منذر رياحنه يوقظ شخصية يوسف بن تاشفين في “سيوف العرب”
كتب: إسلام فليفل.
في زمنٍ تعج فيه الشاشات بالأعمال المتشابهة، يطلّ علينا الفنان منذر رياحنه مجسدًا شخصية القائد الإسلامي يوسف بن تاشفين في مسلسل سيوف العرب، ليقدّم أداءً استثنائيًا، يُعيد الاعتبار للدراما التاريخية كفن حيّ، نابض بالشخصيات، والمواقف، والنبض الإنساني.
منذ اللحظات الأولى لظهوره، استطاع رياحنة أن يفرض حضورًا طاغيًا، متقمصًا شخصية يوسف بن تاشفين لا كمجرّد “دور تمثيلي”، بل ككائنٍ من لحم ودم، يحمل على كتفيه ثقل القيادة، وحرارة الإيمان، وصراع النفس بين الحزم والرحمة.
الحدث الأكبر، واللحظة المفصلية، في الحلقة الخامسة، التي يمكن وصفها بدون تردد بأنها أقوى حلقات المسلسل حتى الآن بنظرة عين، بحركة جسد، بصمت طويل يسبق جملة مدروسة، نقل لنا، وارتقى إلى مستوى البطولة حيناً، والصارخة حيناً آخر. ففيها تجاوز منذر الأداء التقليدي ..
الإخراج الذكي في هذه الحلقة، والإضاءة المدروسة، والمونتاج المتقن، كلها ساهمت في إبراز أداء رياحنه، لكنها لم تكن لتصنع تلك العظمة لولا حضوره الثقيل، وفهمه العميق لطبيعة الشخصية التي يجسّدها.
مشاهد مواجهة البحر ، ومشهد الحسم، ومشهد التردد الإنساني قبل اتخاذ القرار… كلها تحوّلت إلى أيقونات درامية بفضل الحسّ العالي الذي تعامل به رياحنه مع كل تفصيلة. لم يكن يوسف بن تاشفين مجرد “بطل” في نظر المشاهد، بل إنسانًا حقيقياً عاش وتردد وقرر، ثم كتب اسمه في التاريخ… تماماً كما كتب منذر اسمه في سجل الإبداع الفني العربي من خلال هذه الشخصية.
في زمن تتراجع فيه الدراما التاريخية عن إنتاج شخصيات تُلهِم وتُحفّز، يأتي سيوف العرب ليقدّم لنا عملًا يتقاطع فيه الفن مع التاريخ، سيوف العرب من اخراج سامر جبر و انتاج المؤسسه القطرية للاعلام و بطولة سلوم حداد و جمال سليمان و باسم ياخور و نخبه من نجوم الوطن العربي
