أستاذ العلوم السياسية: أمريكا الأكثر ربحا من الصراع بين روسيا وأوكرانيا

كتبت: شيماء وائل

أعرب الروس عن خشيتهم من قنابل أوكرانية “قذرة”، وحدث توتراً متصاعد بشأن هذا الأمر، فهل يعد هذا التلويح بالتهديد جادا؟.. الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة،أستاذة العلوم السياسية تجيب:

تقول أستاذ العلوم السياسية، أنه ليس من عادات الروس التهديد بدون جدية، فهناك عقيدة نووية روسية تم إصدارها في عام 2020 وهي خاصة بالردع النووي تحدد الحالات التي يجب أن تستخدم فيها روسيا السلاح النووي وهي محددة بحدوث تهديد وجودي للدولة الروسية، مشيرة إلى أن هذا التهديد ليس بالضرورة أن يكون تهديد نووي، فمن الممكن أن يكون بأسلحة تقليدية ولكن يمثل تهديداً لوجود الدولة الروسية.

وأضافت “الشيخ” أنه من الناحية الافتراضية والقانونية هناك بالفعل مايتيح للدولة الروسية استخدام هذا السلاح، ولكن روسيا لا تنوي استخدام هذا السلاح لمجرد حسم المعركة فهي ليست مضطرة لاستخدامه؛ لامتلاكها للقدرات العسكرية التي تمكنها من الحسم وقت ما شاءت.

‏وقالت أستاذ العلوم السياسية ربما أراد الغرب معركة طويلة، وأعطاهم الرئيس بوتين تلك المعركة، والواضح أن اوروبا تم استنزافها بالفعل، وبالإضافة أن هناك احتجاجات ضاغطة على الحكومات الغربية واحتجاجات تطالب بمفاوضات أو بإعادة النظر في سياسة العقوبات، لافتة إلى حدوث هذا مؤخرا في بريطانيا وإيطاليا، حيث حدثت مظاهرات تطالب بإعادة النظر في سياسة العقوبات الخاصة بروسيا وتسوية لهذه الأزمة نتيجة تداعياتها الضاغطة على المواطن الأوروبي.

طالع المزيد:

أوضحت ” الشيخ” أن روسيا تتعامل مع قضية الغاز كقضية اقتصادية وتجارية وليست سياسية، ولم تلجأ لهذا الملف كورقة ضغط على أوروبا، ولكن اوروبا هي التي اتخذت الخطوات والعقوبات تجاه روسيا، واصفة هذا أنه عقاب لأوروبا نفسها وليس لروسيا، وهذا جزء من صراع دولي على الأسواق.

وتابعت أن المشكلة الحقيقة تكمن في دخول الولايات المتحدة كدولة مصدرة للطاقة، والآن هي رابع أكبر مصدر للنفط وللغاز في العالم، وبالتالي كانت تبحث عن السوق الأقرب لها والاكثر جدوى اقتصادية كان هو السوق الأوروبي؛ نظرا لهيمنة روسيا على هذا السوق، حيث كان من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تطرد روسيا بأي شكل حتى لو افتعلت صراع نتيجته مأساوية بالنسبة للأوروبيين قبل أن يكون لأوكرانيا وروسيا.

واستكملت: منذ فترة أوباما كان هناك سعي لمحاربة الصين الشمالية وطرد روسيا، وعبّرت روسيا على لسان وزير خارجيتها أن هناك حرب غير نزيهه في سوق الطاقة وهذا من قبل الأزمة الأوكرانية.

وأشارت “الشيخ” أنه لا يوجد فصل بين ما حدث في أوكرانيا من تصعيد وما بين محاولة طرد الولايات المتحدة لروسيا من السوق، فهو صراع متعدد الأبعاد، موضحة أن الولايات المتحدة هي أكثر الدول ربحية من هذا الصراع.

وعن تعلق دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بمسألة أخلاقية، أجابت الدكتورة نورهان بأنه لا أخلاق في السياسة، وأن القيم والأخلاق مجرد مظلة تخفي دوافع حقيقية، مشيرة إلى اندفاع أوروبا بضغوط أمريكية، حيث كانت تعتمد على استنزاف روسيا.
واختتمت “الشيخ” بافتراضها لوجود مخرج، وأن هناك حديث عن مفاوضات وتغيرات تحدث في الكونجرس ربما ينتج عنها تهدئة الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى