م. محمد فؤاد لـ«بيان»: الرمال البيضاء والنهضة الصناعية.. مستقبل مُشرق لمصر 

حوار: أسماء خليل

أنعم الله – سبحانه وتعالى على مصر بموارد طبيعية هائلة غير موجودة بكل دول العالم، إضافةً إلى الموارد البشرية التي وهبها الله عقلا مفكرًا باستطاعته استغلال تلك الموارد الاستغلال الأمثل بإرادة وعزيمة،،
ومن بين مصادر الطاقة المتجددة المستدامة كالشمس والرياح ونهر النيل والبحرين الابيض المتوسط والبحر الأحمر ومناجم ذهب ورخام وغاز طبيعى، تأتي الرمال البيضاء كواحدة من أهم المصادر التى تعتبر المكون الأساسى لصناعات كثيرة مثل الزجاج والبللور والماس والكريستال والواح الطاقة الشمسية والسيلكون والالياف الضوئية التي أختص الله بها مصرنا الحبيبة الغالية..
وفي هذا الصدد يُحاور “بيان” مهندس محمد فؤاد خبير الطاقة مدير تنفيذي بإحدى شركات وزارة البترول، ويتناول الحديث أهمية تلك الرمال العظيمة لمصر والعالم، و أهميتها بالنهضة الصناعية..

مصر والطاقة الطبيعية

يستهل خبير الطاقة حديثه بالقول: لقد حان الوقت لأن يعلم الجميع كيفية استخدام مصر لأحد مواردها الطبيعية، مثل الرمال البيضاء، ومعرفة سر تصنيعها بالمشاركة مع شركات التقنيات الحديثة وإنشاء مصانع على أرض مصر قريبة من المواد الخام..

طالع المزيد:

ويؤكد مهندس محمد، على أهمية تلك الرمال في الصناعة، قائلا إنها رمال بيضاء ناصعة، رزقنا الله-سبحانه وتعالى -إياها كمنحة إلهية، وحولها المصريون إلى صناعة زجاج وسيلكون وأشباه مواصلات وألياف ضوئية ومكونات صناعة الإلكترونيات، كذلك صناعة الكريستال والبللور والزجاج ..

يصف خبير الطاقة ما يحدث بأنه نهضة حقيقية لمصر بالتوسع فى هذه الصناعات، برمال سيناء وبسواعد شباب مصر تنمو النهضة الصناعية، مُشيرًا إلى تحدثه كثيرًا عن ذلك الأمر مؤكدًا أنه سيخدم ويُطور صناعة الزجاج ورقائق السليكون والعدسات في مصر والعالم.

توجد بوفرة

ويوضح أن الرمال البيضاء توجد بوفرة وبجودة عالية بخليج السويس، وساحل البحر الأحمر وسيناء..بالإضافة إلى ” وادي الدخل ” جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية، وتتوفر كميات هائلة منه في وادي قنا بسمك كبير، بالإضافة إلى جبال يلق و المنشرح بشمال سيناء ، و منطقة أبو زنيمة و هضبة الجنة بجنوب سيناء و التي تتوفر بها كميات ضخمة من الخام زي الجودة العالية. وطرحت بالمزايدة العالمية للبحث عن المعادن، وهي المادة الخام لعنصر السليكون عصب التطور التكنولوجي العالمي ، و هو الخام الرئيسي فى صناعة الخلايا الشمسية و الرقائق الإلكترونية التي هي قلب الطفرة التكنولوجية الهائلة، التي انتقلت بالعالم إلى القرن الحادي و العشرين..

جودة غير مسبوقة

يُضيف مهندس محمد، أنه لا ترجع تلك الأهمية للرمال لكونها خام طبيعي عادي؛ بل إنه يتفضل عن سائر الموارد بنقائه الكبير ، حيث تصل نسبة تركيز خام السيليكا إلى 98,8% في الرمال المصرية ، بينما تقل نسبة أكسيد الحديد غير المرغوب فيه عن 0,01% ، كما يبلغ سمك الطبقة الرملية بها 100 متر بدون غطاء صخري، و هو ما يقلل من تكلفة الإنتاج و سهولة استخراجها،،

استثمارات وتوقعات

يقول خبير الطاقة، أن مصر خطت خطوات بناءة نحو التقدم إلى مستقبل مُشرق؛ بأن حظرت تصدير الرمال البيضاء كمادة خام خارج مصر، وذلك للحفاظ على هذا المورد غير المتجدد، ويعود سبب قرار الحكومة بعدم تصدير الرمال البيضاء باعتبارها ثروة قومية.
موضحًا أن مصر ستصبح مركزًا لصناعة الرقائق، ونقل تكنولوجيا صناعة الإلكترونيات، مما يُساهم في توطين تلك الصناعة محليًا، كما أن خريطة الاقتصادات العالمية ستتغير في المرحلة المقبلة، ومصر تملك ما يؤهلها لتغيير مراكز التصنيع حول العالم.
وحول توقعات المتخصصين يُشير مهندس محمد، إلى أنهم يتوقعون الزيادة في حجم الاستثمارات التي تحتاجها مصر لاستغلال هذه الثروة تقدر بنحو 2 مليار دولار ، تتمثل في إقامة مصنع لمنتجات السليكون و الزجاج.

احتياطي هائل

يؤكد خبير الطاقة أن مصر تملك 20 مليار طن احتياطي من الرمال البيضاء، بصحاري مصر المتنوعة من شمال سيناء إلى جنوبها، و صحراء مصر الشرقية و الغربية، فيتركز الخام في جنوب سيناء في منطقتي وادي الجنة و أبو زنيمة و التي يعد الخام بها الأجود في مصر و العالم، بإجمالي احتياطيات مؤكدة يصل إلى 268 مليون طن، و احتياطي جيولوجي أكثر من مليار طن، وكذلك يوجد بشمال سيناء احتياطي يبلغ 120 مليون طن..
بينما منطقة وادي قنا باحتياطيات تصل إلى 260 مليون طن، مصحوبة بأكثر من 40 مليون طن من خام الكاولين (الصلصال) الثمين فى صناعة الخزف و العوازل الكهربية، ثم منطقة وادي الدخل جنوب غرب مدينة الزعفران بجبل الجلالة، و يبلغ احتياطي الخام بها 27 مليون طن، و يبلغ سمك طبقة الرمال بها 100 متر بدون غطاء صخري.

زر الذهاب إلى الأعلى