بعد أكثر من قرن.. عودة السباحة إلى نهر السين الفرنسي

كتب – ياسين عبد العزيز:

أعادت فرنسا فتح نهر السين للسباحة العامة، بعد انقطاع دام 102 عام، في خطوة تاريخية طال انتظارها، جاءت كثمرة لجهود مضنية ومشروع بيئي ضخم أطلقته السلطات استعدادًا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس.

غرق 3 شباب أثناء السباحة وإنقاذ آخر في شاطئ سوانى جابر

وبدأ المواطنون في العاصمة الفرنسية بالتوافد إلى ضفاف النهر ابتداءً من اليوم السبت، للاستمتاع بتجربة السباحة في مياهه، بعد عقود من التلوث والإغلاق، حيث سيتمكن أكثر من ألف شخص يوميًا من السباحة في ثلاثة مواقع مخصصة حتى نهاية أغسطس المقبل، وسط إجراءات صارمة للحفاظ على جودة المياه وسلامة الزوار.

شهد نهر السين طيلة عقود ماضية إغلاقًا تامًا أمام السباحة العامة، بسبب تدهور حالته البيئية وتراكم المخلفات الصناعية والمياه الملوثة، ما جعله غير صالح لأي استخدام ترفيهي أو رياضي، غير أن العزم الفرنسي على استعادة الوجه الحضاري للنهر، لا سيما مع اقتراب الأولمبياد، دفع بالسلطات إلى تنفيذ خطة تنظيف ومعالجة بيئية غير مسبوقة، شملت ربط عشرات الآلاف من المنازل بشبكة الصرف الصحي، وإنشاء منشآت متطورة لمعالجة المياه، إضافة إلى بناء خزانات ضخمة لتخزين مياه الأمطار وتجنب تسربها إلى مجرى النهر خلال فترات العواصف.

أكد بيير رابادان، نائب عمدة باريس لشؤون نهر السين، أن هذه الخطوة تمثل انتصارًا كبيرًا للمشروع البيئي الشامل الذي راهن عليه كثيرون، رغم الشكوك التي أثيرت حول إمكانية تحقيقه، مشيرًا إلى أن الجهود المضنية أثمرت أخيرًا، وتم الوفاء بجميع الالتزامات التي قطعتها المدينة على نفسها منذ انطلاق المشروع.

واعتبر رابادان أن السباحة في نهر السين باتت اليوم تجربة آمنة، بفضل التحاليل اليومية التي تُجرى لمياه النهر، والتي تحدد إمكانية السباحة عبر نظام أعلام مشابه لذلك المستخدم على الشواطئ، حيث تشير الأعلام الخضراء إلى السماح بالسباحة، فيما تعني الحمراء حظرها مؤقتًا.

ورغم التحديات التي واجهها المشروع، خاصة الأمطار الغزيرة التي أثرت في بعض الفعاليات الأولمبية، مثل تدريب الرياضيين وسباقات الترياتلون، فقد نجحت باريس في إقامة هذه المنافسات فعليًا داخل النهر، ما شكل رسالة طمأنة قوية للجمهور بشأن سلامة المياه وصلاحيتها للأنشطة الرياضية والترفيهية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى