«كن نباتيًّا وإلا تقتل.. اسكبوا الألبان بالأرض» .. وجرائم أخرى

سردية تكتبها: أسماء خليل

حينما تطالع الصحف اليومية، وتشاهد الفيديوهات المنتشرة على “اليوتيوب”، وتطالع أخبار الجريمة فى بلادناأو البلاد العربية من حولنا، قد ينتابك شعور أننا شعوب توسم بالتخلف، أو  التدهور الأخلاقى مقابل دولًا مُتقدمة تنخفض فيها معدلات الجريمة.

وعقب كل جريمة تقع فى مجتمعاتنا تتوالى التحليلات الفلسفية، وتُرجع ما حدث إلى نقص أو غياب أشياء كثيرة، معنوية ومادية، بدء من الاحتواء الأسرى إلى الفقر والفساد و… ألخ.

لكن ربما يصيبك الذهول حينما تعلم أنَّ أكثر دول العالم تقدمًا، بها حجم وشكل للجريمة يتخطى الحدود، وكذلك الكيفية التي تتم بها، ومن كل الفئات العمرية، في الحين الذي تسمع فيه – ليلًا نهارًا – عن مدى أخلاق الغرب الذي بلا دين، ومدى حفاظ المواطن في الدول المتقدمة على الأخلاق والنظام دونما تعاليم مُتبعة.

و على سبيل المثال لا الحصر.. فى التالى عدد من الجرائم التى وقعت في أوروبا والدول المتقدمة، التي يعتقد العالم أنَّ مواطنيها ملائكة،،

العجوز المسحول وكيس النقود

 

قامت الكاميرات خلال الشهر الجاري، بـ“نيويورك” بتصوير جريمة بشعة، للص يسحل رجلًا أوشك على السبعين من عمره، كان ضعيفا وبيده كيس نقود تمسك به، فأخذ اللص يركل الرجل ويسحله جرًّا على أحد الأرصفة، وسط صراخ متقطع من الرجل، فقام المجرم بخطف كيس النقود الذي يحتوى على 17000ألف دولارًا من يد الرجل المسكين بعد صراع وصراخ، وأسرع إلى سيارة تنتظره بها شريك له، وركب سريعًا دون أن ينظر خلفه إلى ما أصاب الرجل من جروح وربما الموت..

بطاقة المترو

 

وفي جريمة أخرى بالعاصمة نيويورك التي زادت بها الجريمة بالسنة الحالية إلى 35٪ عن العام السابق، كما ارتفعت جرائم الجنايات بنسبة 10٪ مقارنة بالعام الماضي ، بينما ارتفعت السرقات الكبرى بنسبة 43٪. حاصر رجل امرأة قد تجاوزت الستين من عمرها في بوابة مترو الأنفاق وظل يحاول إجبارها على تسليم بطاقة المترو، الأكثر دهشة أنه ظل ضغط عليها قفلًا بالبوابة الدوارة الحديدية حتى كادت أن تموت، وفي النهاية نجح في سرقة محفظتها وبها بطاقة المترو، واستطاع الهروب وهو لا يعلم هل قتل السيدة بسبب ضغط الباب الحديدي أم لا.. من أجل بطاقة مترو!..

محاربو الألبان Animal Rebellion

في غرب لندن، كانت واحدة من أغرب الجرائم، حيث قام تشكيل شبابي باحتجاجات مكثفة على منتجات الألبان، قام المسؤولون بتسميتهم “المتطرفون النباتيون”، قاموا باستهداف المتاجر الراقية في جميع أنحاء البلاد، وسكبوا كل كمية الألبان الموجودة بها، وهم يحملون أسلحة حادة، ويفعلون ذاك وسط صراخ من أصحاب المتاجر..

إنهم ضد جميع المنتجات الحيوانية ويعتبرون ذلك جرمًا، فيعالجون ذلك بجرم أكبر، كما قاموا بنشر مقاطع فيديو يهددون بها الناس بسكب منتجاتهم الحيوانية على الأرض، إذا لم يكفوا عن أكل منتجات الحيوان، وباتوا يصعدون مطالبهم الصارخة للحكومة لضمان انتقال المزارعين إلى “مستقبل قائم على النباتات”، وسط خسائر فادحة تكبدها الشعب والحكومة..

تابوت صغير من الخيزران

أبكت أحد القرى بأيرلندا جريمة مات فيها الكثير من الأشخاص من بينهم طفلة تبلغ خمس سنوات، حيث قام البعض بإلقاء عبوات مفخخة على محطة غاز، كانت الطفلة“شونا فلاناجان جاروي” البالغة من العمر خمس سنوات، بصحبة والدها عامل بناء، فماتت بالحال إثر تعرضها لإصابات بالغة عقب الانفجار، ثم تلاها والدها “روبرت جاروي”..
أعلنت السلطات وفاة 10أشحاص، وسط صدمة من المحيطين لعدم معرفتهم من الجاني، تجمع الأقارب المفجوعون في جنازة أصغر ضحية لانفجار المحطة، وسط بكاء من الجميع وبخاصة على تلك الطفلة التي ماتت بشكل مأساوي إلى جانب والدها وهو يحتضنها.


أقيمت صلاة الجنازة، وقد تم حمل تابوت صغير من الخيزران البني بجانب تابوت خشبي لشخص بالغ، وسط القساوسة والكهنة، ولا تزال حالة من الصمت والحزن والحداد تخيم على كل أهل القرية، وسط مناشدات للحكومة بأنهم في حاجة للمساعدة لمعرفة الجاني بشكل أسرع.. وكان لسان حال أهل القرية وقت وقوع الجريمة “جنبًا إلى جنب هنا ، نصلي أن يكونوا جنبًا إلى جنب في الجنة”

وأخيرا

تلك نقطة من بحر، نحن نرفض كأفراد وشعوب كل أشكال الجريمة، ولكن لابد من إحقاق الحق، فكما تحدث بالدول الأقل تقدما تحدث كذلك وربما أكثر بالدول التي يدعي العالم أنها أكثر تقدما..

زر الذهاب إلى الأعلى