كريمة: حرمان الإناث من الميراث يحتاج تغير جذري فى أخلاقيات المجتمع

كتبت: هدى الفقى

قال الشيخ أحمد كريمة، عن حرمان الإناث من الميراث، إنه أمر يحتاج تغير جذري في أخلاقيات المجتمع، والتكاتف وتغليظ العقوبات وتغيير القوانين، معقبا أن “من أمن العقاب أساء الأدب”.

وتعد قضايا الاستحواذ على المواريث الإناث، من القضايا السائدة في المجتمع، والتي أصبحت لا تقتصر على محافظات الصعيد والقرى، بل إنها انتشرت في كل المحافظات، والتي تعتمد على بعض الآراء والمبررات ويطلق عليها العرف والعادة.

وفي إطار هذه القضية التي تقع فيها كثر من الإناث كضحايا بعد وفاة الأب ووفاة الزوج للأقارب، ناقش برنامج “يحدث في مصر” المذاع على قناة “mbc مصر” مساء أمس الاربعاء هذه القضية.

وشارك فى المناقشة إحدى المتضررات وتدعى نورا إسماعيل والتي أكدت أن أهل زوجها حرموها من الميراث واستولوا على منزلها هي وبناتها، رغم أن الزوج قد كتب لها الميراث بيع وشراء قبل وفاته.

كما شاركت ضيفة أخرى تدعى هند عبد المحسن، جاءت من أحدى قرى الصعيد، والتي أكدت أيضًا حرمانها من ميراث والدها هى واخواتها الإناث وقالت: “عمى قالي أنا واخواتي لن اعطيكم هذه الأرض ومستحيل يورثها أزواجكم الغرباء”.

طالع المزيد:

وتعقيبا على حرمان النساء من حقوقهن في الميراث، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر في نفس اللقاء، إن الوصايا والمواريث تكييفها الشرعي، أحكام ما بعد الوفاة.. والعرف والعادة اذا اصطدما بنص شرعي لا يعمل بهما.

وتابع كريمة أن مسلمات الشرع في الماضي والحاضر والمستقبل، لا تقل عن المسلمات العقلية، ولا تقبل أي نوع من المساومة تحت أي مسمى أو فصال.

وذكر استاذ الفقه احكام الله القطعية في هذا الشأن في سورة النساء وهي يوصيكم الله/ وصية الله/ فريضة الله/ تلك حدود الله.
وذكر قول النبي محمد صلي على وسلم “إن الله لم يدع أمر المواريث بيد النبي أو غيره بل تولاها لنفسه”، مضيفا أنه “لو أن إنسان حجز المواريث عن علم بأحكامه فهو آثم ومذنب”.

وعما إذا كان من يتعدى على المواريث يلبس عبائة الدين كواجهة له قال: “هذا فسق وتعدي وإلباس الحق بالباطل، وإن التعدي على مواريث النساء المستحقة لهن، يعد أكلا لأموال الناس بالباطل.

وتابع: “إن للإنسان ثلاث حقوق: في الدماء والأموال والأعراض، ومن حقه أن يتمسك بها ولا يسامح فيها. ولن يدخل الجنة أكلي أموال الناس وامتثل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “أتدرون من المفلس من يأتي بحسنات وصلاة وذكاء وقد ضر هذا أو شتم هذا وأكل مال هذا فأخذ من حسناته”.

وعما إذا كان يحل للأب أن يكتب أملاكه بأسماء بناته خوفًا من خراب ذمم الأقارب وأكل مال اليتيم قال: “يجوز لمن يخشي اختلاس أقاربه لميراث بناته كتابته لهم كهبة وهو على قيد الحياة”.

وناشد كريمة بتغير القوانين وتغليظ العقوبات على من يستولي على حقوق المواريث.

وأضاف: “أن الأمر يحتاج الي تغير جذري في أخلاق المجتمع مع تكاتف كل من الأزهر والأوقاف والإعلام والمؤسسات المدنية، معقبا: “فمن أمن العقاب أساء الأدب”.

زر الذهاب إلى الأعلى