فى الحر الشديد احذر الإنهاك الحراري وضربة الشمس.. الفرق بينهما وطرق الوقاية

كتب: أحمد السيد
مع تصاعد درجات الحرارة، واشتداد موجات الحر خلال الصيف، تزداد حالات الإجهاد الحراري بين الأفراد من مختلف الفئات العمرية.
ويخلط كثيرون بين حالتين شائعتين وخطيرتين هما: الإنهاك الحراري وضربة الشمس، رغم اختلافهما في الأسباب والحدة وطرق العلاج.
هذا التقرير يسلّط الضوء على الفرق بين الحالتين، ويستعرض أعراض كل منهما، وخطوات التعامل الأولى للوقاية والحماية، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق في العديد من الدول.
أولًا: ما هو الإنهاك الحراري؟
الإنهاك الحراري (Heat Exhaustion) هو حالة ناجمة عن التعرض لفترات طويلة للحرارة المرتفعة، وغالبًا مع فقدان السوائل والأملاح عبر التعرق المفرط، مما يؤدي إلى اختلال في وظائف الجسم.
الأعراض الشائعة:
-
صداع وإرهاق عام
-
تعرق غزير
-
احمرار الوجه وبرودة الجلد
-
دوخة وغثيان، وقد يصل الأمر إلى الإغماء
ورغم أن الجلد في هذه الحالة يبدو باردًا وليس ساخنًا كما يُعتقد، إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في إمكانية تطور الحالة إلى ضربة شمس إن لم يُتخذ التدخل المناسب.
ما الذي ينبغي فعله؟
-
نقل المصاب فورًا إلى مكان بارد أو مظلل
-
إعطاؤه ماءً باردًا بكميات منتظمة (مع تجنب الكافيين والكحول)
-
استخدام كمادات باردة على الرقبة والجبهة وتحت الإبطين
-
الراحة التامة حتى زوال الأعراض
-
التوجه إلى الطبيب إذا تفاقمت الحالة أو لم تتحسن خلال ساعة
ثانيًا: ما هي ضربة الشمس؟
ضربة الشمس (Heatstroke) هي الحالة الأخطر ضمن طيف الأمراض المرتبطة بالحرارة، وتحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل سريع (أكثر من 40.5 درجة مئوية) ويعجز عن تبريد نفسه بسبب توقف التعرق. قد تكون مميتة إذا لم تُعالج فورًا.
أعراض ضربة الشمس:
-
ارتفاع شديد في حرارة الجسم
-
توقف التعرق تمامًا رغم شدة الحرارة
-
اضطراب في الوعي وارتباك أو فقدان للوعي
-
صداع حاد، وتشنجات، وتسارع ضربات القلب
-
قيء، إسهال، انخفاض في ضغط الدم
عوامل الخطر:
-
ممارسة أنشطة بدنية شاقة تحت الشمس
-
البقاء في بيئات مغلقة سيئة التهوية أثناء موجات الحر
-
عدم شرب الماء بكمية كافية
-
الفئات الأكثر عرضة: الأطفال، كبار السن، المصابون بأمراض مزمنة
كيفية التصرف:
-
الاتصال الفوري بخدمة الطوارئ
-
نقل المصاب إلى بيئة باردة أو مظللة
-
تبريد الجسم باستخدام حمام بارد أو منشفة مبللة
-
خلع الملابس الزائدة
-
إذا كان المصاب فاقدًا للوعي لكنه يتنفس: ضعْه في وضع أمان جانبي حتى تصل المساعدة
-
إذا كان لا يتنفس: يجب البدء فورًا بإنعاش القلب والرئتين
ثالثًا: خطوات الوقاية في فترات الحر الشديد
للوقاية من هاتين الحالتين الخطيرتين، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
-
تجنُّب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في منتصف النهار
-
ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون، وقبعة لحماية الرأس
-
شرب كميات وفيرة من الماء (لا تقل عن لترين يوميًا، وقد تصل إلى 3 لترات في حالات النشاط البدني أو الحرارة الشديدة)
-
تجنب الكحوليات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين
-
الانتباه للعلامات المبكرة مثل الدوخة أو العطش الشديد أو تغير لون الجلد
-
أخذ فترات راحة منتظمة عند العمل أو التمرين في الأجواء الحارة
خاتمة:
في ظل تغيرات المناخ، أصبحت موجات الحر الشديد أكثر تكرارًا وحدة، مما يتطلب وعيًا مجتمعيًا وفرديًا بأعراض الإنهاك الحراري وضربة الشمس، وسبل الوقاية منهما، فالتدخل المبكر والفهم الجيد للعلامات الأولية قد ينقذ الحياة.
وأخيرا لا تتردد في استشارة الطبيب إذا شعرت بأي أعراض غير معتادة خلال الأيام شديدة الحرارة، وتذكّر دائما أن صحتك في الصيف ليست رفاهية، بل مسؤولية.