مصادر سورية تؤكد: نجري محادثات مع إسرائيل

كتب: أشرف التهامي

دمشق وتل أبيب تستكشفان المحادثات غير المباشرة، والشرع يدفع باتجاه الانسحاب الإسرائيلي بينما تسعى البلاد إلى ضمانات أمنية واتفاقية منطقة عازلة معدلة.

اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا

تواصلت نقاشات اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا في وسائل الإعلام العربية يوم السبت. ونشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، الصادرة في لندن، مقالاً بعنوان: “هل سوريا مستعدة للسلام مع إسرائيل؟”. وأفادت مصادر مقربة من حكومة دمشق للصحيفة بأن مفاوضات غير مباشرة جارية بدعم إقليمي ودولي، وهو ما أقر به الرئيس السوري أحمد الشرع سابقًا.

تطالب سوريا بوقف الهجمات والتوغلات الإسرائيلية في أراضيها، وتسعى للعودة إلى اتفاقية فك الارتباط لعام ١٩٧٤. وتهدف إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة جديدة، ومن المرجح التوصل إلى اتفاق أمني، مما يمهد الطريق لسلام شامل في المستقبل.

تعتمد دمشق على الوساطة العربية للحفاظ على سيادتها

استبعدت المصادر التوصل إلى اتفاق دائم فوري، لكنها تركت مجالًا لإطار عمل يُفضي إلى اتفاقيات دائمة أو على غرار اتفاقيات إبراهام. ووصفت العملية بأنها تتطور بسرعة، حيث تعتمد دمشق على الوساطة العربية للحفاظ على سيادتها، وتأمل أن يُجبر الضغط الغربي إسرائيل على “وقف الهجمات”.

يرغب الشرع بشدة في التوصل إلى اتفاق، لكنه يشترط انسحابًا إسرائيليًا سريعًا من مواقع داخل سوريا، وهو مطلب تعارضه تل أبيب. وتشير التقارير إلى أن المحادثات تبحث تأجيل الانسحابات أو تخفيفها. وتشير مصادر مطلعة إلى أن سوريا تدفع نحو تسوية أكثر إلحاحًا من إسرائيل.

نصّ الاتفاق الذي أشارت إليه سوريا على خطوط وقف إطلاق النار ومنطقة عازلة خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك) بعد حرب أكتوبر المجيد عام ١٩٧٣.

انسحبت إسرائيل من المرتفعات السورية، وقمم جبل الشيخ، والمناطق القريبة من القنيطرة. واستمرّ الاتفاق حتى ديسمبر ٢٠٢٣، عندما دخلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة العازلة بعد سقوط نظام بشار الأسد.

في ظل حكم الشرع، تغيرت ديناميكية الحدود

إذ تعمل إسرائيل الآن في مناطق كانت منزوعة السلاح سابقًا، وتطالب بنزع السلاح الكامل جنوب دمشق. هذا الشهر، أفاد موقع “آرام نيوز” الإماراتي أن مديرية الأمن العام السورية تستعد لنشر قوات في جنوب سوريا لأول مرة منذ الإطاحة بالأسد، ويُزعم أن ذلك بموافقة إسرائيلية وضغط أمريكي.

 

المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس بيرك مع الشرع
المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس بيرك مع الشرع

كما أُبلغ عن حوادث حديثة بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وسكان المنطقة العازلة. وأكدت قناة الميادين اللبنانية أن سكان منطقة السيدة (الجولان) السورية “يرفضون المساعدات الإسرائيلية”.

وأكد الشرع خلال مؤتمر صحفي عُقد في مايو/أيار في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجود محادثات غير مباشرة، واصفًا إياها بـ”المفاوضات لتهدئة التوترات ومنع فقدان السيطرة”. وشدد على أن سوريا لا تُهدد أي دولة في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.

وصرح الباحث السياسي السوري وائل العجي لصحيفة “الشرق الأوسط”: “السلام الشامل مع إسرائيل سابق لأوانه. لدى الحكومة السورية الجديدة أولويات أكثر إلحاحًا”. وأشار إلى الإرهاق العام من الحروب و”الاستغلال الساخر” للقضية الفلسطينية من قبل الأنظمة السابقة، مشيرًا إلى أن دمشق تسعى إلى “تحسين الظروف المعيشية والسلم الأهلي والوحدة الوطنية – لا الصراعات”.

وأضاف العجي أن “القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة تُحدد بوضوح حقوق سوريا وسيادتها الإقليمية”، واصفًا السبل القانونية بأنها “الخيار الأفضل والأسلم والأرخص”.

“قطار اتفاقات إبراهام يسير بخطى سريعة”

كما ألمح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي إلى إعلانات وشيكة عن انضمام المزيد من الموقعين على اتفاقات إبراهام.

وذكرت قناة إم تي في اللبنانية أن توماس بيرك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، حثّ بيروت خلال اجتماعات على “الانضمام إلى التيار الدولي”، مشيرًا إلى أن “قطار اتفاقات إبراهام يسير بخطى سريعة، لا سيما في سوريا التي انفتحت سريعًا على الحلول”.

 طالع المزيد:

“داعش” يعيد تنشيط مقاتليه ويتطلع للعودة إلى سوريا والعراق 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى