عاطف عبد الغنى يكتب: إسرائيل خائفة علينا.. «شوف ازاى ؟!»

إسرائيل وإعلامها يلعبان معنا لعبة خطيرة، هذا اكتشاف ليس بجديد، لكن الجديد أن البعض من أهلنا الطيبين لم يدرك حتى الآن مدى خبث الطوية الذى يصدّر به هذا الإعلام أخباره، أما الأشرار وجماعات الفتنة، مثل الإخوان، فيتلقفون طرح هذا الإعلام ويعيدون تدويره، وهم متأكدون من خبثه، كفانا الله وأياكم شر الخبث والخبائث.
وعلى سبيل المثال إذا أراد اليهود أو الإسرائيليون حرق شخصية مصرية أو عربية عامة أو تشويه صورتها، يدّعون فى إعلامهم أن فلان صديق لهم، وهكذا نسقط نحن سخطنا على إسرائيل وكرهنا لها على هذا الشخص.
مثال أخر قريب من الإعلام الإسرئيلى، وقبل أن نورده، نوضح فقط أن تل أبيب خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت فى شدة الحنق على القاهرة، بسبب مواقف مصر وقيادتها الداعمة للأشقاء الفلسطينيين، وجمع مصر للعرب فى عملها على إفشال زيارة بايدن للمنطقة، وأمور أخرى.
ولما كان بنى يهود لا يستطيعون أن يفعلوا شىء “يفشون” به غلهم علينا، فقد تحركت صحيفة “يديعوت أحرنوت” لتكتب قبل أيام قليلة افتتاحية تزعم فيها أن إسرائيل خائفة على مصر بسبب أزمتها الاقتصادية.. “شوف ازاى ؟!!!”
وتقول صحيفة الكيان فى افتتاحيتها: “لا سبيل لأن نساعد من هنا دولة عدد سكانها 107 ملايين نسمة.. يمكن أن نبدي العطف في المستويات العليا. مرغوب بالتأكيد ألا نهاجم، ومن المجدي أن نفهم أنه لو حتى مرت أزمة سياسية بين القاهرة وتل أبيب فإن على إسرائيل أن تتجلد، وأن تتفهم الضغط الذي هم فيه”.وفى فقرة أخرى تطرح افتتاحية الصحيفة السؤال: “ما الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله لتساعد مصر (السيسي)؟ وتجيب عن نفسها: “واليد على القلب، لا شيء”.
ولأن جلودهم سميكة، تدعى الصحيفة فى نهاية الافتتاحية أن مصر لو دخلت فى أزمة فهذا سيناريو سيىء جدا لهم (لإسرائيل).
وتخيل أن من يقول هذا إعلام إسرائيل التى لا يهمها إلا إلهاء مصر والمصريين فى مشاكلهم ومشاغلهم الداخلية لتواصل تنفيذ مخططاتها المتعلقة بمشروع دولة الخلافة اليهودية، والمخطط يدخل خطواته الأخيرة الآن مدعومًا بقوة – غير مسبوقة – من أوليجاركية الإدارة والرأسمالية المتوحشة التى تحكم العالم من أمريكا، وتلعب فيه الأموال والشخصيات اليهودية أمثال جورج سورس، وحاييم سابان، وشيلدون أديلسون، وغيرهم من صقور يهود الولايات المتحدة، الذين يقودون المؤامرات ويهندسون الانقلابات، ويحيكون المؤامرات، حول العالم بأموالهم القذرة، ويعاونهم فريق من السياسيين الغربيين معتنقى أفكار الأصولية الإنجيلية الذين يدعمون قيام مملكة اليهود فى فلسطين أكثر من اليهود أنفسهم، ويزايد عليهم فى الداخل اليمين الدينى المتطرف (دواعش اليهودية) قادة المستوطنون، الذين يقتلون الآن الفلسطنيين فى الضفة والأرض المحتلة..
أما نحن فمن المدهش أن إعلامنا لايريد أو لا يجيد مبارزة الإعلام الإسرائيلى، ولا غيره من إعلام الغرب المغرض القادم عبر الـ “بى بى سى” و “دويتش فيله” وغيرهما، من المواقع الأليكترونية، والفضائيات.
بل نحن حتى لا نحسن التوضيح للجمهور خبث طوية المواد التى يبثها هذا الإعلام مثل السموم، وفيروسات الأمراض المخلقة فى معامله، ولفهم وتلونهم.
وبمعنى أخر نحن لا نستطيع مجاراتهم، ولا أقول أن نكون مثلهم، لكن على الأقل نتعلم كيف نرد دفاعا عن أنفسنا.

اقرأ أيضا:

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى