كتب – ياسين عبد العزيز:

كشفت شهادات عدد من المصابين في حادث التصادم المروع الذي وقع صباح السبت على الطريق الإقليمي، عن تفاصيل مرعبة عاشوها في اللحظات التي سبقت الحادث، حيث اتفقت رواياتهم على أن السرعة الجنونية لسائق الميكروباص كانت السبب الرئيسي في هذه الكارثة التي أودت بحياة عدد من الركاب، وأصابت آخرين بإصابات متفاوتة، ونُقل المصابون إلى مستشفى الباجور في محافظة المنوفية لتلقي العلاج، وسط حالة من الحزن والغضب بين الأهالي وذوي الضحايا.

مصرع وإصابة 16 شخص في حادث تصادم مروع على الطريق الإقليمي بمنشأة القناطر

قال الطفل مصطفى مهند، أحد المصابين في الحادث، إنه كان يستقل سيارة ميكروباص متجهة نحو مدينة السادات، مشيرًا إلى أنه شعر بالنعاس فور صعوده إلى السيارة، ولم يستفق إلا على صوت التصادم العنيف، حيث اصطدمت السيارة بأخرى على الطريق، وروى أنه سمع بعض الركاب قبل الحادث بلحظات يصرخون محذرين السائق من السرعة الزائدة قائلين: “هدي السرعة”، إلا أن السائق تجاهل النداءات واستمر في القيادة بسرعته الجنونية.

في السياق ذاته، أكد عادل فتحي، أحد الناجين من الحادث، أن سائق الميكروباص كان يقود بسرعة كبيرة، مما أدى إلى اصطدامه بسيارة أخرى من الخلف، لافتا إلى أنه لم يشعر بشيء بعد الحادث، إذ فقد وعيه ليجد نفسه في المستشفى.

وقال فتحي إن الركاب حاولوا أكثر من مرة التنبيه على السائق بسبب سرعته الزائدة، لكن دون جدوى، مشيراً إلى أن كل الركاب كانوا غرباء عن بعضهم، حيث ينتمون إلى قرى ومراكز مختلفة، وأنه كان في طريقه إلى سيارته المحملة بالخضراوات عند وقوع الحادث.

أما عبد الله سامي، وهو مصاب آخر، فقد أوضح أن السائق لم يكتفِ بالسرعة الزائدة، بل حاول تجاوز شاحنتين على الطريق بطريقة متهورة، ما أدى إلى انقلاب الميكروباص ووقوع الكارثة.

وصرّح قائلاً: “أغلب اللي كانوا معايا ماتوا، والسواق كان مركّب زيادة في العربية”، في إشارة إلى أن المركبة كانت محمّلة بعدد أكبر من المسموح به من الركاب، وهو ما فاقم من عدد الإصابات والوفيات.

وأضاف سامي أنه أصيب بخلع في الكتف بسبب الحادث، محملاً السائقين المتهورين المسؤولية الكاملة عما يحدث على الطرق من حوادث مأساوية بسبب تجاوزاتهم المفرطة للقواعد المرورية.

وكانت غرفة عمليات النجدة قد تلقت بلاغاً من المواطنين بوقوع حادث تصادم على الطريق الإقليمي، في الاتجاه المؤدي إلى طريق الإسكندرية الصحراوي، وفور ورود البلاغ انتقلت فرق الإسعاف بسرعة إلى موقع الحادث، حيث تبين من الفحص وقوع تصادم عنيف بين سيارتي ميكروباص، ما أسفر عن عدد من الوفيات والمصابين.

وجرى نقل الضحايا إلى مستشفى الباجور لتقديم الإسعافات اللازمة، فيما بدأت الجهات المختصة برفع حطام الحادث وإعادة حركة المرور إلى طبيعتها، مع فتح تحقيق موسع لمعرفة ملابسات الواقعة وتحديد المسؤوليات بدقة.