عبد الغني: غزة تواجه إبادة ممنهجة.. وإسرائيل تستهدف الجوعى والمحتاجين | فيديو

كتب: على السيد
حذّر الكاتب الصحفي عاطف عبد الغني من خطورة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يحدث هناك هو “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”، وسط صمت دولي وتواطؤ غربي، على حد وصفه.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “مباشر من مصر” الذي تقدمه الإعلامية آيتن الموجي على شاشة الفضائية المصرية، حيث أشار عبد الغني إلى أن وقف تدفق المساعدات منذ مارس الماضي فاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، مضيفًا: “لولا القليل الذي يدخل عبر المعابر، لغابت كل مقومات الحياة تمامًا في غزة”.
أفخاخ بدل المساعدات
واستنكر عبد الغني ما وصفه بـ”الأفخاخ الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن أماكن توزيع المساعدات تحوّلت إلى أهداف للقصف، بعدما أُقصيت وكالة الأونروا من المشهد.
وأوضح أن إسرائيل تعمّدت طرد الوكالة الأممية من الأراضي المحتلة، رغم كونها الذراع الأساسية في تقديم الإغاثة للفلسطينيين، مشددًا على أن البدائل التي طرحتها إسرائيل كانت “شركات أمريكية تتولى تنظيم المساعدات لتصبح فخاخًا للمدنيين الجائعين”.
التطهير العرقي هدف معلن
وأكد عبد الغني أن ما يجري في غزة يتجاوز نطاق الحرب إلى “تطهير عرقي ممنهج”، موضحًا أن إسرائيل تنفذ مخططًا استراتيجيًا لإفراغ القطاع من سكانه تمهيدًا لإقامة “مملكة يهودية عنصرية”، على حد تعبيره.
واعتبر أن الولايات المتحدة تلعب دورًا مركزيًا في هذا السيناريو، وقال: “الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل ليس مجرد سياسة، بل يستند إلى قناعات دينية يمينية متطرفة ترى في إقامة هذه المملكة اليهودية تمهيدًا لعودة المسيح”، مضيفًا: “هذا سرّ من أسرار التواطؤ الأمريكي، ويجب فهمه في سياق عقائدي وسياسي أوسع”.
حرب إعلامية بامتياز
وصف عبد الغني المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل التي استمرت 12 يومًا بأنها “حرب تلفزيونية” أكثر من كونها حربًا ميدانية، مؤكدًا أن إسرائيل تتقن تقديم نفسها للعالم كـ”ضحية”، فيما تواصل ضرب المدنيين بلا هوادة.
وقال: “حين قصفت إيران منشأة في إسرائيل، تحوّل الغرب كله للحديث عن المظلومية، لكن حين تُدمَّر مستشفيات غزة، لا نسمع صوتًا”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستهدف البنية التحتية الصحية بذريعة وجود أنفاق أو أسلحة.
صمت دولي وضغط شعبي محدود
ورغم تزايد المظاهرات في العواصم الغربية والجامعات العالمية ضد العدوان على غزة، إلا أن عبد الغني رأى أن هذه التحركات لا تزال عاجزة عن التأثير في السياسات الرسمية، قائلًا: “الشعوب الغربية بدأت تعي زيف السردية الإسرائيلية، لكن تغيير السياسات الراسخة منذ عقود يتطلب سنوات من الضغط المستمر”.
وأضاف: “إسرائيل تمثّل رأس الحربة الاستعمارية في المنطقة، وتخدم مصالح أوروبا وأمريكا، لذلك فإن التخلي عنها لصالح الفلسطينيين لن يكون سهلًا أو قريبًا”.
غياب أي نية للحل السياسي
وفيما يتعلق بجهود التسوية السياسية، أشار عبد الغني إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن رسميًا أنه لم يتلقَّ أي خطة سياسية تتضمن إقامة دولة فلسطينية، رغم كثرة المبادرات والتصريحات.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تملك أي إرادة للسلام، وأن نتنياهو سيخسر منصبه في اليوم التالي إذا وافق على حل الدولتين، مؤكدًا أن الحديث عن السلام لا يعدو كونه استهلاكًا إعلاميًا.
جدير بالذكر أن رئيس تحرير برنامج “مباشر من مصر” دعء همام، ومن إعداد مها منصور