ضد الشرعية.. عرب وعجم تحت رحمة ميليشيات مسلحة وعصابات فئوية وطائفية

سردية تكتبها: أسماء خليل

ازدواج السلطة، أو  فوضى السلطة التى ضربت بعض البلاد العربية، فى أعقاب ثوارات ما يسمى الربيع العربى، خلقت قوى خارجة عن الشرعية الدستورية، والقانون، حين قامت هذه القوى بتشكيل ميليشيات مسلحة، وعصابات فوضوية، فئوية وطائفية لا تخضع  لسيادة الدولة أو الشرعية.

وحينما يحدث ازدواج فى السلطة، أو تفوق سلطة غير شرعية على السلطة الرسمية للبلاد، وتفقد الأخيرة عوامل تفوقها فى قواها الشرعية والعتاد والأدوات والقوة الشخصية؛ يُعد هذا انهيارا حقيقيا للدول.

وفى هذا الصدد رأينا حالات عديدة فى أفريقيا، وفى منطقة الشرق الأوسط، ولم تسلم بعض الدول العربية من وجود “الميليشيات” التي سيطرت على أجزاء فى البلاد، وفرضت سطوتها متحدية السلطة الشرعية، وسعت لتقويض هذه السلطة او اختطافها لغير صالح الدولة الوطنية.

اليمن وميليشيات الحوثيون

بلد عربي مثل “اليمن” تعيث فيها الميليشيات فسادًا، ومن الذي يدفع الثمن؟!.. إنها الشعوب التي تعاني من تراجع هيبة الدولة وسيادتها..استطاعت قوات الحوثيين كميليشيات مسلحة القضاء على الدولة اليمنية، وانفردت بالسلطة، فكان الصراع من ذي قبل بين سلطة الدولة وقوتها من جهة، وميليشيا القاعدة والحوثيين من جهة ثانية، ولكن بمرور الوقت تحولت تلك السلطة الغير شرعية للحاكم الفعلي للبلاد..

لبنان في قلب الحدث

إنها البلد الأجمل، ولكنها كانت الضحية الأولى لتلك الميليشيات وعبثها وقضائها على السلطة الشرعية المنتخبة، واستطاعت تلك الفرق الطائفية أن تقف بأسلحتها ضد جيش وشرطة لبنان..

فقد نشأت ميليشيا حزب الله التابعة لولاية الفقيه بإيران، بعد عقد اتفاقية “الطائف”، ورويدا رويدا استولت على مفاصل الدولة وزعزعتها؛ مما أضعف البلاد من الناحية السياسية والاجتماعية والثقافية، وباتت لبنان مكلومة حتى الآن..

واعراقاهُ

تصارع وتناحر بين عشرات الميليشيات التي تتسابق للنيل بالسلطة.. قتلي وعبوات مفخخة وحمم ناسفة في وجه الشعب الأعزل، و الأغرب أن تلك الفرق كانت الدولة نفسها – في البداية – هي من كونتهم، ولكن انقلب السحر على الساحر، واستولت على الشرعية وهمشت دور السلطة الحاكمة، وما برح التناحر حتى الآن..

“ليبيا” والدمار الشامل

ليس الأهم فقط هو حماية الدولة من الداخل وتفقد أحوال الرعية؛ ولكن أيضا لابد من الحفاظ على أمن الحدود البرية والبحرية، وهذا ما حدث في ليبيا الدولة الشقيقة، التي تعد الحدود الغربية البرية لمصرنا الغالية، فقد مثل عدم حماية الحدود ثغرة لاستيلاء الميليشيات على البلاد ومحاولة تدميرها، وبكل عدوان قضت على النظام وحولته إلى فوضى محكمة.

إيران والدور الإقليمي

حاولت بعض الميليشيات بإيران زعزعة التوازن بالدولة، وذلك عقب سقوط نظام الشاه عام 1979، وتبنت التخطيط للعب دورًا إقليميَّا يعزز من سيطرتها على التدخل الخارجي، وكذلك ممارسة إضعاف القوة الداخلية للبلد.

أجندات سياسية

وأخيرا، سواءً كان ما يحدث تنفيذا لأجندات خارجية سياسية، رغما عن الشعوب باستخدام المكر والخديعة، أم أن ما حدث مجرد تشكيل لعصابات فوضوية كانت بلا أهداف ثم استعذبت الاستيلاء على السلطة؛ يبقى الدور الأول للمواطن.. الذي عليه عدم الانسياق لكل ما يسمعه، فربما كان هو مجرد سطر في أجندة تم خط كلماتها بحبر أحمر دموي.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى