قاسم المحبشي يكتب/ في معنى الدبلوماسية ومداراتها الشخصية

الشخص لغة من الظهور أو الشخوص بمعنى الحضور المادي للكائن الفاعل في الزمان والمكان المتعين ويطلق على الذوات العاقلة إذ يشير إلى الذات الإنسانية بما هي كيان شاخص وذات واعية ومفكرة من جهة، وذات حرة ومسؤولة من جهة أخرى. إذا كان الكثير من الفلاسفة قد ركزوا على جانب الفكر والوعي باعتبارهما يمثلان جوهر الشخص البشري، فإن هناك أبعاد أخرى تميز هذا الكائن؛ بيولوجية وسيكولوجية واجتماعية وغيرها والشخصية هي حصيلة قوى الفرد الداخلية والتي تتفاعل بدورها مع القوى والعوامل والمؤثرات الخارجية، وتتأثّر شخصية الفرد بشكل مستمر بجميع أشكال هذه القوى لكل إنسان نمط وشخصية معينة يتصف بها ، وهذه الأنماط هي واجهة الإنسان المرئية لمن حوله ، فأنت قد تبتعد عن الحديث عن بعض الناس بسبب شخصياتهم أو سلوكهم وقد تصادق أو تتجاذب الحديث مع مجموعة من الناس ترى شخصياتهم وأنماط تتناسب مع مزاجك ولكن إن تعرفت على شخصية من تحدثه وصفاته واهتماماته وكيفية التعامل معه ستستطيع جذبه والتعامل معه بكل يسر ، فتسيطر على الشخصية التي تتعامل معها. ستجد في الحياة العديد من الأنماط والشخصيات التي ستواجهها وستتعامل معها ،فهنالك أنماط مختلفة للبشر وهذه الأنماط تحتاج معاملة خاصة لذلك تعلم كيف تتعامل معها . والشخصية أنواع وانماط منها: الانبساطي الانطوائي الشاعري التحليل التأملي والواقعي.

وتعد الدبلوماسية أحد التقنيات العقلانية في التواصل والاتصال بين الدول والشعوب وهي بديلا عن العنف والحروب. وهذه الوسيلة حافظت على الجنس البشريّ من الهلاك والانقراض، فبفضلها انتهت الحروب والنزاعات بين النّاس من أجل الحصول على لقمة العيش. وتُعتبر الدبلوماسيّة من الفنون الرّفيعة ففيها تتمثّل الكثير من السلوكيّات والأذواق العالية، والمزايا الشخصيّة وكذلك أنماط الاتصال الاجتماعيّة. والشخصية الدبلوماسية هي تلك هي الشخصية التي تتعامل ببساطة و مرونة مع من حولها و تحاول دائماً المحافظة على هدوء أعصابها و تتجنب الوقوع في خلافات و مشكلات مع الآخرين و تمتاظ الشخصية الدبلوماسية بمجموعة من الصفات أهمها اللباقة ،و القدرة على التأثير في الآخرين ،و امتلاك أساليب و طرق الإقناع و المكان الذي تتواجد به الشخص الدبلوماسي يسوده السلام ،و المحبة و ذلك لأنه يستطيع جذب الآخرين إليه للتحدث معه ،و الإستماع إلى أحاديث بأهتمام شديد ،و هم على ثقة تامة في حديثه .

ويتصف الشخص الدبلوماسي باتقانه فن التعامل مع الآخرين بصرف النظر عن التفاوت والاختلاف كما يكمن وصف الدبلوماسي بالليونة واضفاء روح حسنة على الآخرين وذلك بتقدير كلامهم ومعانتهم وفيما يلي بعض الخطوات التي من الممكن ان تساعد على اكتساب شخصية دبلوماسية:الايمان بالاختلاف المجتمعي وذلك يعني القناعة التامة بالتباين المجتمعي بالخصائص والافكار والمعتقدات ويؤمن الدبلوماسي بان البشر اصناف وليس جميعهم لطفاء لهذا يعي الدبلوماسي طرق للتعامل مع جل الاطباع البشرية يجب على الدبلوماسي عدم تمكين شخصيته من مضادات الكرامة
القدرة المهنية وتعني اتقان جميع المهارات الدبلوماسية المطلوبة ومنها:
تعلم اكثر من لغة
تعلم مهارة التفاوض
اقامة العلاقات والتعارف المستمر
والقدرة على ادارة الازمات
والقدرة على التاثير فيما حولهم وذلك عن طريق التحلي بالشجاعة والقدرة على القيادة والتواصل على الدبلوماسي العديد من المسؤوليات الاخلاقية ومنها نبذ التعصب الفكري والشجاعة في نقل الحقيقة حتى لو كانت ذات طابع سيء.
والدبلوماسي هو الذي يبتسم في وجه خصمه حينما يكون غاضبا.
ويتميز الإنسان الدبلوماسي بالعديد من الصفات، أهمها: التأهيل العلمي الجيد والثقافة الواسعة والكفاءة اللغوية واللياقة البدنية والأناقة الشخصية والمرونة والاعتدال في السلوك، والموضوعية في مناقشة المشاكل وعدم إصدار الأحكام المسبقة، والتفاعل الهادئ مع كافة الأحداث أو الشخصيات بدون أي عصبيةٍ أو استهتار، هذا بالإضافة إلى قوة الشخصية، والثبات أمام الإغراءات التي قد تواجهه.
والالمام بلغة الجسد وقوة الشخصية والحكمة والفراسة وغير ذالك من الصفات

لم تعد الدبلوماسية التقليدية المُتحكم الوحيد في تحديد السياسات العامة أو الخارجية، ونقصد هنا بالدبلوماسية التقليدية هي الدبلوماسية الحكومية وهي المقيدة بمواضع القوى والصلاحيات وغيرها.وأصبح للدبلوماسية العامة والتي تركز على استخدام القوى الناعمة في جمع الآراء وكسب الحلفاء والأصدقاء .. دور مهم تزداد أهميته في العصر الحالي للمعلومات، وذلك مع وجود أدوات التواصل ومحطات النقاش.

جاء مصطلح الدبلوماسية الناعمة تطويرا لمصطلح القوة الناعمة الذي صاغة جوزيف ناي عام 1990وتعتبر القوة الناعمة، في نظر ناي، بنفس مستوى أهمية القوة الصلبة كل منهم يدعم الآخر ففي حين أن القوة الصلبة تعد أساسا للقوة الناعمة حيث أنها تزيد من جاذبية الدولة وكذلك قدرتها على التأثير واستخدام مصادر القوة الناعمة وتوجهيها في الاتجاه المناسب ؛ فإن القوة الناعمة هي الأخرى توفر للقوة الصلبة غطاء الشرعية في عيون الآخرين ونتيجة لتطورات الرهيبة في القرن العشرين ظهرت القوة الذكية لتثبت فشل استخدام القوة الصلبة وحدها او الناعمة بذاتها لتظهر القوة الذكية كمصطلح له معاني ودلالات قوية في تغير سياسة الدول العظمى.
وهي بديل للهيمنة العسكرية الفجة التي انتهجتها الولايات المتحدة الامريكية وتعني كسب الاصدقاء بالترغيب وليس بالتخويف عبر المداخل الاقتصادية والثقافية والفكرية وهذا هو نهج الصين في مشروع طريق الحرير الاستراتيجي.

زر الذهاب إلى الأعلى