د. سمير التقى: لقاءات الشرع بالإسرائليين يثير تساؤلات خطيرة حول دور سوريا الإقليمي والمستقبلي

مصادر – بيان

أثارت تسريبات إعلامية إسرائيلية جدلاً واسعًا حول احتمال عقد لقاء قريب بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وبحسب قناة “i24 الإسرائيلية” وموقع “إسرائيل هيوم”، فإن الاجتماع المزمع قد يشهد توقيع اتفاق أمني بين الجانبين، في خطوة قد تمهّد لاتفاق سلام وتطبيع كامل للعلاقات بين دمشق وتل أبيب.

في المقابل، نفت وزارة الإعلام السورية صحة الأنباء عن أي لقاء بين الرئيس الشرع ومسؤولين إسرائيليين، مؤكدة أن ما يجري لا يتجاوز مفاوضات غير مباشرة تتعلق بضبط التوتر على الحدود الجنوبية.

لكن التصريحات التي أدلى بها الدكتور سمير التقي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، لقناة “سكاى نيوز عربية”، أضفت مزيدًا من العمق على هذه التطورات، حيث أشار إلى أن الإسرائيليين يبدون “غِبطة غير مسبوقة” بشأن التقارب مع دمشق، وهي مؤشرات لا تأتي من فراغ، بحسب تعبيره.

وقال التقي إن الاتصالات بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وممثلين سوريين جرت بالفعل في مراحل مختلفة، بما في ذلك خلال زيارات الرئيس الشرع للخليج، كما شهدت العاصمة الأذرية باكو لقاءات مباشرة بوجود تركي، وهو ما يتوافق مع الرغبة التركية في إبقاء هذه القنوات ضمن إطار أمني.

وأضاف التقي أن “إسرائيل تسعى لتسريع هذه العملية لمنع أي تموضع استراتيجي لتركيا داخل سوريا”، مؤكدًا أن الغموض السوري حول هذه اللقاءات قد يثير تساؤلات خطيرة حول موقع سوريا الإقليمي ودورها المستقبلي.

وعن رد الفعل الشعبي، شدد التقي على أن “الصدمة التي خلفتها الحرب الأهلية غيّرت كثيرًا من المزاج السوري”، لكنه حذر من أن قضية السيادة الوطنية، خصوصًا فيما يتعلق بمرتفعات الجولان، ستبقى جوهرية، ولن يقبل السوريون أي حل يتضمن “تنازلات غير واضحة أو غير مؤسَّسة سياسيًا”.

وأشار التقي أيضًا إلى أن رفع اسم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا) من قوائم الإرهاب الأميركية، يمثل جزءًا من صفقة متكاملة تقودها واشنطن تشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل التزامات سورية بمكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار الأمني على الحدود.

وختم التقي بالقول إن هذا التقارب، رغم طبيعته المفاجئة، يعكس توجهاً إقليمياً تقوده دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات نحو إرساء مناخ إقليمي قائم على التنمية والسلام، بدلًا من تأبيد الصراعات الطائفية والعقائدية. ويرى أن تطبيع سوريا ولبنان مع إسرائيل سيكون بمثابة “نقلة إقليمية كبيرة” تمهد لانفراجات أوسع في المنطقة.

طالع المزيد:

الشرع يلتقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي.. ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى