يناقش معاناتهم ويُبرز قضاياهم.. ما لا تعرفه عن «أسبوع الرجال»
كتب: إسلام فليفل
أيام قلائل تفصلنا عن أسبوع الرجال كما يطلق عليه مع بداية شهر نوفمبر من كل عام، وقد جاء تخصيص هذا اليوم من أجل تكريم وتعزيز دور الرجال فى المجتمع، وتسليط الضوء على مساهمة الرجال فى الحياة، مع فتح باب للنقاشات والمحادثات، بصورة أكثر انفتاحًا، حول العديد من القضايا التى يعانيها الرجال عالميًا ومحليًا فى مصر.
اقرأ أيضا.. جدري القرود يضرب الرجال في أوروبا بعد تسجيل 18 ألف إصابة
تم اختيار هذا لايوم، لأنه يتصادف مع يوم ميلاد والد الدكتور جيروم تيلوكسينغ، الطبيب من ترينيداد وتوباغو، وهو الذى أطلق هذا اليوم العالمى عام 1999، وبالرغم من أن هذا اليوم موجود منذ عقود، فإن كثيرًا لا يعرفون ذلك وقد جاء اختيار شهر نوفمبر تحديدًا بالتزامن مع “موفمبر” وهى كلمة مركبة تتألف من الكلمتين “مو” من “موستاش” أو شارب باللغة الإنجلزية و”فمبر” من شهر نوفمبر، وينطوى على نمو الرجال لشواربهم فى محاولة لتعزيز المحادثات حول الصحة العقلية لديهم، ورغبتهم المستمرة فى الحديث عن مشكلاتهم مع الحفاظ على كرامتهم وشخصيتهم.
مفارقة بالغة داخل تكوين المجتمع المصرى، باتت تطفو على السطح خلال العشر سنوات الماضية فيما يتعلق بمكنونيه الرئيسيين “الذكر والأنثى”، فعلى الرغم من إنتشار عبارات دعم المرأة التى تكتظ بها اللافتات وتتشدق بعا الألسنة فى كل المجالات وعلى جميع المنصات، إلا أن للرجل أيضا بعض المطالب التى لا تختلف كثيرًا عن مطالب النساء فى المجتمع المصرى.
فقد انتشرت عدة حوادث تشير إلى عنف المرأة ضد الرجل لكن الأمر يتم التكتم عليه دائمًا حفاظًا على كرامة الرجل وكبريائه خاصة أمام ذويه، كما يقول “محمود عيد” محام بمحكمة الأسرة، إن هناك العديد من القضايا التى يرفعها الرجال على نسائهم تتعلق بممارسة عنف جسدى من قبل المرأة موجه للرجل، إلى أن الرجال لا يحبون الحديث فى هذا الموضوع حفاظًا على شكلهم الاجتماعى.
عنف متكرر
“منذ 5سنوات انفصلت أنا وزوجتى بشكل قانونى” يقولها إبرهيم نافع، مهندس مدنى بإحدى الشركات الخاصة، منوهًا بأنه غير نادم على الانفصال لأنه كان الحل الأمثل لحالتهم، إلا أن الانفصال وضع يده على عدد من الحقائق يأتى فى مقدمتها أن الرجال يعانون ظلمًا شديدًا فى المجتمع المصرى، خاصة فى حالات الانفصال، ومن واقع تجربته يطالب إبراهيم ببعض الأمور جاء على رأسها تعديل قانون الرؤية إلى قانون الاستضافة، لتصبح المدة يومين أسبوعيًا وأسبوعًا فى نصف العام وشهر فى آخر العام، والمطلب الثاني النزول بسن الحضانة إلى 4سنوات للذكور و 6سنوات للأنثى، والثالث تغيير ترتيب الأب فى أولوية الحضانة إلى المرتبة الثانية بعد الأم، والرابع إلغاء قانون الخلع، بينما جاء المطلب الخامس بوضع حد أدنى للنفقة يصل إلى 500جنيه، ويزيد كلما زاد دخل الأب.
موضحًا أن مطالب الرجال السابق ذكرها لم تأت من فراغ، حيث تحتل مصر المراكز الأول عالميًا فى قائمة أكثر النساء بالعالم اعتداء وضربًا للأزواج بنسيبة 23% وجاء فى المركز الثاني الولايات المتحدة الأمريكية بـ20%، ويليها بريطانيل بنسبة 17%، ثم الهند بنسبة 11% .
وقد أوضحت سمر خالد، أخصائى طب الأسرة، أن السبب فى العنف الموجه من المرأة إلى الرجل يرجع فى كثير من الأحيان إلى الشك والغيرة المطلقة من الرأة على الزوج، موضحة أن الظاهرة بدأت تنتشر فى الريف والحضر على حد السواء، حيث يبدأ الأمر بالحديث والنقاش ثم ارتفاع الصوت ومنه إلى الألفاظ النابية ثم الضرب واللجوء للشرطة في بعض الأحيان.
وأضافت سمر أن السبب يرجع أحيانًا إلى بخل الزوج، وفى أوقات أخرى بسبب سوء معاملة الزوجة لأهل الزوج، أو العكس سوء معاملة الزوج لأهل زوجته.
أشهر القضايا
ولعل من أشهر القضايا التى تناولها الإعلام ما حدث فى الدعوى رقم 1897 لسنة 2016 والتى جاءت أمام محكمة الأسرة بالإسكندرية والمرفوعة من الزوجة “مها” والتى تطالب فيها بالطلاق من زوجها “علاء” حيث اشتكى الزوج أثناء جلسات التسوية من تعدى زوجته بالضرب عليه أمام أسرته بعد زواجهم الذى استمر لمدة 6 شهور، وقد أثبت ذلك بمحضر رسمى بعد إصابته فى رأسه فى آخر خلاف جمعهم.
لم تكن القضية السابقة هى الوحيدة، بل هى واحدة ضمن مشكلات تصدر فيها الرجل دور الضحية كما قال ” كريم محمود” 34سنة، وهو متزوج منذ 5سنوات بسيدة تفوقه فى العمر نحو 3سنوات وطوال فترة الزواج تتعامل معه الزوجة على أنه خادم لديها حتى انتهى الأمر إلى الطلاق ولديهما طفلة، ترفض الزوجة أن تمنح الأب حقه فى الرؤية كما تهدده من وقت لآخر بسفرها للخارج لحرمانه من طفلته إلى الأبد.
ويسترجع الزوج ذاكرته لأول شهر من زواجه الذى اعتدت عليه الزوجة بالضرب حتى فقد وعيه واستيقظ ليجد نفسه فى المستشفى وجسده ممتلئ بالجروح فقد استغلت الزوجه فقدانه للوعى وأكملت التعدى عليه، ثم حررت ضده محضر قبل أن يتم نقلة للمستشفى بدعوى التعدى عليها على الرغم من أنه فاقد الوعى.
ليس هذا فحسب بل وصل الأمر فى بعض القضايا إلى حكم الإعدام كما حدث منتصف عام 2018 بمحافظة المنوفية عندما قامت زوجة بقتل زوجها في شهر العسل بمساعدة شقيقها ونجل عمهما، واختلقت قصة كاذبة لإخفاء جريمتها الشنعاء، وساعدت شقيقها بإخفاء مصوغاتها الذهبية ثم قام شقيقها بتوثيقها لتقوم بعد ذلك بالصراخ والعويل أمام زوجها، لخداعها بأن ملثمين قاموا بالسطو عليهما وسرقة الذهب وتخلصوا من زوجها ووثقوها حتى لا تصرخ، وبعرضهم على النيابة أحالتهم محبوسين إلى محكمة الجنايات التى أصدرت حكمها.
عنف ما بعد الطلاق
جدير بالذكر أن هناك مطالبات كثيرة بتحويل حق الرؤية إلى استضافة وهو ما طلبه عدد من الأزواج بل وجمعوا توقيعات وسلموها لعدد من الحققيين والمحاميين، معبريين عن حق الأب فى التعايش مع ابنه أو ابنته أطول فترة ممكنة، وأن هذا من شأنه أن يساعد فى تربيى الابن بشكل سوى، حيث لجأت عدد كبير من الزوجات إلى حرمان الزوج من رؤية أبنائه، ورفض التسوية بالطرق الودية والحصول على كل الحقوق باللجوء إلى المحاكم وأقسام الشرطة.