أشخاص غيروا مَسار التاريخ
كتبت: أسماء خليل
قام بعض الأشخاص حول العالم على مر التاريخ بلعب دورًا بالغ الأهمية غير مجري التاريخ، منهم رسل وأنبياء، ومخترعون وعلماء، وقادة عسكريون مخترعًا.. ومواطنون حكماء بسطاء.
منهم من قام باتخاذ قرار خوض حرب كونية، وقد كان هناك من أحدث تغييرًا سلوكيًّا أو بيئيًّا بسيطًا في زمنه سواء للأفضل أو للأسوء؛ ولكن فيما بعد اتسع أثر ذلك الحدث على نطاق أكبر وغير من شكل الحياة وربما الأرض بأكملها..
وإذا قمنا بالعد والحصر، فلن تسع سطورنا كل هؤلاء الأشخاص، فكل المجالات بها من قام بالتغيير الجذري، بتحرر بلد أو اختراع عقار لمرض مزمن، أو اكتشاف كيميائي أو فيزيائي قام بطفرة علمية مُذهلة.. إلخ.. ومن هؤلاء الذين رشحتهم كتب التاريخ والسير فى مصاف العظماء:
النبي “محمد” صلى الله عليه وسلم (570-632 م)
لقد صنف الغرب في الكثير من صحفهم “محمد” – صلى الله عليه وسلم – كأحد أهم وأبرز من غيروا بالتاريخ، فقد ذكرت صحيفة Neues Deutschland التالي: “محمد هو واحد من أكثر الأسماء شهرة في التاريخ.. كان نبيًا ومؤسسًا للإسلام ، وهو دين ساعد في تغيير مجرى التاريخ البشري والطبيعي”.
وتستكمل الصحيفة:“ قبل حوالي 1400 عام ، استحوذ هذا التاجر الذي ينحدر من مدينة مكة العربية على سلسلة من الرؤى رأى فيها رئيس الملائكة جبرائيل يكشف كلمة الله الحقيقية والأخيرة، ثم شرعت عائلته وأتباعه في تدوين هذه الآيات في سلسلة من الآيات تسمى القرآن، يوجد اليوم أكثر من مليار مسلم في جميع أنحاء العالم ، مما يجعلها ثاني أكثر الديانات شعبية بعد المسيحية” .
وتردف الجريدة الألمانية: “خلال حياته ، أنشأ محمد مجتمعًا مخلصًا من الأتباع. ومع ذلك ، رفض اليهود بعناد التخلي عن تقاليدهم ونصوصهم ، وظلوا متشككين للغاية بشأن إمكانية وجود نبي غير يهودي. ومع ذلك ، بدا الأمر وكأن لا شيء يمكن أن يوقف نمو الإسلام . في غضون قرن من وفاة محمد ، تغلغلت رسالته البسيطة والقوية في الشرق الأوسط بأسره، وبحلول عام 651 م ، كانت قد اجتاحتها الإمبراطورية الساسانية القوية سابقًا في بلاد فارس ووصلت إلى شمال ما يعرف الآن بباكستان إلى الغرب، وغزت الجيوش الإسلامية شمال إفريقيا وإسبانيا.. إنه بحق أعظم من غير التاريخ”.
أدولف هتلر (1889-1945)
شخصٌ غير مجرى التاريخ، مازال اسمه يتردد في الأوساط السياسية والإعلامية بل والاجتماعية، كأبرز الأسماء إثارة للجدل، ورغم كل ما قام به من مصائب إلا أنه يستحق اللقب وبجدارة، فقد كان من قدامى المحاربين في الحرب العظمى وشعر بالإحباط الشديد من جانب قادة بلاده الذين وافقوا على اتفاقية الهدنة المهينة في عام 1918..ما جعل ألمانيا في أسوأ وضع من كل النواحي وأصبحت مُكبلة بالديون، فقد كان إجمالي الدين في ذلك العهد 11 مليار جنيه، وهذا ما يُعد رقمًا فاق التخيل..
قام بتوجيه ضرباته إلى الماركسيين اليهود الاشتراكيين، الذين اعتقد أنهم مسؤولون عن محاولة فشل وسقوط ألمانيا، فقد وقعت البلاد في كساد اقتصادي غير مسبوق معاهدة فرساي، قامت حكومة فايمار التي كانت على رأس الشؤون الألمانية حينها بإلقاء هتلر نفسه في غيابات السجون، تيقن هتلر من كراهيته لليهود والبلاشفة فقد ساعدوا على وصول القوى الرأسمالية… سيطرت عليه فكرة تغيير ذلك الوضع وإحياء الأرض، وحاول بالفعل إنشاء جنس بشري رئيسي من الشعر الأشقر والعيون الزرقاء..
قادت أفكار هتلر الغاية في الخطورة إلى حرب عالمية ثانية، ما أسس التقدم التكنولوجي الحديث، وكذلك الطاقة النووية وتكنولوجيا الصواريخ..فقد أعد المؤرخون حرب هتلر العالمية أهم العوامل التي ساعدت في تسريع اندلاع سباق الفضاء وتطوير أجهزة الكمبيوتر المتقدمة، بجانب الثورة التقدمية الهائلة في الزراعة والصناعة.
هوجو يونكرز (1859-1935)
كان مهندسًا ألمانيًّا، قام في الخمسينات من عمره باختراع أذهل العالم، وصمم أول طائرة ركاب في العالم، وأعده العلماء رائد صناعة الطائرات المعدنية بالكامل والأجنحة الطائرة، مما أدى اختراعه إلى جعل السفر حول العالم أكثر سهولة.
حمورابي (1810-1750 قبل الميلاد)
هل سمعت عن حضارة بابل وآشور، هذا هو الرجل القائد الأعظم الذي كان امتلك عقلا واعيا منظمًا مبدعا، وقام بسن دستور مكون من 282 قانونًا بشكل بارز على لوح من حجر يبلغ ارتفاعه ثمانية أقدام، حتى يحفظه الجميع وينفذونه، وكأن شرطه في ذلك أنه “لا يتم قبول الجهل بالقانون كعذر”.. وكذلك أقام العدل، ويتضح في ذلك القانون “إذا أبطل الرجل عين إنسان آخر ، فينبغي أن تُغمض عينه أيضًا”..
قام حمورابي بنسج حضارة بلاده بخيوط من الحكمة والعدل المبادئ المهمة التي لا تزال حجر الزاوية للعدالة في كثير من أنحاء العالم حتى الآن، . على سبيل المثال.. فهو صاحب المبدأ الشهير بكل دساتير العالم“ الشخص بريء حتى تثبت إدانته”..
عمل على تنفيذ القانون بشكل قاسي وصارم من أجل الحفاظ على النظام الصحيح، وربما كان منها ما ليس صائبا مثل “إذا مات المريض في الجراحة أو بعدها، فسيتم قطع يد الطبيب”، ولكنه قام بتنشيط الزراعة والصناعة، وتم التركيز بشدة على التعليم، فيقال إن معظم مدن بلاد الرافدين بها مكتبات، فقد وصف المؤرخون ذلك العصر بالذهبي..
المهاتما غاندي (1869 – 1948)
كان ناشطًا سياسيا، أخذ الهند ودفع بها نحو نيل حريتها واستقلالها، كان زعيم المؤتمر الوطني الهندي، وقف في وجه الحكم الاستعماري البريطاني.. لقد تغير العالم على يد غاندي، فقد كان مُحركًا لحركات الحقوق المدنية..
قام غاندي بدراسة القانون في الجامعة ثم سافر لحمل قضية أخرى في جنوب إفريقيا. حيث قضى من حياته في تلك المنطقة المكلومة 21 عامًا، ناضل وقاتل ضد الظلم والتمييز العنصري في مجتمع جنوب إفريقيا؛ حتى أصبح نموذجًا يحتذى به في كل أنحاء العالم..