“عمالة الأطفال” على مستوى العالم.. تقرير يدق ناقوس الخطر

كتبت- أسماء خليل

عمالة الاطفال- ارشيفيةوقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن عمالة الأطفال ارتفعت لأول مرة منذ عقدين من الزمن، وتهدد أزمة فيروس كورونا بدفع الملايين من الشباب نحو نفس المصير، حسبما ذكرت صحيفة ديلي ميل الإنجليزية.

يهمك.. دراسة بريطانية: الأطفال المولودين قبل أوانهم مُنخفضي الوزن أكثر عرضة لانخفاض معدل الذكاء
وأضافت (يونيسيف) أن الزيادة بدأت قبل اندلاع الجائحة وتمثل انعكاسا أشبه بالدراما، للاتجاه التنازلي الذي شهد تقلص أعداد عمالة الأطفال بمقدار 94 مليونا بين عامي 2000 و 2016.
ومع بداية ظهور أزم كوفيد 19، كانت النسبة واحد من كل 10 أطفال على مستوى العالم عالقًا في عمالة الأطفال، وكانت الدول الأفريقية جنوب الصحراء هي الأكثر تضررًا.
وفي حين أن نسبة عمالة الأطفال، إلى النسبة الكلية للسكان ظلت كما هي في عام 2016، فإن الزيادة فى النمو السكاني زادت معه أعداد عمالة الأطفال التى ارتفعت بشكل كبير.
وأفادت وكالات الأنباء أن الوباء يهدد بتفاقم الوضع، وتصدر التصريحات بأنه إذا ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للمساعدة في تضخم أعداد الأسر التي تغرق في براثن الفقر، فقد تجبر الأسر على الدفع بما يقرب من 50 مليون طفل إلى سوق عمالة الأطفال خلال العامين المقبلين.
وعلقت هنريتا فور، رئيس اليونيسف، على الأزمة المتفجرة بالقول: “إننا نفقد الأرض التى نقف عليها في الكفاح من أجل إنهاء عمالة الأطفال” ، مشددة على أن “أزمة كوفيد -19 تجعل الوضع السيئ أكثر سوءًا”.
وأضافت رئيس “اليونسيف” أنه مع نهاية العام الثاني من عمليات الإغلاق العالمية، وإغلاق المدارس، والاضطرابات الاقتصادية، وتقلص الميزانيات الوطنية، تضطر الأسر إلى اتخاذ خيارات مؤلمة.”
وأوضح تقرير “اليونيسيف” أنه إذا تحققت التوقعات الأخيرة بشأن زيادة الفقر بسبب الوباء ، فسيتم دفع تسعة ملايين طفل آخرين إلى عمالة الأطفال بحلول نهاية عام 2022، ويمكن أن يكون يرتفع الرقم إلى 5 أضعاف، وفقًا للمسئولة عن الإحصائيات في “اليونيسف”، كلوديا كابا، التي شاركت في كتابة التقرير.
وقالت كابا لوكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”: “إذا تراجعت تغطية الحماية الاجتماعية عن المستويات الحالية … نتيجة لتدابير التقشف وعوامل أخرى، فإن عدد الأطفال الذين سوف يتم الدفع بهم إلى سوق العمالة، يمكن أن يرتفع إلى 46 مليونا، مع نهاية العام المقبل، 2022.
وكشف تقرير “اليونسيف”، الذي ينشر كل أربع سنوات – أيضا – أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عاما يمثلون أكثر من نصف عدد الأطفال على مستوى العالم، وأن الفجوة بين الجنسين تضيق بمقدار النصف عندما يتم حساب الأعمال المنزلية التي تؤدى لمدة 21 ساعة على الأقل في الأسبوع.
وأبدى التقرير القلق بشأن الزيادة الملحوظة في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عامًا، والذين يقومون بما يُصنف على أنه “عمالة خطرة”، هذه الأعمال التى يُعتبر أنها تؤثر على نمو الطفل، أو تعليمه، أو صحته، وتشمل العمل في الصناعات الخطرة، مثل التعدين أو الآلات الثقيلة، والعمل لأكثر من 43 ساعة في الأسبوع ، مما يجعل التعليم أقرب إلى المستحيل.
وكشف التقرير أن 79 مليون طفلا كانوا يؤدون مثل هذه الأعمال الخطرة في بداية عام 2020، بزيادة 6.5 مليون عن أربع سنوات سابقة.
وكشف “اليونسيف” أن معظم عمالة الأطفال تتركز في قطاع الزراعة الذي يشمل 70٪ من إجمالي عمالة الأطفال على مستوى العالم، وترجمة النسبة إلى أرقام تساوى 112 مليون طفلا.
ووجد التقرير أن أكبر زيادة في عمالة الأطفال شوهدت في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، حيث أدى النمو السكاني والأزمات المتكررة والفقر المدقع وتدابير الحماية الاجتماعية غير الكافية إلى دفع 16.6 مليون طفل إضافي إلى عمالة الأطفال منذ عام 2016 وأن ما يقرب من ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عامًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعملون بالفعل ، مقارنة بـ 2.3٪ في أوروبا وأمريكا الشمالية.

زر الذهاب إلى الأعلى