أحمد مرتضى منصور يكشف الكواليس: من عاشور وزيزو إلى “سوشيال ميديا الزمالك”

كتبت: هدى الفقى

في حوار إعلامى صريح ومطوّل، تحدث أحمد مرتضى منصور، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك السابق، عن كواليس المرحلة الأخيرة داخل القلعة البيضاء، كاشفًا مواقف غير معلنة بشأن ملف احتراف زيزو، واستقالته المفاجئة، والفروق الجوهرية بين جمهور الأهلي والزمالك.
كما تناول بالتحليل واقع “سوشيال ميديا الزمالك”، وتأثيرها السلبي على قرارات الإدارة، إلى جانب موقفه من انتقال اللاعبين بين قطبي الكرة المصرية، ووجه رسالة واضحة إلى جماهير ناديه.

وفيما يلي أبرز ما قاله أحمد مرتضى منصور…

الغياب عن المشهد العام

أحمد مرتضى منصور أوضح أنه ابتعد حاليًا عن العمل العام والرياضي، مفضلًا التركيز على مهنة المحاماة التي يرى أنها لم تأخذ حقها من قبل، مؤكدًا أنها تستحق جهده الكامل في هذه المرحلة، مشددا على أن نادي الزمالك لا يزال في قلبه، موضحًا أن انتماءه للنادي ليس مرتبطًا بمناصب بل هو انتماء وجداني منذ الطفولة.

وكشف منصور أن دخوله لمجلس إدارة الزمالك لم يكن بترشيح من والده المستشار مرتضى منصور، بل تم تعيينه في البداية بترشيح من الوزير طاهر أبو زيد ضمن مجلس د. كمال درويش، ثم فاز بالانتخابات لاحقًا بأحد أعلى الأصوات.

موقفه من دخول النادي حاليًا

وأكد عضو مجلس الزمالك السابق أنه ليس ممنوعًا من دخول نادي الزمالك، لكنه يفضل الابتعاد حتى لا تحدث احتكاكات، خصوصًا أنه عمل سابقًا مع أغلب العاملين الحاليين بالنادي، ويؤمن باحترام النفس وترك الفرصة لغيره.

وأوضح أنه يفكر بالعودة للانتخابات، لكن لا يرى أن منصب “عضو مجلس إدارة” يناسبه حاليًا. يرى نفسه مؤهلًا لتقديم الأفضل للنادي إذا تولّى منصبًا أعلى، ربما كرئيس للنادي.

واستعرض منصور عددًا من الملفات التي أدارها بنجاح داخل نادي الزمالك، مثل صفقات الإعارة والبيع للاعبين (كهربا، عمر جابر، عبد الشافي)، وتفاوضه المباشر مع شركات الرعاية مثل بريزنتيشن.

وأشار إلى تحقيقه أكثر من 14 بطولة في عام واحد في الألعاب الأخرى، إلى جانب البطولات في كرة القدم، خلال فترة امتدت لـ10 سنوات.

 صفقة عبد الله السعيد

وأوضح أحمد مرتضى منصور أن اللاعب عبد الله السعيد وقّع بالفعل للزمالك، لكن النادي الأهلي دخل بقوة لحسم الصفقة بدعم من المستشار تركي آل الشيخ، ما أدى إلى عدم اكتمالها، مؤكدًا أن الأهلي يمتلك نفوذًا كبيرًا في المنظومة الرياضية والإعلامية.

وأضاف منصور أن صفقة عبد الله السعيد كانت قانونية، وتم دفع 4 مليون دولار “كاش وأدفانس”، وأن الصفقة جاءت ردًا على محاولة الأهلي التعاقد مع أحمد الشناوي.

وأكد على أنه اجه أزمة حجز على النادي أثناء إتمام الصفقة، ما دفعهم لتأجيل الدفع حتى انتهاء التفتيش، مؤكدًا أنهم التزموا بالقانون

عبد الله السعيد
عبد الله السعيد

فلسفته في التفاوض وأصعب صفقة

وكشف منصور عن قدرته على التفاوض لصالح الزمالك وتحقيق عوائد مالية كبيرة من صفقات الإعارة والبيع، ورفضه لفكرة “ابن النادي” في الاحتراف، معتبرًا أن كرة القدم في النهاية “أكل عيش” والمصالح هي من تحكم.

