قبل أيام من الانتخابات الإيطالية.. نشطاء عرب يعلنون تأييدهم للفاشيين المطالبين بطرد المهاجرين

خاص من روما: إكرامي هاشم

 

بعد أيام قليلة تستعد إيطاليا للتصويت في الانتخابات العامة لاختيار أعضاء البرلمان الإيطالي المتمثل في مجلسي النواب والشيوخ و من ثم اختيار أعضاء الحكومة الجديدة من الأحزاب و الإتلافات الحاصلة علي أكثر نسبة تصويتية.

وتأتي تلك الانتخابات في ظل ظروف إستثنائية، وبعد شهرين من سقوط حكومة رئيس الوزراء السابق ماريو دراجي الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، وستكون تلك الإنتخابات هي المرة الأولي التي يتم فيها اختيار أعضاء البرلمان بعد الإصلاحات التي تم إجراؤها علي قانون الإنتخابات في إيطاليا و المسمي بقانون روساتو والذي خفض عدد أعضاء مجلس النواب إلي ٤٠٠ عضوا بدلا من ٦٣٠ و أعضاء مجلس الشيوخ إلي ٢٠٠ بدلا من ٣١٥ و خفض سن التصويت علي أعضاء مجلس الشيوخ إلي ١٨ عاما بدلا من ٢٥ عاما.

مرشحو الأحزاب الإيطالية
مرشحو الأحزاب الإيطالية

ويبلغ عدد الإيطاليين الذين لهم حق التصويت في تلك الانتخابات ٥١ مليون مواطن منهم خمسة ملايين مواطن خارج البلاد سوف يدلون بأصواتهم من خلال القنصليات و السفارات الإيطالية في دول العالم المختلفة.

طالع المزيد:

وخلال الأسابيع القليلة الماضية شهدت الحملة الانتخابية للأحزاب الإيطالية المتنافسة والتي إنطلقت منذ شهر تقريبا منافسة شرسة وتبادل اتهامات بين الأحزاب والإتلافات، لاسيما أحزاب اليمين واليسار، كما كانت ورقة المهاجرين في إيطاليا أحد أهم أوراق اللعبة الانتخابية، بين مؤيد لوجود المهاجرين و دعمهم و الذي يتبناه تيار اليسار و معارض و مطالب بفرض قيود علي الهجرة ووجود المهاجرين في إيطاليا والذي يتبناه تيار اليمين، بل وصل الأمر إلي حد إستغلال الحوادث الجنائية والتي يكون أبطالها أحد أو بعض المهاجرين لتبرير وجه نظر اليمين في رفض المهاجرين.

كما شهدت الحملة الانتخابية مفاجأة تسببت في جدل وارتباك أيضا بين أفراد الجاليات العربية و الإسلامية في إيطاليا بتصدر أكثر الأحزاب تطرفا وعداءا للعرب و المسلمين والذي يصنف كونه حزبا يقوم علي خلفية فاشية لاسطلاعات الرأي و هو حزب “أخوة إيطاليا” الذي تتزعمه السياسية جورجيا ميلوني المعروفة بتصريحاتها المعادية للمهاجرين و لاسيما العرب منهم والمسلمين و التى طالبت أكثر من مرة بضرورة عودة المهاجرين إلي بلادهم، وأعلنت دخول السباق الانتخابي من خلال تحالف اليمين الذي يضم أيضا حزب رابطة الشمال بزعامة المحامي و السياسي ماتيو سالفيني و المعروف أيضا بأفكاره المتطرفة و المعادية للمهاجرين.

ووصل الأمر باليمينى المتطرف سالفيني إلى وصف المهاجرين في أحدي تصريحاته بالعبيد.

كما ضم التحالف أيضا حزب فورسا إيطاليا الذي يتزعمه عجوز السياسة الإيطالية و رجل الأعمال سلڤيو بيرلسكوني.

و في الوقت الذي بدأت فيه الدعوات لدعم الجاليات العربية في إيطاليا لتحالف اليسار لكبح تقدم تحالف اليمين أعلن مجموعة من الإعلاميين والنشطاء العرب – علي رأسهم الصحفي محمد يوسف أحد الصحفيين العرب من أصل مصري و الحاصل علي الجنسية الإيطالية – تأييدهم و دعمهم لحزب رابطة الشمال بزعامة سالفيني كما قاموا بدعوة الناخبين العرب الحاصلين علي الجنسية الإيطالية بالتصويت لتحالف اليمين في مبادرة أثارت جدلا و علامات إستفهام كثيرة.

محمد يوسف وتصريحاته المثيرة للجدل
محمد يوسف وتصريحاته المثيرة للجدل

وفي تصريحات خاصة أجاب يوسف على سؤال “بيان” حول ما دعاه إلى تأييد اليمين المتطرف فقال إنه يشعر بالاندهاش بسبب الانتقادات الموجهة إليه و المجموعة الداعمة لتحالف اليمين، مضيفا: “إننا في دولة ديمقراطية تتيح للأفراد اختيار ما يناسبهم من التيارات السياسية المختلفة دون حكر علي رأي أو موقف”.

وعن تأييده لحزب رابطة الشمال الذي يتزعمه سالفيني يري يوسف أن الاتهامات الموجهة إليه بالعنصرية ليس لها أساس من الصحة حيث أنه الحزب الوحيد الذي دفع بمرشحة من أصول عربية علي قوائمه في تلك الإنتخابات و هي الكاتبة الصحفية من أصول مغربية سعاد السباعي.

واستنكر يوسف الهجوم عليه و علي مؤيدي ماتيو سالفيني من الجاليات العربية في الوقت الذي فشلت فيه تلك الجاليات في الدفع بأي مرشح عربي و دعمه.

وعلل يوسف موقفه أيضا بتصريحات منسوبة لماتيو سالفيني عن مصر و العلاقات بين مصر و إيطاليا إبان أزمة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني الذي مات في مصر عام ٢٠١٥ ، مضيفا أن مصر دولة محورية وأن مثل تلك الحوادث العابرة لا يمكنها أن تؤثر علي شكل العلاقات بين البلدين.

و يبدو أن المنافسة في هذه الإنتخابات ستكون الأكثر شراسة و الأكثر جدلا في تاريخ انتخابات الجمهورية الإيطالية في العصر الحديث، إذ ربما تسفر عن ميلاد أول حكومة فاشية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وحال حدوث هذا سوف يوثر علي القارة الأوربية إجمالا و ليس علي إيطاليا وحدها، ولكن علينا أن ننتظر عما ستفصح عنه صناديق الإقتراع في الأيام القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى