حصرى بالصور والفيديو | العثور على جثة سامان عباس فتاة الشرف
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
جريمة هزت المجتمع الإيطالي.. بعد عام ونصف من البحث، عثرت الشرطة الإيطالية علي رفات جثة قتيلة الشرف الباكستانية التى هزت المجتمع الإيطالي.
في منطقة “ريدجو ميليا” نجحت الشرطة الإيطالية في العثور علي رفات جثة فتاة باكستانية كان قد سبق إتهام عائلتها بقتلها وذلك بعد عام و نصف من البحث المتواصل، وفي ظل هروب معظم أفراد العائلة المتهمين في القضية .
بداية الأحداث
تعود أحداث القصة إلي شهر إبريل من العام الماضي عندما أبلغ بعضا من أصدقاء فتاة باكستانية تبلغ من العمر 18 عاما عن إختفاءها و عدم تمكنهم من التواصل معها منذ أسابيع مما أثار مخاوف الشرطة وبدأت في تقصي الحقائق ليتم الكشف عن جريمة مروعة.
كانت الفتاة سامان ذات الأصول الباكستانية المسلمة تعيش مع والداها وأخوها الأصغر، وسامان ولدت و تربت داخل المجتمع الإيطالي، وكان معروفا عن عائلتها التشدد والتضييق علي الفتاة رافضين إندماجها مع المجتمع الإيطالي الغربي مما كان يضع الفتاة دائما تحت ضغوط نفسية حتي جاءت لحظة الصدام بينها وبين عائلتها عندما قرر والداها إجبارها علي الزواج من أحد أبناء عمومتها الذي يعيش في موطنهم الأصلي باكستان، ويكبرها بأكثر من 15 عاما، ويعنى هذا أيضا عودتها إلي باكستان و تركها إيطاليا نهائيا.
عنف وتزمت
واجهت الفتاة والداها برفضها لتلك الزيجة المرتبة، ورغبتها في إكمال حياتها في إيطاليا ثم تطور الأمر إلي إستخدام العنف من جانب والدها ضدها، وقيام الأسرة بإخفاء جواز السفر الخاص بها، ودفعها ذلك لإخبار أصدقائها بالأمر فنصحوها بضرورة الإبلاغ عما تتعرض له من عنف وتزمت ورغبة في تزويجها رغما عنها و بالفعل أستمتعت الفتاة إلي صوت أصدقائها و قامت بعمل بلاغ لدي الشرطة في والداها التي قامت بدورها بتحويل الفتاة إلي مكتب الشؤون الإجتماعية في البلدية التابعة لها و حسب القانون الإيطالي في حالة شكوي أحد الأبناء من تعرضه لأي نوع من أنواع العنف سواء النفسي أو الجسدي يتم إبعاده عن أسرته و وضعه تحت الحماية القانونية في أماكن مخصصة لذلك و هذا ما قامت به السلطات المختصة بالفعل و يبدو أن هذا التصرف من الفتاة قد أشعل غضب الأسرة أكثر ضد إبنتهم التي يرونها متمردة علي تقاليدهم و علي ما يبدو أنهم قد أنتووا فعل شيئا أضمروه في انفسهم حيث قام والد الفتاة بإستدعاء عم لها يعيش في فرنسا للمجيئ إلي إيطاليا.
خطة إستدراج الفتاة
بدأت الأسرة في تنفيذ نواياهم ضد الإبنة حيث قامت الأم بإرسال رسائل إلي سامان تطمئنها فيها و تخبرها بعدولهم عن قرار تزويجها و أنهم سوف يفعلون ما تريده و تناشدها بالعودة إلي المنزل و بالفعل نجحت خطة الأسرة في إستدراج الفتاة والتي قررت الذهاب إلي المنزل رغم تحذير أصدقائها لها بعدم العودة خوفا عليها.
ناقوس الخطر
في اليوم التالي لذهاب سامان للمنزل انقطعت أخبارها ولم تعد ترد علي الهاتف لعدة أيام مما أثار مخاوف أصدقائها الذين قاموا بالإبلاغ عن إختفائها و بالفعل قامت الشرطة بالتوجه إلي منزل العائلة لإستقصاء الأمر فكانت المفاجأة أنهم لم يجدوا أحدًا من أفراد المنزل فبدت فرق البحث بعمل التحريات السريعة ليكتشفوا أن والدا الفتاة قد غادرا إيطاليا إلي موطنهم باكستان في اليوم التالي لعودة سامان إلي المنزل، لكنهما غادرا بدون الفتاة وتم رصدهم أثناء المغادرة من المطار عن طريق كاميرات المراقبة بالمطار .
وعلي الفور بدأت فرق البحث عملها، بتتبع كاميرات المراقبة القريبة من منزل العائلة و تفريغها لتتحول الشكوك إلي إتهام واضح للأسرة بالتخلص من الفتاه حيث أظهرت كاميرات المراقبة لقطات يظهر فيها مجموعة من الأشخاص من بينهم والد الفتاة عائدين في طريق المنزل حاملين أدوات حفر في أيديهم.
ومن خلال تلك اللقطات تم تحديد هوية أحد هؤلاء الأشخاص وتبين أنه عم الفتاه الذي يعيش في فرنسا والذي ثبت مغادرته إيطاليا أيضا في اليوم التالي لإختفاءها.
تم إبلاغ النيابة العامة بما توصلت إليه فرق البحث و التي وجهت تهمة القتل العمد إلي والدا الفتاة وعمها وبدأ تشكيل فرق بحث متخصصة، والإستعانة بالكلاب البوليسية المدربة من أجل العثور علي جثة الفتاة و التي تم التيقن من قتلها.
إبلاغ الإنتربول
وكانت الشرطة الإيطالية قد أبلغت الإنتربول من أجل تقصي أثر عم الفتاه الهارب إلي فرنسا و الذي تمكن بالتعاون مع الشرطة الفرنسية بالقبض عليه وتسليمه إلي إيطاليا بعد عدة شهور من الحادث والذي خضع للتحقيقات فأنكر تورطه في قتل ابنة أخيه، فيما قررت السلطات وضعه رهن الحبس الإحتياطي طيلة فترة البحث عن جثمان الفتاه .
وبالعودة إلي عمليات البحث عن جثة سامان اتجهت أنظار فرق البحث إلي “نهر البو” القريب من مسكن الأسرة مفترضين أن يكونوا قد تخلصوا من جسدها في مياهه، وتمت الإستعانه بأحدث أجهزة البحث التقنية لكن دون جدوي.
في هذه الأثناء تم أيضا رصد مكالمة لوالد الفتاه مع شخص ما يذكر فيها عبارة “قتلتها دفاعا عن شرفي” لتقطع تلك العبارة كل شك تجاه مقتل الفتاه علي أيدي أسرتها.
العثور على الجثة
وبعد حوالي عام و نصف العام أعلن فريق البحث المكلف، بالعثور علي جثة فتاه في نفس عمر سامان و بملابس مشابهه لنفس ملابسها التى كانت ترتديها قبل إختفاءها مدفونه في منطقة قريبة من منزل الأسرة و مدفونة علي بعد ثلاثة أمتار تحت الأرض، ليأمر النائب العام بعمل تحليل للحمض النووي للجثمان ليتم تأكد أن الجثة التي تم العثور عليها هي للفتاه سامان عباس المختفية منذ أبريل من العام الماضي .
وعلي الفور تم إبلاغ السفير الباكستاني بايطاليا بنتيجة التحقيقات و التقدم بطلب رسمي من أجل التعاون في القبض علي والد الفتاة و تسليمه لإيطاليا من أجل محاكمته كما أعلن عمدة مدينة نوفيلارا أنه ستقام جنازة رسمية للفتاة في المدينة و الذي قام بنعيها بنفسه و قام نشطاء في مدينة ميلانو بطلاء بعض المقاعد في الساحات العامة باللون الأحمر و كتابة إسم سامان عليها تعبيرا عن كونها رمزا للعنف ضد المرأة و تخليدا لذكراها .
طالع المزيد:
-
بأغرب طريقة للهجرة.. السلطات الأسبانية تقبض على 3 أفارقة حاولوا التسلل عبر الحدود
-
الطقس السيئ يعزل مدينة إيطالية ويحول شوارعها إلي أنهار من الطين تبتلع البشر
قضية سامان عباس فتحت الباب للجدل حول إندماج المهاجرين ذات الثقافة الإسلامية في المجتمع الإيطالي الغربي وأعطت الفرصة للعديد من المعاديين للوافدين من دول الشرق إلي إيطاليا للهجوم علي الثقافة الإسلامية و العربية و إلصاق تهمة التطرف وانتهاك حقوق النساء حتي أن إحدي الكاتبات و الناشطات في مجال المرأة قامت بتالف كتاب أسمته ” سجناء سامان” متعللة بقصة سامان لتتهم المهاجرين من أصول مسلمة في إيطاليا بسجن بناتهم داخل زنزانة العادات وبالتقاليد الإسلامية و أن كل الفتيات ذوات الأصول المسلمة لديهن الرغبة في الحياة علي الطريقة الغربية إلا أنهن يخشين عنف أسرهن تجاههن .
ليست النهاية
ومن جانبنا نفول إنه لاشك أنه مع تزايد أعداد أبناء المهاجرين من الجيل الثاني والثالث من ذوى الأصول العربية و الإسلامية يواجهون مشكلة و صراع مابين حفاظهم علي هويتهم العربية واندماجهم في المجتمع الإيطالي و كثيرا مايحدث الصدام ما بين الأبناء و أسرهم نتيجة هذا الصراع و لعل حادثة الفتاه سامان لم تكن هي الأولي أو الأخيرة في حلقات هذا الصراع ففي بداية العام الحالي أبلغت إحدي الفتيات من أصول بنجالية عن محاولة أسرتها فرض ارتدائها للنقاب و ممارسة العنف الجسدي ضدها لهذا السبب الأمر الذي أدي الي نزع الفتاه من أسرتها حيث أنها لاتزال قاصرا .