واعتبر أن تجديد عقد اللاعب طارق حامد كان الأصعب، حيث استمر في النادي حتى ساعات الفجر لمتابعة توقيع العقد، في ظل ظروف مادية وإدارية صعبة.

 مواقف لم يخبر بها والده

وكشف عضو مجلس الزمالك السابق عن مواقف لم يخبر بها والده، مثل أنه دعم النادي ماديًا من ماله الخاص في بداية عمله دون أن يخبر والده المستشار مرتضى منصور، وأنه صرف على فرق الناشئين وألعاب الصالات لتسهيل مشاركتهم في البطولات، رافضا الادعاءات بأن بعض الأشخاص “دفعوا للنادي”، مؤكدًا أن ما تم دفعه كان مقابل خدمات، وليس تبرعًا أو منحة.

وشدد منصور على أن الاستقلالية المادية للنادي تحميه من أي تدخل في قراراته، قائلاً: “اللي بيدفعلك بيتحكم فيك”.

 كواليس الإدارة والمعاناة

وصف منصور تجربته الإدارية بأنها كانت مليئة بالضغوط والمواجهات اليومية مع صفحات مأجورة وخصوم داخل النادي.

كما كشف عن أن بعض أعضاء مجلس الإدارة كانوا يفضلون إفشال الإدارة الحالية حتى “تولع الدنيا” ويصلوا هم لمناصب لاحقًا.

وقال إنه قدم استقالته طواعية بعد أسبوع واحد فقط من رئاسته للنادي لأنه لم يرغب أن يكون مجرد “ابن مرتضى”، بل أن يُحكم عليه كأحمد مرتضى بقراراته المستقلة.

الانتقادات والدعوة للمصالحة

وانتقد منصور بعض التصريحات الهجومية على الإدارات السابقة، داعيًا إلى الاعتراف بفضل من سبق وذكر رموز الرياضة مثل صالح سليم، حسن حمدي، مرتجي، كمال درويش وغيرهم، مشيرا إلى أنه حاول مرارًا الصلح مع ممدوح عباس، ولكن الطرف الآخر لم يكن يرغب حتى في استلام مستحقاته المالية، وكان هدفه فقط “يمشيك”.

رؤية في الإدارة الرياضية

وعن رؤيته للإدارة الرياضية، أوضح عضو مجلس الزمالك السابق أن النجاح في الإدارة يتطلب:

استخدام العلم والخبرة.

البُعد عن المجاملات.

توفير الإمكانات للكوادر.

كما عبّر عن ثقته في جون إدوارد كمدير رياضي، وقال إن نجاحه مرهون بدعمه من داخل النادي.

مقارنة بين الأهلي والزمالك

وواصل منصور قائلا إن الأهلي كان نموذجًا ناجحًا وتعلم منه، رافضًا “عقدة الأهلي”، مؤكدًا أن العبرة ليست في التقليد بل الاستفادة من التجارب الناجحة.

وانتقد الفوضى في إدارة تعاقدات اللاعبين في الزمالك، مشيرًا إلى أزمة بين “الأغنياء والفقراء” داخل الفريق، مستشهدًا بما قاله له حازم إمام الصغير.

وتحفظ على أداء بعض أفراد لجنة التخطيط، معتبرًا أن بعضهم يعتمد على “البروباجندا” دون إنتاج فعلي، مؤكدا أنه ينتظر نتائج التجربة الجديدة للحكم على نجاحها، خاصة بعد التعاقد مع جون إدوارد.

 المصالحة مع الأهلي

رحّب منصور بفكرة مصالحة وجها لوجه بين محمود الخطيب ومرتضى منصور، مشيرًا إلى العلاقات الإنسانية القديمة بين العائلتين، بما فيها حضور الخطيب لحفل زفافه ووجود علاقات تعليمية وأسرية بينهم.

  أحمد مرتضى منصور
أحمد مرتضى منصور

  يتحدث عن نفسه

وفى سياق حديث أحمد مرتضى منصور عن نفسه، فقد وصف نفسه بأنه طيب لكنه عصبي مثل والده، لكنه قادر على ضبط أعصابه.

وقال إن طموحه أن يُحكم عليه كشخص مستقل وليس كـ”نسخة مكررة” من أحد.

