بدء التنفيذ من اليوم: لماذا تفرض أمريكا عقوبات على السودان.. وما آثارها؟

مصادر – بيان

تبدأ، اعتبارًا من يوم الجمعة، العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان في دخول حيز التنفيذ، في خطوة تحمل في طياتها أبعادًا سياسية واقتصادية قد تزيد من تفاقم الأوضاع المتدهورة في البلاد، وتدفع بها نحو مزيد من العزلة والانكماش.

محتوى العقوبات

وتتضمن العقوبات فرض قيود مشددة على صادرات الشركات الأمريكية إلى السودان، بالإضافة إلى حرمان الخرطوم من الوصول إلى خطوط الائتمان والتسهيلات المالية الحكومية الأمريكية. وبذلك، تُحرم المؤسسات السودانية من أدوات تمويل كانت ضرورية لدعم قطاعات حيوية مثل التجارة، والبنية التحتية، والصحة.

خلفية التصعيد

وجاءت هذه الخطوة بعد اتهامات وجهتها وزارة الخارجية الأمريكية في 22 مايو الماضي للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية خلال مواجهاته مع قوات الدعم السريع في عام 2024، ما اعتبرته واشنطن انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

الرد السوداني لم يتأخر، إذ أصدرت الحكومة بيانًا رسميًا أدانت فيه العقوبات، ووصفتها بأنها “ابتزاز سياسي” مبني على “اتهامات ملفقة”، متهمة الولايات المتحدة بـ”تزييف الحقائق” و”فبركة الأدلة” بما يخدم أجندات خارجية.

تشكيل لجنة وطنية للتحقيق

وفي محاولة للرد على الاتهامات وتخفيف تداعيات العقوبات، أعلن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في المزاعم الأمريكية. وتضم اللجنة ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع وجهاز المخابرات، وتهدف إلى تقديم ردود فنية وقانونية تبرئ ساحة السودان وتدحض ما وصفته الحكومة بـ”الافتراءات السياسية”.

تداعيات محتملة

يرى مراقبون أن تنفيذ العقوبات سيفاقم من عزلة السودان عن النظام المالي العالمي، ويُعقّد من فرص جذب الاستثمارات أو الحصول على مساعدات دولية، في وقت تواجه فيه البلاد حربًا أهلية مستمرة، وانهيارًا في الخدمات الأساسية، وتضخمًا متسارعًا ينهك المواطنين.

ويتوقع خبراء أن تترك العقوبات أثرًا مباشرًا على قيمة الجنيه السوداني، وعلى أسعار السلع الأساسية، ما قد يدفع ملايين المواطنين نحو مزيد من المعاناة، وسط أزمات متفاقمة في الغذاء والدواء والطاقة.

آمال دبلوماسية محدودة

رغم التوتر، لا تزال الخرطوم تأمل في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع واشنطن، في محاولة لتجنب عزلة شبيهة بتلك التي عاشتها البلاد خلال العقود الماضية، عندما أدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ومع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن مسار التصعيد قد يطول، خصوصًا في ظل غياب حل سياسي واضح للحرب الداخلية، وعدم استقرار المشهد السياسي أو وضوح هوية السلطة القادمة في البلاد.

طالع المزيد:

منظمة الهجرة الدولية تشكر جهود مصر في علاج مصابي فلسطين وغزة والمرضى السودانيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى