عاطف عبد الغنى يكتب: لا دين لهم ولا ملة

(1)

لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.. رضخت قطر لضغوط الغرب، وسوف تسمح للشواذ بالإعلان عن أنفسهم حلال فعاليات المونديال.. ونقلا عن صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن إنه لن يتم إيقاف المشجعين الذين يعرضون ألوان قوس قزح “الشعار الداعم للمثلية (لا مؤاخذة الشذوذ)” من قبل موظفي الأمن في مونديال قطر.
وبحسب الصحيفة ذاتها، فقد أبلغ “فيفا” اتحادات كرة القدم أن شعار “حب واحد” الملون بألوان قوس قزح الخاص بالمثلية الجنسية لن يتم حظره في الملاعب خلال ما تبقى من مونديال قطر 2022، مشيرة أن الفيفا تلقى ضمانات من الحكومة القطرية بهذا الخصوص.
وفى إيضاح أكثر للخبر فأن عدد من الدول والسياسيين، وكذلك اتحادات رياضية أوروبية، انتقدت بشدة الحظر، الذي هددت خلاله الفيفا، الدول المنتهكة للحظر بعقوبات رياضية.
ومن الواضح أن الاتحاد الدولي للعبة نفسه قد رضخ للتهديد والابتزاز، فقد سبق له، وأن لوح بفرض عقوبات صارمة على اللاعبين في حال خرقهم للوائحه، بارتداء الشارة المصممة للتعبير عن التضامن مع الأشخاص المثليين جنسيا، في نهائيات كأس العالم في قطر.

(2)

حملة إعلامية غربية شرسة جديدة ضد روسيا، تفجرت خلال الأيام، والساعات القليلة الماضية، تندرج ضمن الحملات المتواصلة منذ تفجرت الحرب الروسية الأوكرانية لشيطنة روسيا، لكن موضوع الحملة هذه المرة ليس الحرب، ولكن الحب الواحد (تسميتهم للشذوذ الجنسى)، وقد كبر عليهم نزوع روسيا لمحاربة هذا الشذوذ، والعهر الأخلاقى بالدعاية له.
وتصدرت ممانعة موسكو، العناوين المثيرة لإعلام الغرب وفيديوهات الـ”يوتيوب” ووسائل التواصل.. بعد أن وافق مجلس النواب الروسي “الدوما” على مشروع قانون يحظر دعايات المثليين، ويقيد سلوكهم العلنى فى الدعاية لشذوذهم مثل المسيرات، والتظاهرات، ورفع الأعلام التى تحمل شعاراتهم، وباقى سلوكياتهم المرزولة، أو أي إجراء أو معلومات تعتبر محاولة للترويج للمثلية الجنسية.
ويحظر مشروع القانون الذي أقره مجلس “الدوما” الروسى، أي ذكر يعتبر بمثابة “دعاية للمثليين” في وسائل الإعلام والسينما والكتب والمعلنين، كما يحظر “الدعاية للاعتداء الجنسي على الأطفال وتغيير الجنس”.

ومشروع القانون الذى يفرض غرامات تصل إلى 10 ملايين روبل روسى “حوالى 160 ألف يورو” بحق المخالفين، ينتظر موافقة مجلس الشيوخ، وتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليتم العمل به، ومن المتوقع أن هذا سيحدث فى القريب العاجل ليمثل بصقة روسية (يمكن وصفها بالأخلاقية) فى وجه الغرب الشاذ المنفلت، ونحن بدورنا ننضم لما أكد عليه المتحدث باسم البرلمان الروسى، فياتشيسلاف فولودين، حين قال: “إن مشروع القانون سيحمي أطفالنا ومستقبل بلادنا من الظلام الذي تنشره الولايات المتحدة والدول الأوروبية”.

(3)

ومن موسكو إلى الدوحة، المستهدفة هى الأخرى بهجوم جانبا من الإعلام اليمينى الغربى، وقد استكثرت الفاشية الغربية، أن تنجح شعوب إسلامية عربية فى تنظيم هذه الفعالية (نذكركم أيضا بنجاح مصر فى تنظيم كوب 27 والهجوم الذى تعرضت له باسم حقوق الإنسان)، ومن نفس المدخل، “حقوق الإنسان والحريات”، انطلق قذائف الحرب، وعلت أصوات منابر الدعاية السوداء ضد قطر التى أرادات أن تحمى نفسها، وتخرج بالحدث الكبير إلى بر الأمان، عبر قواعد لا يمكن أن يشكك أحد فى نزاهتها الأخلاقية، إلا الغرب الذى يعتبر الشذوذ، والإباحية، والعهر الجنسى، حرية شخصية (مرة أخرى نحيلكم إلى مسألة وأزمة علاء عبد الفتاح الأناركى الذى مارس الإرهاب ليفرض فكره المريض هو وأمثاله على الدولة المصرية، ناهيك عن نزوعه إلى العنف واستخدام السلاح فى عدد من الحوادث المثبتة مثل واقعة ماسبيرو ضد الجيش المصرى لتفجير فتنة فى البلاد).
وما كان سلوك لاعبو الفريق الألمانى المتعمد، على أرضية الملعب، وقبل انطلاق مباراتهم مع اليابان، حين وقفوا في منتصف الملعب، ووضعوا أيديهم على أفواههم للتدليل على أن الاتحاد الدولى للعبة “فيفا” استجاب لطلب قطر، وتم منعهم من ارتداء شعار المثلية الجنسية على أذرعهم، أقول أن هذا السلوك نوع من الدعاية السياسية المضادة، وابتزاز للدول والشعوب التى تقاوم أفكار الليبرالية الجديدة، هذه “الليبرالية” التى لا دين لها ولا ملة، والتى أصاب أصحابها – الآن – جنون الإعلان عن نفسها وأفكارها باعتبار أنفسهم يمثلون حضارة العالم المتقدم، والطبعة الحديثة لأفكار الرأسمالية العالمية، وما بعد الحداثة، وكل هذه الأسماء، التى تؤله الإنسان وتمنحه الحريات المطلقة، باعتباره سيد هذا الكون، ولا سيد عليه.. والعياذ بالله.

(4)

وإذا كنت ترى فى العبارة الأخيرة (كلاما كبيرا)، ونزوع إلى “نظرية المؤامرة” التى يرفعها شياطين الغرب، فى وجه من يفضح مخططاتهم، وممارساتهم، فأرجو أن تبحث عن تفسير أخر لما يحدث لنا وحولنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

اقرأ أيضا للكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى