كتب – ياسين عبد العزيز

أثار الزفاف المرتقب للملياردير الأمريكي جيف بيزوس من الإعلامية لورين سانشيز موجة انتقادات واسعة داخل مدينة البندقية الإيطالية، بعد أن بدأت استعدادات الحدث الذي يمتد لثلاثة أيام بمشاركة ما يقرب من 200 شخصية من مشاهير العالم في حفل فخم وغير مسبوق، وتزايدت الاعتراضات من السكان المحليين والناشطين البيئيين الذين وصفوا المناسبة بأنها عرض طبقي يخنق المدينة ويتجاهل سكانها.

رجل الأعمال الهندي جوتام أداني ثاني أغنى شخص بالعالم ويطيح ببيزوس

ورجحت وسائل إعلام إيطالية أن الحفل سيقام إما في كنيسة الرحمة أو مبنى الأرسنال التاريخي المطل على البحر، وسط تعتيم أمني كامل، بينما كشفت تقارير أن بيزوس البالغ من العمر 61 عامًا، وخطيبته البالغة 55 عامًا، حجزا عدداً من أفخم فنادق المدينة بالكامل لاستضافة الضيوف، الذين يتقدمهم نجوم عالميون مثل أوبرا وينفري وكيم كارداشيان وليوناردو دي كابريو وميك جاغر وإيفانكا ترامب.

ووصلت إلى مطار ماركو بولو أكثر من 95 طائرة خاصة استعدادًا للزفاف، بينما يرسو يخت بيزوس العملاق Koru قرب جزيرة سان جورجيو ماجوري، في مؤشر على حجم الحدث وتكاليفه غير المعلنة.

وقوبل الزفاف برفض واسع من سكان المدينة، وظهرت حملات رافضة له أبرزها حملة “لا مكان لبيزوس” التي اتهمت منظمي الحفل بتحويل المدينة إلى صالة مناسبات مغلقة للنخب الثرية، وحذرت من أن هذه الأحداث تهدد الطابع الاجتماعي والسكاني للبندقية، في ظل أزمة سكن متفاقمة ومعدلات نزوح مرتفعة بين السكان الأصليين.

ودعا توماسو كاتشاري، مؤسس الحملة، إلى تنظيم احتجاجات رمزية خلال أيام الزفاف تشمل تعطيل حركة القوارب، للتعبير عن رفضهم لاستخدام المدينة كمنصة للبذخ المفرط، مؤكدًا أن هذه المظاهر تفقد البندقية مكانتها كمدينة حقيقية لها سكان ومجتمع.

وانضمت منظمات بيئية إلى موجة الاعتراض، على رأسها منظمة “غرينبيس” التي دانت حجم البصمة الكربونية الناتجة عن التجهيزات الخاصة بالزفاف، خاصة في ظل ما تعانيه البندقية من آثار التغير المناخي مثل ارتفاع منسوب المياه وتناقص عدد السكان الدائمين.

ورفع ناشطون في ساحة سان ماركو ملصقًا يظهر بيزوس يضحك بجانبه عبارة تقول: “إذا استطعت استئجار البندقية لحفل زفافك، يمكنك دفع المزيد من الضرائب”، في إشارة إلى الانتقادات العالمية الموجهة إلى شركة أمازون بشأن الضرائب المنخفضة التي تدفعها رغم أرباحها الضخمة.

ورد نائب وزير السياحة الإيطالي سيموني فينتوريني بأن الحدث لا يختلف عن غيره من الفعاليات التي تستضيفها المدينة يوميًا، مشيرًا إلى أن الزوجين تبرعا لمؤسسات محلية واشتروا منتجات من الحرفيين المحليين، بينها زجاج مورانو والمعجنات الإيطالية.