تقرير: بعد أسر الطيارين الإسرائيليين كيف وقعت “الموساد” في فخ نصبته لها إيران؟

بيان
في وقت كانت فيه إسرائيل تشن هجمات عنيفة على الداخل الإيراني، تمكنت الاستخبارات الإيرانية من نصب فخ محكم لجهاز “الموساد” الإسرائيلي، أجبر إسرائيل لاحقًا على قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون في طهران!.
نعم، ما قرأته صحيح: الاستخبارات الإيرانية هي من دفعت إسرائيل، عن غير قصد، إلى قصف هذا المبنى، في عملية استخباراتية معقدة، كما يقول “البلوجر” أحمد بسام” فى تقرير منشور على موقع “يوتيوب”.
ويفصّل “بسام” ما حدث في الآتى:
“كود هانيبال”
قبل شرح تفاصيل ما حدث، لا بد من التوقف سريعًا عند مفهوم “كود هانيبال” الذي تستخدمه إسرائيل.
هذا الكود يُفعَّل عندما يقع جنود أو طيارون إسرائيليون في الأسر، حيث يتم اتخاذ قرار بقصفهم – حتى ولو كانوا مع أسرهم – لمنع استخدامهم كورقة ضغط سياسية.
الفكرة ببساطة هي “القضاء على الخطر قبل أن يتحول إلى ورقة تفاوضية ضد إسرائيل”.
تم تطبيق هذا الكود مرارًا في غزة، كما وثق عدد من الجنود الإسرائيليين الناجين.
الأسر وسيناريو الاعترافات
وفقًا لوكالة “فارس” الإيرانية، سيتم بث اعترافات لعدد من طياري الـ F-35 الإسرائيليين الذين أُسقطت طائراتهم في الأيام الأولى للعملية العسكرية، وأُسروا.
غير أن المفاجأة كانت في توقيت الإعلان، فالوكالة تحدثت عن عرض الاعترافات بعد يومين من قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون، مما يطرح سؤالًا هامًا: هل قُصِف المبنى بسبب خبر تسريب الأسر؟ وهل تعمدت إيران تمرير هذا التسريب لتوقع إسرائيل في الفخ؟
الفخ الاستخباراتي
المعلومات تشير إلى أن إيران، بعد أسر الطيارين – منهم امرأة – قامت بحمايتهم سرًّا تجنبًا لتفعيل “كود هانيبال”.
ثم عمدت إلى تسريب معلومات مدروسة في الأوساط الشعبية والإعلامية، تفيد بنيتها عرض اعترافات الطيارين من داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون.
الرسالة وصلت إلى إسرائيل، التي سارعت إلى قصف المبنى لتتخلص من الطيارين الأسرى، إلا أن الطيارين لم يكونوا داخل المبنى، بل كانت تلك مجرد خدعة استخباراتية.
وبفضل هذا الفخ، تمكنت إيران من تحديد مصدر التسريب، وكشفت خلية تجسس مرتبطة بالموساد، وضبطت معها أكثر من 130 كجم من المتفجرات، وطائرات مسيرة، ومعدات استخباراتية، في واحدة من أكبر الضربات الأمنية.
خسائر مقابل مكاسب
قد يتساءل البعض: هل تستحق هذه العملية التضحية بحياة 20 شخصًا قُتلوا في القصف الإسرائيلي؟ الإجابة تتعلق بالمكاسب الاستراتيجية.
فقد ساهمت هذه العملية في حماية أرواح الآلاف من المدنيين الإيرانيين، عبر كشف شبكة تجسس كانت تخطط لعمليات تخريبية كبرى.
ومن اللافت أن إيران لم ترد بقصف مماثل لمبنى إعلامي في إسرائيل، على عكس سياستها في “الرد بالمثل” في المنشآت النووية والطاقة.
ما يوحي بأن إيران لم تكن تعتبر ما حدث مجرد عدوان، بل جزءًا من عملية استخباراتية محسوبة انتهت لصالحها.
لماذا الطيار مهم جدًا؟
الطيار في المنظومة العسكرية الإسرائيلية يُعتبر من أثمن الأصول، وأكثرها حساسية. أسره يشكل ضربة معنوية وسياسية هائلة، وورقة ضغط استراتيجية يمكن استخدامها لاحقًا في تبادل الأسرى، أو لمكاسب تفاوضية معقدة، سواء لصالح إيران أو لصالح حلفائها في فلسطين ولبنان.
وإذا تأكد بث اعترافات الطيارين صوتًا وصورة، فإن ذلك سيكون بمثابة ضربة استخباراتية كبرى لإسرائيل، وسيجبرها على إعادة النظر في طبيعة المواجهة مع إيران، التي أثبتت قدرتها على التلاعب بالمعلومة، واستخدامها كسلاح يوازي القوة الصاروخية.