الجهاز الإداري الجديد

وقال أحمد مرتضى منصور إنه لا يمكن الحكم حاليًا على الجهاز الإداري الجديد أو الأفكار التنظيمية التي يتم طرحها، لأن المسؤول المعني ما زال حديث التعيين.

وأكد أنه يعرفه من خلال عمله سابقًا مع جيسوالدو فيريرا، وأنه كان وكيلًا للاعبين مثل علي معلول، وأزارو، وجونيور أجايي، موضحًا: “أنا فاكر الفترة دي كويس.. هم ناس بيشتغلوا، مش نصابين”.

وأوضح مرتضى أنه لا ينكر نجاح منظومة النادي الأهلي، مضيفًا: “الأهلي فريق ناجح، ومفيش حد يشك في كده”.

لكنه في نفس الوقت عبّر عن غيرته كزملكاوي، قائلًا: “طبيعي إني مش عايز للأهلي الخير أوي.. بس مش بقطع وخلاص”.

ورفض فكرة السخرية العلنية من الأهلي: “التقطيع في العلن شيء خطير.. ممكن يؤدي إلى فتنة.. سيب الجمهور يهرّج مع بعضه، لكن أنا مش من النوع اللي يهاجم على الهوا”.

عن انتقال زيزو للأهلي

وكشف منصور أنه تلقى عرضًا من أحد الأندية السعودية لضم أحمد سيد زيزو مقابل 6 ملايين دولار قبل رحيله من مجلس الإدارة، مضيفًا: “قلت لهم لو وصل العرض لـ10 مليون دولار أوافق، وبعض الناس وافقوا”.

وواصل: “أنا مش عندي عقدة نفسية.. اللي يجيب فلوس يروح، وأنا قادر أجيب اللي أحسن منه.. اللي بيكسب بطولات مش لاعب واحد، لازم ستة أو سبعة شايلين الفريق”.

زيزو
زيزو

ثقافة الجمهور بين الأهلي والزمالك

وفى سياق حديثه عن جمهور قطبى الكرة المصرية، قال أحمد مرتضى إن جمهور الأهلي لا يضع لاعبًا فوق النادي، بعكس جمهور الزمالك الذي يقدس بعض الأسماء ويضغط على الإدارة: “أنت في الزمالك لو خدت قرار ضد لعيب، يطلعوا يهاجموك عالسوشيال ميديا ويصورا له حلقات”.

واستكمل: “أنا كنت بخسر 20 مليون جنيه بس علشان الجمهور كان بيضغط عليا أجدد للاعب معين”.

تجربته الشخصية في الاستقالة

وروى منصور موقف استقالته قائلًا: “حسيت إن في قصة بتتعمل.. دخلت الحمام كلمت والدي وقلت له في حاجة بتحصل.. أنا همشي”.

وأكد أنه لا يحمل أي مصالح حالية داخل النادي: “أنا مش شغال دلوقتي.. اللي بيقولوا لي خش المكنة، بخش أشتغل.. مشيت خلاص”.

بيع إمام عاشور

وشدد منصور على أنه كان أول من وافق على بيع إمام عاشور، مؤكدًا أن القرار كان صائبًا وقتها، وأضاف: “لو كان جاب أقل من كده كنت بعته.. إحنا مش هنهرج”.

إمام عاشور
إمام عاشور

وانتقد من خافوا من بيع زيزو لاحقًا، مؤكدًا أن الوضع المالي للنادي كان متدهورًا وقتها، وقال: “ممدوح عباس حجز على فلوس النادي كلها.. وأنا قلت لهم حتى لو هنبيع الأرض، المهم نلاقي فلوس”.

عن جمهور السوشيال ميديا

ووصف منصور جمهور السوشيال ميديا بأنه مختلف عن جمهور المدرج: “معظمهم عيال.. ماينفعش تدير نادي على مزاجهم”.

وأخيرا وجه أحمد مرتضى منصور رسالة قال فيها: “طالما بتثق في الإدارة، لازم تبقى في ضهرها.. أنا خدت لك كل سنة بطولتين تلاتة، كنت بتقعد 10 سنين ما تفرحش”.

طالع المزيد:

مجلس إدارة الزمالك يقرر اتخاذ إجراءات قانونية ضد مرتضى منصور

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى