من خلال طاقم تنظيف.. هكذا خططت حماس لاختراق الوحدة 8200 الإسرائيلية

كتب: أشرف التهامي
كشفت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مؤخرا عن خطة مدروسة أعدتها عناصر حركة حماس لاختراق إحدى القواعد التابعة للوحدة 8200 عبر عقد لخدمات التنظيف الروتينية، حسب ما نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” اليوم الثلاثاء.
وأوضحت الصحيفة أن فريقا من القوات الإسرائيلية في غزة عثر على أدلة تشير إلى محاولة محسوبة من جانب حماس للتسلل إلى وحدة الاستخبارات الأكثر نخبوية في إسرائيل، وذلك عبر عقد روتيني لتقديم خدمات التنظيف، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إجراء تغييرات فورية في بروتوكولات الأمن.
مناقصة عبر الإنترنت
وجاءت محاولة حماس لاختراق الوحدة بعد نشر مناقصة عبر الإنترنت لخدمات التنظيف في أحد مرافق الوحدة 8200.
وقد كشفت مواد استخباراتية فنية تم ضبطها في غزة خلال عمليات لاحقة للجيش الإسرائيلي أن حماس كانت على علم بهذه المناقصة، ورأت فيها فرصة محتملة للوصول إلى منشأة تابعة للوحدة، وفق الصحيفة.
وأفادت “يسرائيل هيوم” بأنه وعلى إثر ذلك تم تجميد المناقصة فورا، وأصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي تعليمات بتشديد البروتوكولات المتعلقة بنشر الإعلانات والمعلومات العسكرية على منصات الإنترنت العامة.
وتعتبر الوحدة 8200 -التي تشبه وكالة الأمن القومي الأميركية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)- الذراع الاستخباراتية الإسرائيلية النخبوية، وقد أشادت إسرائيل بنجاحاتها الكبرى في الحرب.
وسبق أن نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” في منتصف مارس 2024 أن قوات الجيش في غزة عثرت على خوادم أنشاتها حماس تحت الأرض وأجهزة الحاسوب المتصلة بها، ليتكشف للجيش المدى الحقيقي لقدرات الحركة في مجال الاستخبارات.
وأضافت الصحيفة حينها أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بنجاح حماس في اختراق بعض الكاميرات الأمنية المدنية الإسرائيلية لجمع المعلومات، واعترف بأنه تم الإبلاغ عن ذلك دون أن تجري معالجته بالسرعة اللازمة.
وأواخر العام الماضي، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن ضباط استخبارات إسرائيليين سابقين أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد “أسوأ أزمة” في تاريخها بعد الفشل الإسرائيلي حيال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، فإن الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.
جاء ذلك عقب إبلاغ قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 اللواء يوسي شارييل رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يومها استقالته من منصبه في أيلول الماضي على خلفية إخفاق الوحدة في تقديم إنذار مبكر عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الوحدة 8200 الإسرائيلية
وتأخذ الوحدة 8200 على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات إلى الجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.
تفاصيل التحقيق الأولي
كشف مراسل إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل التحقيق الأولي حول حادث العبوات الناسفة وكمين إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي في بيت حانون، حيث سقط 5 جنود.
وقع الحدث في إطار عملية عسكرية مزدوجة الكتائب ينفذها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة، وهي البلدة الغزية المقابلة لمدينة سديروت، والتي تم احتلالها وإعادة احتلالها مرارًا خلال الحرب. وقد نفذ الجيش الإسرائيلي فيها عمليات عدة بمشاركة قوات كبيرة.
مساء السبت، بدأت هناك هجمة جديدة بقيادة اللواء الشمالي ولواء الاحتياط 646. هدف العملية: الهجوم وتطهير المنطقة من المسلحين، بعدما كانت بيت حانون محاصرة بالكامل من جميع الجهات.
بدأت الحادثة قرابة الساعة 22:00 ليلًا، حين عبرت وحدة من كتيبة “نتساح يهودا” (الكتيبة الدينية الأولى في الجيش الإسرائيلي) أحد المحاور سيرًا على الأقدام ضمن الهجوم.
تم تفجير عبوتين ناسفتين زُرعتا على هذا المحور، واحدة تلو الأخرى، ضد القوة الراجلة من الكتيبة. وذكر الجيش أن المنطقة كانت قد تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهجمات جوية مكثفة ضمن عمليات “التمهيد” قبل الهجوم البري.
ورغم ذلك، انفجرت العبوتان بدقة أثناء مرور القوة، ويُرجّح أنهما تم تفجيرهما عن بُعد ضمن كمين مُخطط له.
أثناء محاولة إجلاء المصابين جراء التفجير، أطلق مسلحون النار من كمين آخر باتجاه قوات الإنقاذ، ما أدى إلى وقوع إصابات إضافية بين الجنود، وتحولت عملية الإخلاء إلى مهمة معقدة وطويلة. وقد تم استدعاء قوات إنقاذ إضافية إلى الموقع لإجلاء جميع المصابين.
يُعد كمين إطلاق النار بعد تفجير العبوات من الأساليب المتكررة التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، حيث قامت عناصر من حماس بزرع عبوات ناسفة واستهداف القوات الإسرائيلية لاحقًا بإطلاق النار. وقد تصرف المسلحون بنفس الطريقة في حوادث سابقة.
في المجمل، أسفرت الحادثة عن مقتل خمسة جنود، معظمهم من كتيبة نتساح يهودا، بالإضافة إلى إصابة 14 جنديًا: اثنان بجروح خطيرة، ستة بجروح متوسطة، وستة بجروح طفيفة، وقد نُقل جميع المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
تصريحات أبو عبيدة
وجاءت تصريحات أبو عبيدة “الناطق العسكري باسم كتائب القسام” بعد العملية كالتالى:
عملية بيت حانون المركّبة هي ضربة إضافية سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل، ووحداته الأكثر إجرامًا، في ميدان ظنّه الاحتلال آمنًا بعدما لم يُبقِ فيه حجرًا على حجر.”
“إن معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو، من شمال القطاع إلى جنوبه، ستكبّده يوميًا خسائر إضافية. وإن كان قد نجح مؤخرًا في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فربما سيفشل لاحقًا، ليقع مزيدٌ من جنوده في قبضتنا أسرى.”
“إن صمود شعبنا وبسالة مقاومينا الشجعان هما وحدهما من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، وإن القرار الأكثر غباءً الذي قد يتخذه نتنياهو هو الإبقاء على قواته داخل القطاع”.