف نظيره العربي
شارك الشباب الإيطالي والعربي بنسبة كبيرة في التظاهرة، وكان لهم الدور الأبرز في التعبير عن الغضب الشعبي؛ إذ أحرقوا صورة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسط هتافات تندد بالدعم الأمريكي للآلة العسكرية الإسرائيلية.
ورددت الحناجر شعارات قوية، من أبرزها:
• “إيطاليا خارج الناتو”
• نتنياهو قاتل”
• “إسرائيل فاشية، نحن ضد الفاشية والصهيونية”
كما صنع المتظاهرون مجسمًا لدبابة إسرائيلية وملأوه بالألعاب النارية، قبل أن يشعلوا فيه النيران، في مشهد رمزي لمقاومة العنف والآلة العسكرية المدعومة من الغرب.
المظاهرة تتحول إلى مسيرة
تحولت التظاهرة لاحقًا إلى مسيرة ضخمة جابت شوارع العاصمة، ومرّت بأبرز معالمها، بما في ذلك مبنى الكولوسيوم التاريخي، حيث شكّل المتظاهرون طوفانًا بشريًا هائلًا تزيّنه أعلام فلسطين. كانت المرأة العربية والإيطالية حاضرة بقوة، خصوصًا تحت قيادة الناشطة زينب محمد، التي كانت في طليعة المسيرة.
وشارك في التظاهرة ممثلون عن النقابات العمالية الإيطالية، وأعضاء من الأحزاب اليسارية، والحركات الطلابية، ما يعكس عمق الوعي السياسي والاجتماعي بأبعاد ما يجري في فلسطين، ورفضًا واسعًا لتورط إيطاليا الرسمي في دعم الكيان المحتل.
شاهد الفيديو:
رئيس التجمع الوطني الفلسطيني

وفي تصريح خاص لـ “موقع بيان”، أكد السيد محمد حنون، رئيس التجمع الوطني الفلسطيني في إيطاليا، أن القوى الوطنية الفلسطينية تعتزم مقاضاة رئيسة الحكومة الإيطالية ووزير الخارجية أنطونيو تاياني، باعتبارهما “شركاء في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة”.
أرقام مأساوية: غزة تحت النار
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، وحتى الآن (يونيو 2025)، تشير الإحصائيات إلى ما يلي:
• أكثر من 38,000 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال.
• أكثر من 86,000 جريح، كثير منهم يعانون من إعاقات دائمة.
• أكثر من 1.7 مليون نازح ومشرّد داخل قطاع غزة، بعد تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل.
• دمار شامل في أكثر من 70% من مباني غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.
• حصار خانق تسبب في كارثة إنسانية حقيقية، مع شح الغذاء والدواء وانهيار النظام.
لن تكون الأخيرة
مع هذه التظاهرة، كرّست روما نفسها كواحدة من أهم العواصم الأوروبية التي تشهد تحرّكات تضامنية واسعة مع القضية الفلسطينية.
وأكد المنظمون أن هذه المظاهرة لن تكون الأخيرة، بل بداية لموجة ضغط جديدة على الحكومة الإيطالية والرأي العام الأوروبي لإنهاء التواطؤ مع الاحتلال ودعم مسار العدالة الدولية.
ما جرى في روما لم يكن مجرد تظاهرة، بل كان صرخة عالمية في وجه الصمت والتواطؤ. ثلاثون ألفًا هتفوا من أجل غزة، ورفعوا أصواتهم عاليًا ضد القتل والاحتلال والدعم الغربي الأعمى لإسرائيل.
إنها لحظة فاصلة في الوعي الجماعي الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، وجرس إنذار لحكوماتٍ لم تعد قادرة على تبرير صمته.