ميريهان حمدي تكتب: لما البيت يبقى خطر.. لماذا يقتل الآباء والأمهات أبناءهم؟

في وقت المفروض تكون فيه حضن الأم أأمن مكان، وصوت الأب أحن نداء… بقينا نسمع عن أطفال بيصرخوا للمرة الأخيرة، قبل ما يموتوا على إيد اللي جابوهم للدنيا.
مشهد بيكسر القلب والعقل معًا.
طفل بيبكي، أم بتنهار، أب بيصمت… وفي الآخر، جريمة بتتصدر العناوين:
“أب يقتل أطفاله الثلاثة ويلقي بجثثهم في النيل”، “أم تخنق رضيعتها وتقول: كانت بتعيط كتير”.
إزاي ده بيحصل؟
وإزاي نمنعه قبل ما يبقى العنوان الجاي عن طفل نعرفه؟
أرقام بتتكلم… وبتوجع:
في السنوات الأخيرة، زادت بشكل صادم حالات قتل الأطفال على يد أحد الأبوين، سواء بدافع الانتقام من الشريك، أو بسبب ضغوط نفسية، أو حتى بدون سبب واضح.
أغلب الجناة بيكونوا “مش معروف عنهم العنف”، وده اللي بيخلي الصدمة أعمق:
الوحش ساعات بيبقى لابس وش الأبوة… أو ملامح الأمومة.
ليه أم أو أب يوصلوا للقتل؟
1. المرض النفسي اللي مالوش صوت:
أمهات كتير بيعانوا من اكتئاب ما بعد الولادة، أو ضغوط نفسية حادة، بس مفيش وعي ولا متابعة، فبتوصل للانفجار.
وفيه آباء اتربّوا على القسوة، وبيفكروا إن الضرب “تربية”، بس الضربة المرة دي كانت قاتلة.
2. فقر الوعي… مش بس الجيب:
ناس بتخلف وهما مش مؤهلين يربّوا.
ولا فاهمين يعني إيه طفل، ولا يعرفوا إن فيه حاجة اسمها احتواء، أو تعبير، أو حتى حضن وقت الغضب.
3. الضغط والانفجار:
أب فقد شغله، أم اتحملت أكتر من طاقتها، بيت كله خلافات… ومفيش حد بيسأل: “أنتم محتاجين مساعدة؟”
المجتمع… شريك في الجريمة؟
أيوه… لما الجيران يسمعوا صوت طفل بيعيط ويتضرب كل يوم ويسكتوا.
ولما الأهل يبرروا: “ده ابنه، وحر فيه”.
ولما القانون ميتحركش إلا بعد الكارثة.
السكوت ساعات بيقتل.
والتجاهل بيدي الضوء الأخضر للمأساة اللي بعدها.
الحل؟ لازم نتحرك:
• توعية نفسية لكل أم وأب، مش بعد الولادة بس، لكن قبل الجواز حتى.
• جلسات دعم للأمهات الجدد، وبرامج تأهيل للأزواج.
• مؤسسات تحمي الطفل بجد، وتسمع له.
• قوانين تردع قبل ما تعاقب.
أرجوك… اسمع النداء:
لو تعبان، اطلب مساعدة.
لو حاسس إنك مش قادر تكمّل، خُد نفس، وابعُد، واطلب دعم.
بس ما تطلعش ضعفك على طفل مالوش ذنب.
ابنك مش خصمك، وبنتك مش سلاح تستخدمه ضد الحياة.
كلمة أخيرة:
الأبوة والأمومة مش مجرد ألقاب… دي مسؤولية، واختبار حقيقي للإنسانية.
وكل طفل بيتأذى… فيه حتة من المجتمع بتنزف.
ماتخليش بيتك يبقى أول مكان يتكسر فيه ابنك، ولا آخر محطة في حياة بنتك.
خلي بيتك حضن، مش سجن.
خلي صوتك أمان، مش تهديد.
وخليك أهل… مش سبب الألم