شريف عبد القادر يكتب: «البهائم طلعت سبب تغير حالة المناخ»
أتذكر فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، أن الشتاء كان يبدأ خفيفا فى شهر سبتمبر حيث كنا نرتدى بلوفرات خفيفة بدون أكمام، ويبدأ الصيف مشارف شهر أبريل.
لكن فى السنوات الأخير، صار الصيف يمتد لشهر أكتوبر وبعض نوفمبر، ونشعر بالشتاء الفعلى فى ديسمبر، ويغادرنا فى مارس مع احترار فى فبراير.
وكنا نتعجب من تغير الطقس الى أن نشر فى ثمانينيات القرن الماضى نقلاً عن تصريحات وكالة ناسا وغيرها أن السبب وراء تغير الطقس وطول أمد الطقس الحار وجود ثقب فى طبقة الأوزون التى تحجب عن الأرض أضرار أشعة الشمس، ووقتها سخر البعض باقتراحات مثل اللجوء لـ “رفا أو ترزى” حريمى شاطر ليصلح ما فسد فى “الأوزون”.
واتضح أن سبب هذا الثقب الذى يفوق ضعف مساحة استراليا، الانبعاثات الصادرة من الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها أمريكا والصين واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفيتى، قبل تفكيكة بإيعاز من جورباتشوف .
وفى بداية المؤتمرات المخصصة للمناخ توصل الجهابذة الأمريكان أن علاج المناخ سيتحقق عندما تتوقف البرازيل عن قطع أشجار غاباتها والاتجار فى أخشابه، ووقتها لم يخجلوا من مطلبهم العجيب كما لم يخجلوا من رفضهم إيجاد وسيلة للحد من انبعاثات مصانعهم التى تضر المناخ.
وظلت المؤتمرات التى تنعقد سنوياً للمناخ عبارة عن مماطلة من الدول الصناعية وتلقى بالمسؤلية على دولة البرازيل وكأن العالم لم يكن يستخدم أخشاب الأشجار فى صنع الأثاث (الموبليا)، وإقامة منازل من الأخشاب وخاصة فى أمريكا والدول الغربية.
ومؤخراً ألقوا بالمسؤلية على تربية المواشى “البهائم” لكونها سبب سوء حالة المناخ وناشدوا سكان الكرة الأرضية بالإقلاع عن عادة أكل اللحوم .
وفى المؤتمر الذى عقد مؤخراً أضيفت أسباب أخرى لا مناص تدعو للضحك، فى تفسيرهم لتغير حالة المناخ، منها انقراض الخفافيش وحشرة الخنفساء ومكافحة الأبراص والذباب.
ولا يفوتنا أن الرئيس الأمريكى السابق ترامب أعلن فى الأول من يونيو عام ٢٠١٧ انسحاب بلادة من اتفاقية باريس للمناخ.
فعل ترامب ذلك على الرغم من أن انبعاثات مصانعهم وراء النكبة التى حلت بالطقس وذوبان الجليد وما ينتج عنه من ارتفاع منسوب المياه بالبحار والمحيطات، وقرار ترامب لا شك يتعارض مع حقوق الإنسان التى صدعونا بها.
لكن لا إنسان ولا حقوق، فكل ما يهمهم هو تحقيق مكاسب من منتجات مصانعهم، وتفتق ذهنهم عن اتفاق بإقامة صندوق نقدى ينفق منه على الدول المتضررة من سوء الطقس وبالطبع بعد مرور أسابيع أو أشهر سوف يراوغون ويتنصلون من تعهداتهم المالية، بعدم الالتزام بأدائها، وربما يعلنون انسحابهم من الاتفاق مثلما فعل رئيسهم السابق ترامب.