هل قال الشرع إن الزوجة تطيع زوجها في كل شىء؟.. شاهد

كتب: على طه
في زمن تتعدد فيه الآراء وتتشابك المفاهيم حول العلاقة بين الزوجين، تصبح العودة إلى منهج النبوة في فهم الطاعة والحقوق والواجبات ضرورة لا ترفًا.
في حلقة خاصة من برنامج “بيت السعادة” الذى تقدّمه الإعلامية لمى المفتى، على فضائية “هى”، دار حوار مع فضيلة الشيخ عبد الغنى القرشى من علماء الأوقاف، حول مفاهيم طاعة الزوج وحدودها، ومتى يُباح للزوجة أن تطلب الطلاق شرعًا، بأسلوب واقعي يوازن بين النصوص الشرعية وواقع الحياة اليومية.
فيما يلي تفصيل لما دار من أسئلة مباشرة وإجابات واضحة تفتح الباب لفهم أعمق، وتدعو للحكمة في إدارة الخلافات الزوجية.
أشياء بسيطة
سؤال الإعلامية لمى المفتى:
“لو الزوج يطلب من زوجته أشياء بسيطة في البيت، زي إنه يغيّر مكان حاجة أو يمنع وجود حاجة معينة، وهي غير مقتنعة، هل هي مُلزمة بالطاعة؟ وهل لو رفضت تعتبر غير مطيعة؟ وهل مفهوم التفاهم بين الزوجين ممكن يكون بديلًا للطاعة؟”
إجابة الشيخ القرشى:
بدأ الشيخ بالإشارة إلى الآية الكريمة: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]، مؤكدًا أن المرأة المؤمنة التي ترجو الله واليوم الآخر يجب أن تعي مكانة زوجها، كما قال النبي ﷺ: “زوجك هو جنتك ونارك”
وأوضح أن: الزوجة خُلقت للابتلاء، وقد يأتي هذا الابتلاء من باب الحياة الزوجية واختلاف الرؤى، وقد ترغب الزوجة في أمر تراه مهمًا بينما لا يراه الزوج كذلك، فيرفضه.
وواصل الشيخ هنا، تُظهر الزوجة الذكية حسن تصرفها بقراءة ملامح وجه زوجها لتعرف التوقيت المناسب للنقاش أو طلب أمر ما، ومتى تصمت.
وأضاف الشيخ أن “المرأة العاقلة تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، متى تعترض ومتى تؤجل الحديث، وهذا من الذكاء العاطفي والاجتماعي، كما كانت تفعل السيدة عائشة رضي الله عنها.”

مثال من السيرة:
روى الشيخ موقفًا عن السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما دخلت السيدة صفية على رسول الله ﷺ في حجرة عائشة، وتكلمت معها بحدة.
حينها، نظرت السيدة عائشة إلى وجه النبي ﷺ لتقرأ تعبيراته قبل أن ترد. فلما وجدت في وجهه السماح، ردّت على السيدة صفية، فقال لها النبي ﷺ في نهاية الموقف: “إنها بنت أبي بكر”، في إشارة إلى فطنتها وذكائها.
سؤال الإعلامية لمى المفتى:
“هل هناك حالات يمكن للزوجة فيها أن تطلب الطلاق؟ ومتى يكون ذلك مباحًا شرعًا؟”
إجابة الشيخ القرشى:
قبل التطرق للجواب المباشر، طلب الشيخ التريث لتقديم مثال آخر على ذكاء الزوجة ومرونتها، مؤكدًا على أهمية الحكمة في التعامل، ومشيرًا إلى ضرورة الحديث عن الطلاق في سياق أوسع من التفاعل والتفاهم، لا بمجرد طلب أو رفض.
هل تودين أن أواصل صياغة الجزء الخاص بحالات الطلاق ووجهة نظر الشرع فيها كما ورد في بقية الحلقة؟
أنت قلت:
متى يكون طلب الطلاق مباح؟
سؤال الإعلامية لمى المفتى:
“هل يصح، أو في أي حالة يمكن للزوجة أن تطلب الطلاق؟ ومتى يعتبر الشرع أن طلب الطلاق مباح؟”
إجابة الشيخ القرشى:
استهل الشيخ الإجابة بالتأكيد على ضرورة الفهم العميق لطبيعة العلاقة الزوجية قبل التفكير في الطلاق، مشيرًا إلى أن الطلاق ليس أول الحلول، بل هو آخرها، ويُباح فقط في حالات محددة، أهمها:
الضرر المؤكد: كأن تتعرض الزوجة للأذى الجسدي أو النفسي أو الإهانة المستمرة.
النفور المستحكم: إذا فقدت الحياة الزوجية مقوماتها الأساسية من المودة والرحمة، وأصبح الاستمرار مستحيلًا.
الهجر والتقصير: كأن يهجر الزوج زوجته أو يُقصّر في النفقة والمعاملة بما لا يُحتمل.
وأشار الشيخ إلى أن: “الشرع لا يرفض الطلاق إن كان وسيلة لرفع الضرر، لكنه يرفض التسرّع فيه دون محاولة للإصلاح والتفاهم.”
وشدّد على أن الأصل في الزواج هو السكينة والتفاهم والمودة، لا الصراع والتربص، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ) {الروم 21}.
“وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”.
ثقافة مواقع التواصل
وختم الشيخ كلامه بالتنبيه على خطورة التأثر بـ”ثقافة مواقع التواصل” التي تروّج لفكرة الطلاق كحل سهل وسريع لأي خلاف، مؤكدًا أن الزواج مسؤولية كبيرة لا تقوم إلا على عقل راجح، وصدر متسع، وقلب يحتمل.
شاهد:
طالع المزيد:
– لمى المفتى تكتب: على عروش الياسمين