“بيان” تُحاور اللواء دكتور سمير فرج: مصر تتعرض لتهديدات من الجهات الإستراتيجية الأربع
- قرار الرئيس السيسي بتنويع مصادر السلاح انتظره رجال القوات المسلحة كثيرا
- مصر امتلكت هذا السلاح الذى ينتمى للجيل الرابع (بلس ٤)
- مصطلح الجمهورية الجديدة تم إطلاقه باعتبار أن مصر دولة تمتلك القرار المستقل والمؤسسات القوية والرؤية الواضحة للمستقبل
أجرت الحوار: منال قاسم
أثارت الأخبار المعلنة عن صفقة طائرات الرافال الفرنسية لمصر، والإعلان عن شراكة مصرية – فرنسية، اهتمام العالم، خاصة مع القدرات العالية لتلك النوعية من الطائرات، وتوقيت الصفقة، حيث اعتبرها الجميع بمثابة إضافة لمصر في توازنات القدرة العسكرية وقوات الردع مع منافسيها وخصومها.
التقت «بيان» بالخبير الاستراتيجي اللواء أ.ح دكتور سمير فرج مدير ادارة الشؤون المعنوية الأسبق، في وزارة الدفاع المصرية في حوار حول أهمية هذه الصفقة، ومميزات السلاح الجديد الذى أضيف لقدرات الجيش المصرى، والدور المصرى فى المنطقة، والرؤية الأمريكية لهذا الدةر، وموضوعات أخرى يشملها الحوار التالى:
أهمية الصفقة
- ما أهمية هذه الصفقة فى هذا التوقيت تحديدا وأين تضعها مصر من ناحية قدراتها العسكرية في هذه الفترة؟
- لا بد في البداية أن نوضح أنه لأول مرة في العصر الحديث، تتعرض مصر لتهديدات من الأربع جهات الاستراتيجية.
الاتجاه الأول الشمالي- الشرقي ناحية سيناء، والذي يطلق عليه (بوابة مصر الشرقية)، ثم الاتجاه الغربي ناحية ليبيا والذي يمثل تهديدا لأمن مصر بعد رحيل نظام معمر القذافي ووصول عناصر داعش إلى ليبيا، ومع وجود قوات أجنبية ومرتزقة.
والاتجاه الجنوبي نحو السودان ومنابع نهر النيل والذي أصبح مصدر تهديد لمياه النيل في مصر علاوة على ضرورة تأمين مضيق باب المندب والملاحة البحرية في البحر الأحمر لتأمين قناة السويس.
والاتجاه الشمالي الاستراتيجي وهو البحر الأبيض المتوسط لتأمين وحماية أبار الغاز الطبيعي التي تم اكتشافها في شرق المتوسط وهي من أهم الاستثمارات المصرية.
ولذلك رأت مصر أنه لا بد من تدعيم قدراتها العسكرية لتحقيق الأمن القومي المصري في جميع الاتجاهات.
وعندما تولى الحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، وأصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة، تمت أول صفقة طائرات رافال وتضمنت ٢٤ طائرة من طراز رافال عام ٢٠١٥، وقد وقعنا الآن عقدا لتوريد ٣٠ طائرة ليصبح إجمالي عدد الطائرات الفرنسية الرافال في مصر 54 طائرة.
سلاح من الجيل الرابع
- ماهى مميزات هذا النوع من الطائرات ومدى أهميتها ؟
- تأتي أهمية هذه الطائرات من أنها أحدث الطائرات القتالية، متعددة المهام في العالم من الجيل الرابع (بلس ٤) والتي يصل مداها حتى 2700 كيلو متر فضلا عن امتلاكها منظومة تسليح متطورة حيث تحمل العديد من الصواريخ جو – جو، و جو – أرض، بالإضافة إلى قدرة عالية على المناورة.
كما تتميز بمنظومة حرب ألكترونية متطورة.
ومع تميزها بتلك المنظومة أصبحت من أهم أساليب القتال الحديثة، حيث يتعقب رادار الطائرة 40 طائرة في وقت واحد، ويشتبك مع 8 طائرات دفعة واحدة، كما يمكنه اكتشاف الطائرات التي تحلق تحت الطائرة وتحمل نظاما للبحث الحراري لتتبع الأهداف.
خطوة جديدة
- هل تعتبر تلك الصفقة خطوة جديدة لمصر فى تنوع مصادر السلاح؟
- دون شك ويعتبر قرار الرئيس السيسي بتنويع مصادر السلاح قرارا عظيما انتظره رجال القوات المسلحة كثيرا، فهو تأكيد على اهتمامه بدعم القوات المسلحة حيث اعتمدت مصر سابقا على تسليحها الرئيسي من الولايات المتحدة الأميركية لكنها بدأت بشراء طائرات الرافال وحاملات المروحيات الميسترال من فرنسا، وحصلت على أحدث ٤ غواصات من ألمانيا ثم الفرقاطات البحرية المتطورة من إيطاليا وطائرات الميج الحديثة من روسيا.
دور مصر
- وماذا عن الرؤية الأمريكية لدور مصر فى المنطقة ؟
- بعد شهر من تولي بايدن للرئاسة الأمريكية وضعت أمريكا أولويات لها وعلى رأسها منع امتلاك إيران لـ سلاح نووي والسيطرة على الأمور في اليمن، ولكن أولويات أمريكا تغيرت واتجهت نحو أهمية استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ومع الحرب الأخيرة على غزة، مصر فتحت المعابر والمستشفيات المصرية لاستقبال المصابين الفلسطينيين والعالم بدأ ينظر إلى دور مصر المحوري في المنطقة، وظهر للجانب الأمريكي قيمة مصر في الشرق الأوسط وأن مصر دولة محورية ولها علاقات مع كافة الأطراف.
أمريكا ساعدت مصر من أجل تثبيت قرار وقف إطلاق النار وقام الرئيس الأمريكي بايدن بإجراء اتصال هاتفي بالرئيس السيسي لتوجيه الشكر له على دور مصر لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
أمريكا تعلم حجم دور مصر الرئيسي في المنطقة، ومصر أصبحت شريكا رئيسيا في المنطقة، وعلى أمريكا تدعيم الاستقرار في مصر ومساعدة مصر على حل القضايا الإقليمية.
جمهورية جديدة
- ومع الدور المحورى الذى قامت به مصر فى غزة هل نحن فعلا على أعتاب مرحلة جديدة لو صح التعبير جمهورية جديدة ؟
- مصطلح الجمهورية الجديدة، تم إطلاقه باعتبار أن مصر دولة تمتلك القرار المستقل، والمؤسسات القوية، والرؤية الواضحة للمستقبل بقدرات شاملة.
وظهر ذلك جليًا فى الوضع السياسى فى المنطقة خلال أزمات إقليمية، آخرها ما حدث فى فلسطين، مما أعاد لمصر قيمتها السياسية وريادتها فى المنطقة، وأجبر الجميع وأولهم الولايات المتحدة الأمريكية على الاعتراف بأن مصر دولة محورية مهمة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
مصر تواجدت منذ البداية واستطاعت حل المشكلة وسيطرت على عناصر المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وتفاهمت مع إسرائيل مما جعل الرئيس الأمريكى جو بايدن يقوم بتوجيه الشكر للقيادة المصرية أكثر من مرة.
إن ما حدث بعد أحداث غزة الأخيرة أعاد لمصر مكانتها الريادية فى المنطقة عربيًا بعدما كانت قد عادت أيضًا إلى إفريقيا بعد قطيعة سنوات طويلة، وصلت إلى تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقي، ثم بعد العودة تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى لمدة عام.
وقبل أيام كان وزير الإسكان المصرى فى تنزانيا يتفقد السد الجديد الذى تقيمه شركة المقاولون العرب.
وكذلك ما حدث من تدريب عسكرى مشترك مع السودان الشقيق بعد قطيعة استمرت سنوات طويلة فى عهد الرئيس السودانى السابق عمر البشير، كل هذا يشير إلى أن مواقف مصر الخارجية حاليًا وعودتها لموقعها الريادى ساهم فى حل مشكلاتنا الخارجية، باعتبار أن الجميع أصبح يدرك أن مصر دولة محورية مهمة فى المنطقة مما جعل الدول العظمى تتدخل لمساندة مصر فى ملفات خارجية مثل سد النهضة ومشكلة المياه وغيرها من الملفات الخارجية المصرية التى سنصل فيها إلى حلول الفترة المقبلة.