« زواج القاصرات إنتهاك مستمر لحقوق النساء ».. دراسة حالة لـ 3 دول أفريقية
كتب: على طه
أصدرت وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم، الأربعاء، تقريرًا بعنوان: “زواج القاصرات إنتهاك مستمر لحقوق النساء”، دراسة حالة: موريتانيا- نيجيريا – العراق، ورصد التقرير مدى أهميّة وخطورة زواج القاصر، بإعتبارها من الجرائم التي ترتكب في حق المرأة.
وأكد التقرير علي أن زواج القاصرات هو آفه من الآفات المنتشرة في مجتمعاتنا العربية والأفريقية وبالرغم من تناول العديد من المواثيق الدولية والقوانين المحلية تجريم تلك الظاهرة التي تلحق بهؤلاء الفتيات، إلا ان تلك العادات والممارسات الخاطئة مازالت تٌمارس حتي الآن في كثير من الدول حول العالم.
و قد تناول التقرير عدد من المحاور، أهمها:
أولا: الأسباب والدوافع لزواج القاصرات.
أوضح التقرير أن غالبية الأسر تلجأ إلى تزويج بناتها في عمرٍ صغير للتخلص من مسؤولياتهن، او إنصياعا لمنظومة العادات والتقاليد، ومنها من يٌزوج ابنته نتيجة الفقر، حيث يُعد الفقر أحد أهم الأسباب المؤدية إلى زواج القاصرات، فهناك العديد من المناطق الفقيرة يلجأ الآباء فيها إلى تزويج بناتهن، وذلك لعدم القدرة على الإنفاق عليهنّ، وللتخفيف من العبء المالي لفرد من أفراد الأسرة، أو نتيجة الجهل الذي ينتشر بين أولياء الأمور حيث يدفعهم لتزويج بناتهم في سنٍ مبكرة دون إدراك بأنها ما تزال صغيرة، ولن تتمكّن من تحمّل الزواج بكافة تبعاته من مسؤوليّة.
طالع المزيد:
-
«ملتقى الحوار» ينعى الحقوقي الكبير محسن عوض
-
أكاديمية الشرطة تنظم دورات تدريبية للأفارقة في مجالي حقوق الإنسان وحماية حقوق المرأة
وقد يكون لدي الأهل مخاوف اجتماعية، حيث يخشى الوالدان من عدم زواج ابنتهم ودخولها في ما يسمى بالعنوسة، أو الخوف من تعرض فتاتهم لمشكلة لها علاقة بالشرف، ومنهم من يستند في زواج إبنته الي الموروثات الثقافية الخاطئة وعلى وجه التحديد في المناطق الريفيّة هذا النوع من الزواج، حيث يرون أنّه أمرٌ مقبول في أعراف تلك القبائل، وإتمامه خاضع لرغبة أولياء الأمور دون إعارة الاهتمام للفتيات ورغباتهن.
ثانيا: الآثار و النتائج السلبية المترتبة علي زواج القاصرات:
فقد تناول التقرير الآثار السلبيّة النفسيّة والصحيّة والاجتماعيّة لزواج القاصرات، التأثير علي صحة الفتاة حيث تحدث المشاكل الصحية نتيجة عدم تأقلم الرحم مع الحمل: ممّا يؤدي إلى ولادة مبكرة أو زيادة في العمليات القيصرية، ومن هنا ارتفاع نسبة الوفيات وظهور تشوهات في العمود الفقري أو الحوض بسبب الحمل المبكر.
التعرض للعنف لأنه ترتبط الفتيات اللاتي يتزوجن زواجاً مبكراً غالباً برجال أكبر منهن سناً، ممّا يؤدي إلى اختلال توازن القوى في العلاقة بين الزوجين.
أيضا أظهرت العديد من الدراسات أنّ نسبة الطلاق والانفصال تزداد في حالات الزواج المُبكّر.بالإضافة إلي الحرمان من الحقوق الفردية ، فالزواج المبكر ينتهك العديد من الحقوق الفردية الخاصة مثل الحق في التعليم، الحق في الحماية من العنف الجسدي و الحق في العمل.
ثالثا: أمثلة تطبيقية لدول إفريقية تنتشر بها ظاهرة تزويج القاصرات.
سلط التقرير الضوء علي هذه القضية في ثلاث دول إفريقية وهى ( موريتانيا – نيجيريا – العراق ) وأوضح التقرير الأسباب التي أدت لانتشار هذه الظاهرة في تلك الدول، مع عرض حلول و مقترحات وأهمها توصيات الأمم المتحدة لحكومات تلك الدول للحد من تفشي الظاهرة بتلك البلاد.
واختتم التقرير بأن القاصر قد تجبر علي الزواج لدوافع متعددة و أسباب متباينة تقاطعا مع عدم وجود نصوص قانونية رادعة مانعة لمن يجبر الفتاة القاصرة علي الزواج ، و يتم ذلك في بيئة يتراجع فيها المستوي التعليمي و التربوي .
فزواج القاصرات هو نوع من انواع العنف القائم علي نوع الجنس ، حيث إن هذا العنف مقتصـر علي الفتيات في إرغامهم علي الزواج دون ان يكون لإرادتهم او رضائهم أي دور في إتمام الزواج، لذا وجب التصدي له و الحد منه و تعزيز الجهود للقضاء عليه و ذلك من أجل حياة كريمة.